تربية الخيول العربية هواية الفقراء بالنسبة للفلسطينيين في القدس
آخر تحديث GMT19:56:03
 العرب اليوم -

في حظائر عادةً ما تكون ضيقة تقع وسط المباني السكنية

تربية الخيول العربية "هواية الفقراء" بالنسبة للفلسطينيين في القدس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تربية الخيول العربية "هواية الفقراء" بالنسبة للفلسطينيين في القدس

علاء مصطفى يقوم بتدريب إحدى الخيول العربية وإسمها الرونق داخل حظيرة في حي العيسوية
القدس - ناصر الأسعد

وسط المناطق الفقيرة في حي العيساوية وإنتشار التلوث نتيجة حرق القمامة خارج الصندوق المخصص لوضعها بداخله، فقد غطت كتابات عربية جدار حجري على جانب واحد من ممر شديد الإنحدار، مع إنتشار الحجارة المُستخدمة في الإشتباكات ما بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال.

تربية الخيول العربية هواية الفقراء بالنسبة للفلسطينيين في القدس

وخلف بوابة معدنية رمادية مفتوحة بالقرب من أعلى الشارع، فقد ظهر زوج من الخيول العربية الرائعة يهتم برعايتهم كلاً من علاء مصطفى البالغ من العمر 24 عاماً و إبن عمه عُدي محسن 19 عاماً في حظيرة الخيول التي تقع وسط المباني السكنية، وتكشف إثنين من الخيول الأصيلة السوداء اللامعة والتي تسمى رونق Rawnaq وفيري Furys لمحة عن العاطفة الفلسطينية والتي يقول عنها البعض بأنها هوس تربية خيول العروض والسباقات والمزيد من الجياد الأخري، في ظروفٍ قد تبدو مستحيلة.

ونشأت الخيول وتم تدريبها في أحياء القدس الشرقية مثل العيسوية  Issawiya، والطور Tur وجبل المكبر Jabal al-Mukaber في كثيرٍ من الأحيان من قبل الأسر الذين يكافحون لتقاسم المنازل الصغيرة المكتظة. وقال المدرب الفلسطيني محمد حمدان البالغ من العمر 25 عاماً، والذي تلقى تدريبات في الولايات المتحدة بأنه في أمريكـا يطلقون على تربية الخيول " هواية الأغنياء "، إلا أنها في فلسطين تعد هواية للفقراء، وعلى الرغم من أن حظائر الخيول عادةً ما تكون ضيقة وليست نظيفة، إلا أنها تقع وسط أشجار الزيتون على تلة تقع أعلى حديقة الجثمانيةGethsemane. بينما وداخل القرى والمدن الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، فإن الكثير من العائلات تقوم بتربية الخيول الخاصة بها في حظائر أكبر. وكحال السيد حمدان مدرب الخيول، فإن الكثيرين ممن يديرون حظيرة تضم العشرات من الخيول في ترمسعيا Turmusayaوتبعُد 90 دقيقة بواسطة القيادة شمال مدينة القدس يحصلون على المال من أجل تجهيز الخيول للمنافسات في العروض و السباقات، أو ببساطة حتى تبدو جميلة وهي تجوب الشوارع والوديان وبساتين الزيتون والتلال الصخرية.

ويتشارك بعض الفلسطينيين الأغنياء نفس العاطفة، ويديرون المزارع التي تحيط بها الأحراش بما يذكرنا بالغرب الأمريكي. حيث أوضح رجل الأعمال شادي أبو عُبيد الذي يمتلك مزرعة تضم 28 جواداً بأن هؤلاء الذين لا يحبون الجياد لا يتمتعون بالحياة، ويقول الكثير من الفلسطينين بأن المودة تساعدهم على تحمل الحياة في ظل الإحتلال الإسرائيلي. حيث كشف رجال الأعمال الفلسطينيين والإسرائيليين إضافةً إلى المدربين الأجانب و القضاة الذين يعرفون المنطقة جيداً بأن الخيول العربية لها تأثير آخر يعد سحري يتمثل في مشاركة الإسرائيليين والفلسطينيين في نفس الساحات التي تشهد ذوبان الخلاف لفترةٍ وجيزة خلال المنافسة لحصد الجوائز، فيما أشارت المسؤول السويسري مع المؤتمر الأوروبي لمنظمات الخيول العربية ريناتـا شيبلر المتطوعة في لجنة التحكيم بعروض الجياد وخاصةً المنافسات الجميلة منها إلى أن الخيول العربية تجعل العالم صغير جداً ويجمع الأشخاص سوياً في ظل مشاركة كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين بجيادهم والإستمتاع بها، في شعور يصعب وصفه.

ويمتلك طارق الشيخ وهو مدير عام لنادي الشباب الرياضي في أريحا Jericho مضمار سباق بحجمٍ كامل، وكذلك حقول تدريب وحظائر لخدمة 97 جياداً. وقال بأن الحماس تزايد في العشر إلى خمسة عشر عاماً الماضية، حيث تقوم في الوقت الحالي نحو 1,000 عائلة تقريباً بتربية خيول في القدس الشرقية والضفة الغربية، فمن الصعب أن يغيب  صدى الثقافة الحضرية الأميركية، بحسب ما يقول أمير كرتوم البالغ من العمر 38 عاماً، والذي وُلد في شيكاغو ولكنه إنتقل مؤخراً إلى الضفة الغربية من أجل الإنضمام إلى عائلته. مشيراً إلى أن الجواد الأول له كان مع السيد حمدان في ترمسعيا  Turmusaya

وأوضح إلي كحالون الذي يمتلك هو وزوجته تشن كيدار حظيرة إسرائيلية شهيرة لتربية الخيول تسمى Ariela Arabians بأن الخيول الفلسطينية بدأت تتجه إلى العروض المقامة في إسرائيل. مضيفاً بأن 165 جواداً تقريباً أو اكثر قد حضروا المنافسات في شمال إسرائيل خلال شهر أيار / مايو، كان 60 إلى 70 بالمائة منهم يمتلكهم مواطنيين فلسطينيين من إسرائيل. كما ذكر بأن 10 إلى 20 جواداً وصلوا من الضفة الغربية على الرغم من تعقيد الحصول على تصاريح، مع تقديمهم من خلال نقاط التفتيش العسكرية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تربية الخيول العربية هواية الفقراء بالنسبة للفلسطينيين في القدس تربية الخيول العربية هواية الفقراء بالنسبة للفلسطينيين في القدس



GMT 09:32 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab