باريس - العرب اليوم
كثيرة هي الصور الطريفة والنكات التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية من الواقع الغرائبي الذي وجد إنسان القرن الحادي والعشرين نفسه فيه بسبب انتشار وباء "كورونا". ومن ألطفها تلك الصورة المحرّفة لـ"موناليزا" وهي تستريح مادّةً ساقيها على إطار لوحتها الشهيرة في متحف "اللوفر"؛ نظرًا لانقطاع الزوار بسبب منع التجول.
بدءًا من اليوم، يعيد المتحف الباريسي استقبال الزوار بعد أن كان قد أوقف نشاطه منذ 1 مارس (آذار) الماضي، عندما اجتمع ممثلو نقابات موظفي المتحف وعماله وقرروا إغلاقه منعًا لتفشي العدوى بين حشود الزوار الذين كان عددهم يصل إلى 30 ألف زائر في اليوم.
من بين كل المقتنيات الثمينة من اللوحات والتماثيل والآثار التي يحتويها "اللوفر"، ركزت وكالة الصحافة الفرنسية على لوحة "الجوكوندا" التي تمثل سيدة إيطالية تدعى "موناليزا"، حيث أبرقت الوكالة خبرًا يفيد بأنّها أصبحت جاهزة لاستقبال زوارها الذين يصل عددهم إلى 30 ألف زائر في اليوم. لكن المتحف يتوقع ألا يزيد العدد، حاليًا، على بضعة آلاف نظرًا لتعليمات التباعد الاجتماعي وظروف استمرار انتشار الفيروس.
بلغت خسارة المتحف خلال 3 أشهر ونصف الشهر من الإغلاق 40 مليون يورو.
الدخول إلى المتحف، هذه المرة، سيكون بشروط معينة، منها ضرورة ارتداء الكمامة للزائرين ممن تزيد أعمارهم على 11 عامًا. وهي كمامات يأتون بها معهم لأنّها غير متوفرة داخل الموقع. كما أنّ خط سير الجولة داخل القاعات سيتم وفق خرائط موجودة عند المدخل. ومن يرد رؤية "موناليزا"، مثلًا، قبل غيرها من المقتنيات، فإن عليه الدخول من بوابة الباحة الكبرى والخروج من الناحية الثانية لصالة الدول. أمّا الوقوف لتأمل اللوحة فسيكون محددًا بعدد قليل بدل التزاحم المعهود في السابق، وذلك التزامًا بقواعد التباعد وتجنب العدوى. ومن المنتظر سريان هذه التعليمات حتى نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، حيث سيكون هناك أدلّة يقودون جولات مجانية ويشرحون للزوار تفاصيل المعروضات بلغات عدة.
أعلنت الإدارة، أيضًا، أن من المُفضل اقتناء تذاكر الدخول عبر الموقع الإلكتروني للمتحف، قبل الزيارة، وذلك لتفادي الوقوف في صفوف الانتظار، ولأنها الضمانة الأكيدة للسماح بالدخول. وفي حال لم يتم بيع 400 تذكرة إلكترونية كل نصف ساعة، فإن من حق الزوار الآخرين اقتناء تذاكرهم من نقطة البيع عند المدخل. هذا مع العلم بأن ثلث القاعات سيبقى مغلقًا، ومنها تلك التي تقع في الطابق الثاني من جناحي "سالي" و"ريشيليو"، حيث تُعرض مجموعة كبيرة من فنون شمال أوروبا، وكذلك اللوحات الفرنسية التي سبقت الثورة على الملكية. مع هذا، يمكن للزوار أن يطمئنوا على الوجبة الدسمة المتاحة لهم؛ حيث يمكنهم التمتع برؤية 30 ألف قطعة فنية موزعة على مساحة 45 ألف متر مربع.
كان "اللوفر" يعتمد على موسم الصيف نظرًا لوجود أعداد كبيرة من السياح الوافدين إلى باريس، ممن تجمع بينهم الرغبة في العودة بصورة "سيلفي" مع "موناليزا". وحاليًا، فإن الهدف هو استقطاب أعداد تتراوح بين 8 و10 آلاف زائر في اليوم. لكن هذا الهدف قد لا يتحقق؛ حيث سيكتفي المتحف بنسبة الثلث من الزوار المعتادين في الأصياف الماضية. فقد أشارت الأرقام السابقة إلى أن 10 ملايين زائر يترددون على المتحف في السنة؛ ثلاثة أرباعهم من الأجانب. ولعل التراجع في حضور هؤلاء، بسبب وقف خطوط الطيران العالمية، يشجع الباريسيين على زيارة المتحف الذي كان غيرهم يزاحمهم عليه. ففي الظرف الحالي، لم تعد هناك طوابير انتظار تستغرق ساعتين، أحيانًا، قبل الدخول.
مثل كل مرافق باريس السياحية، لا يتوقع المشرفون على "اللوفر" عودة الحركة إلى نشاطها الطبيعي قبل مرور 3 سنوات على الأقل. ففي تاريخه الطويل، عرف المتحف أوقاتًا من التذبذب والخمول، منها الفترة التي أعقبت تفجيرات مركزي التجارة في نيويورك، وكذلك الحوادث الإرهابية التي وقعت في باريس عامي 2015 و2016. وفي كل مرة، كان السياح الأميركيون هم أول من ينقطع وأول من يعود. مع هذا؛ فإن "كورونا" جائحة عالمية غير مسبوقة، ونتائجها تبقى غامضة. لكن مبلغ الـ40 مليون يورو الذي خسره المتحف في الأشهر الماضية لم يكن بسبب انقطاع شراء التذاكر فحسب؛ بل توقف واردات مخازن التذكارات والمقاهي والمطاعم الموجودة داخل جدران الموقع. هذا مع العلم بأن الدولة الفرنسية تدعم متحفها بهبة قدرها 90 مليون يورو في السنة.
اخبار تهمك أيضا
"فن الفروسية" بين الشرق والغرب" في معرض متحف اللوفر أبوظبي الجديد
نصائح لزيارة متحف اللوفر في باريس للمرة الأولى منها لا تحاول رؤية كل شيء
أرسل تعليقك