وادي رم يتميز بوجود صحراء وردية وجبال شاهقة العلو
آخر تحديث GMT04:44:58
 العرب اليوم -

يزخر بمعالم سياحية تعود إلى حقب تاريخية

"وادي رم" يتميز بوجود صحراء وردية وجبال شاهقة العلو

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "وادي رم" يتميز بوجود صحراء وردية وجبال شاهقة العلو

وادي رم
عمان - العرب اليوم

لا يتخيل المسافر إلى وادي رم أن صخب الطريق سيأخذه إلى ركن هادئ بعيد عن ضوضاء الحياة المدنية، التي عبثت بها تكنولوجيا التطور والأدوات الحديثة لثورة الاتصال. هناك فقط يضع المتجول أمتعة المدنية على رمال هادئة إلا من الرياح وجلسات السمر التي يفتعلها الزوار.

ليلة واحدة على رمال الصحراء الوردية تكفي لتكتشف مكاناً ليس له اتصال بالصورة النمطية عن الصحاري ذات الصفرة القاحلة المفرودة على مد البصر. فهنا في وادي رم، للصحراء رمال بلون مختلف وتضاريس بأشكال عجيبة.

يبعد نحو 300 كم جنوب العاصمة عمان، ويحمل اسم وادي القمر للتشابه في التضاريس، فيما يظل انعكاس أشعة الشمس عند الشروق وفي أوقات الغروب سبباً آخر لتنازع الكواكب على تشبيه وادي رم بالمريخ، ولتظل رم دالة الاتصال بين من عاشوا فيه ومدينة الأنباط التاريخية في البتراء، وفي ذلك دلائل ساقها المؤرخون تحدثت عن اشتراك العرب الأنباط بتلك المساحة الممتدة بين الخزنة ووادي رم.

حسن حجازي المتجول الأردني يصف وصوله إلى وادي رم بوصوله لصحراء وردية اللون، وجبال شاهقة العلو، متناثرة الأفق، تطالبك المنطقة عند الوصول إليها بنفس عميق، حتى تتخيل الرحالة يمشون على مهل وهم يركبون الجياد ويعتمرون العمامات، ومعهم زوادة السفر والتاريخ.

أقرأ أيضا  إصدار 54 ألف تأشيرة عمل موسمية في حج هذا العام

تاريخ المنطقة تكفلت به محركات البحث على شبكات الإنترنت، التي استقبلت كل المعلومات المتناقضة، واستحضار الجدل فيما إذا كان مكان إقامة قوم ثمود هناك، وأنها «إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد»، أو أن مناطق أخرى هي المكان المذكور في القرآن الكريم. فمنطقة تعود تاريخية الرسوم المحفورة على صخورها إلى 4000 عام، تستطيع أن تحكي قصة أقوام مرّوا عليها وعاشوا بها. إلا أن تاريخية المكان اليوم يمكن استحضارها مع تاريخ الدولة الأردنية، بعد أن انطلق منها الأمير فيصل بن الحسين مع فصيله العسكري عند مشاركته بجيش الثورة العربية الكبرى.

وتسرد الذاكرة القريبة عن سكان وادي رم، أنهم توزعوا على عدد من عشائر جنوب الأردن، ولعل امتداد الصحراء على طريق ثلاث محافظات جنوبية هي الطفيلة ومعان والعقبة، يجعل الوادي مشتركاً لجملة من العشائر التي ما زالت متمسكة بنمط البداوة عيشاً وثقافة. فسهل على الزائر أن يلجأ إلى بيوت الشعر هناك ليجد حفاوةً وترحيباً وكرماً ما زالت تتناقله روايات المارة والمرتحلين.

عند مدخل وادي رم كوجهة سياحة ستفصلك سكة حديد الحجاز، الشاهدة على زمن غياب الحدود والخرائط القُطرية، بين مركز استقبال الزوار ومركز التخييم للمقيمين ليالي وأياماً في وادي القمر. الفرق بين مركز الزوار ومناطق الخيام، هو فرق لمن يريد أن يتعرف على سحر المنطقة ويكتشف كنوزها، وبين الذين اختبروا المنطقة وعادوا إليها بحثاً عن الهدوء بعيداً عن صخب المدن وازدحامها. يسمح مركز استقبال الزوار للراغبين في الخروج في رحلة استكشافية للمكان، ولهم الخيار في استخدام الجِمال أو استخدام سيارات الدفع الرباعي، أن يتعرفوا على سحر المكان قبل اتخاذهم القرار في الإقامة لمدة مفتوحة، ضمن برامج معدة سلفاً لا يمكن للملل أن يخترقها. وطبعاً يتيح مركز الزوار خدمة استئجار مركبات الدفع الرباعي مع دليل سياحي من أبناء المنطقة الذين اختبروا تفاصيلها ويعرفون أدق المسالك من دون أن تتوه بوصلتهم. كما يقدم المركز نفس الرحلة لكن بخيار آخر وهو التنقل على الجِمال، أيضاً مع دليل سياحي.

أما العارفون بالمنطقة الذين اختبروا سحرها فهم بطبيعتهم يدخلون إلى مناطق التخييم ضمن حجوزات مسبقة وخيارات متعددة لأشكال وأنواع الخيام. فالمنطقة والإقامة هناك تحتكرها الخيام وتطرد أي بناء حجري تعوّدته العيون في المدن والقرى القريبة.

وتُراعي مناطق الخيام كل الإمكانيات، مركزة على أسعار معقولة تسمح، أو بالأحرى تشجع، على تمديد الإجازة، لأنها غير مكلفة على الإطلاق. أما فعاليات السمر فهي دعوة عامة للمقيمين والعابرين على حد سواء. لكن تبقى للإقامة في بيت شَعر بدوي والعيش ضمن طقوس العشائر والأسر التي تسكنه، نكهة لا مثيل لها. وبين كل ذلك هناك خيارات حرة للمجموعات الشبابية أن تدخل المنطقة بمركبات الدفع الرباعي، والإقامة الحرة في صحراء ممتدة، إذ لهم حق بناء الخيام الخاصة بهم، واختيار زوادتهم، والتحوط بكل إمكانات البقاء لأيام من حيث الطعام والشراب، وسط إجراءات احترازية تقوم بها السلطات حتى يشعر الزوار بالاطمئنان والأمان حتى لو ضلّوا الطريق وسط الصحراء المترامية.

ويتجلى هذا الأمن في دوريات لحرس البادية يتقدمها عسكر أردني من أبناء المنطقة، وشرط دوريتهم هي التجول على ظهور الجِمال، والقيام بطلعات على مدار اليوم، كي لا يتعرض أحد لسوء أو في حال طلب أي زائر لخدمة طارئة أو مستعجلة. منطقة وادي رم يسكنها نحو 20 ألفاً من السكان المحليين، يعملون في مجالات متعددة، لكن الطبيعة السياحية شجّعت أغلبهم على العمل بالقطاع السياحي.

ومؤخراً، أدخل قائمون على إدارة مخيمات في منطقة وادي رم التي تقسم بين منطقتي الديسة ووادي رم طقوساً جديدة للسياحة من بينها التمتع بالرصد الفلكي في مخيم يُعرف بـ«رم سكاي» عبر تلسكوبين حديثين قُطر عدسة كل منهما 10 إنشات، ودشن المشروع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، لرؤية القمر ومجموعات فلكية مختلفة. كما درجت مؤخراً مخيمات الفقاعات أو ما تعرف بـ«الكبسولات»، ذات السقوف الشفافة وتضاهي بخدماتها وفنادق النجوم الخمسة. وينتمي السكان المحليون في منطقة وادي رم إلى عشائر الزوايدة والزلابية فيما يتوزع نحو 50 مخيماً في صحراء رم، ويعود وجود هذه العائلات في المنطقة لمئات السنين، إذ تمتدان إلى عشيرة العنزة في المملكة العربية السعودية، فالعشائر البدوية التي كانت ترتحل بين البلدين بحثاً عن الربيع، كانت حركتها سهلة ومرنة قبل أن تقطع الحدود بين الجسم العربي الواحد، حسب رئيس مجلس محافظة العقبة محمد الزوايدة.

أنشطة وبرامج متنوعة

 في وادي رم متسع لممارسة مختلف الرياضات، فقد أضحى مصطلح السياحة الرياضية مفهوماً خاصاً في وادي رم الذي أتاح لمحترفي تسلق الجبال ممارسة رياضتهم على قمم يصل ارتفاعها إلى (1750) متراً، عن سطح الصحراء المحيطة بها.

أما لهواة النظر بعين أوسع وأفق أرحب، فقد كفل نادي الرياضيات الجوية الملكي الأردني رحلات ممتعة للراغبين ضمن شروط مسبقة متعلقة بالسلامة العامة، والأوقات المناسبة للطيران الخفيف على ارتفاعات تصل إلى 6000 قدم. وعبر طائرة الألترالايت، يستطيع الزائر التحليق فوق العقبة ووادي رم وينابيع لورنس وأعمدة الحكمة السبعة، في جولة يقدمها النادي بأسعار معقولة وفي جولات تصل مدتها إلى ساعة طيران، فيما تقوم جولات طائرات المايكرولايت، لتمنح متعة خاصة للراغبين بجولة من السماء، عبر الطائرة المكشوفة التي يعود شكلها لأول عهد الطائرات، والتي يقودها طيارون متمرسون.

قد يهمك أيضا

السعودية تقدم فرصة جديدة لحجاج قطر

السياحة تختتم موسم سفر آخر أفواج قرعة الحج السياحي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وادي رم يتميز بوجود صحراء وردية وجبال شاهقة العلو وادي رم يتميز بوجود صحراء وردية وجبال شاهقة العلو



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab