التزلّج في لبنان أصبح للميسورين فقط وانتعاش محدود لموسم السياحة الشتوية بسبب المغتربين
آخر تحديث GMT10:52:42
 العرب اليوم -

التزلّج في لبنان أصبح للميسورين فقط وانتعاش محدود لموسم السياحة الشتوية بسبب المغتربين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التزلّج في لبنان أصبح للميسورين فقط وانتعاش محدود لموسم السياحة الشتوية بسبب المغتربين

رياضة التزلّج
بيروت ـ العرب اليوم

سيقتصر موسم السياحة الشتوية في لبنان هذا العام على فئة محدّدة من الأشخاص، ويكتفي به مَن هو قادر مادياً، أو مَن هو محترف. ويأتي افتتاح حلبات التزلّج أبوابَهافي اليومين الماضيين بالتزامن مع فترة الأعياد، في الوقت الذي تساقطت فيه الثلوج، وأُهّلت الحلباتِ لمرتاديها، الذين يُعوّل عليهم في تحريك العجلة الاقتصادية في عاصمة السياحة الشتوية كفردبيان، هذا العام.
وفيما فتحت حلبات التزلّج أبوابها لاستقبال هواة التزلّج، بدت الحركة مختلفة عن الأعوام السابقة، إذ غاب عنها اللبنانيّون المقيمون. ومَن كان يخرج في نزهة ثلجيّة للاستمتاع بالمناظر البيضاء الخلابة، بات مصروف البنزين يمنعه عن ذلك.
لم يتوقّع عصام مبارك، صاحب محلّ Maison du ski الشهير في منطقة كفردبيان لبيع جميع مستلزمات رياضة التزلّج، أن يرى سيّاحاً هذا الموسم. ما فاجأه أن بعض السيّاح جاؤوه من مصر والأردن والإمارات، فيما معظم الروّاد من المغتربين اللبنانيين. لكنّه يعتبر أنّ "الموسم بدأ بشكل جيّد لكونه بدأ في فترة الأعياد".
يعمل المحلّ حالياً بـ60 إلى 70% أقلّ من عمله المعتاد في كلّ عام. المنطقة "مفوّلة" في هذه الأيام، لكن عندما يعود الجميع إلى ديارهم خارج لبنان، "أعتقد أنّنا سنسقط سقطة حرة"، وفق تعبير مبارك، فـ90% من الروّاد من الزائرين الآتين من خارج لبنان، سواء أكانوا لبنانيّين أم أجانب. "قسم كبير من زبائننا لم نرَهم في هذا الموسم، فمنهم مَن هاجر، ومنهم مَن تراجعت قدرته الشرائيّة بشكل لم يعد قادراً على الإنفاق للتزلّج"، وضاق بذلك حجم السّوق بطبيعة الحال.
وعن أسعار مستلزمات التزلّج، بحسب مبارك "هي أرخص من السنوات الماضية لكنّها بالدولار". وما كان يتمّ تأجيره بـ20 دولاراً أصبح يؤجّر بـ15 دولاراً. ويبدأ إجار مستلزمات التزلّج من 10 دولارات، بحسب الأنواع. أمّا ملابس التزلّج، فتبدأ أسعارها من 150 دولاراً.
حركة روّاد التزلّج كانت خجولة في بداية اليوم الأول، الذي كان يومَ أحد. أمّا في اليوم اللاحق، فكانت كثيفة جداً، وشهدنا ازدحاماً كبيراً لهواة التزلّج، يوضح عضو لجنة الإعلام في بلدية كفردبيان، وليد بعينو. والإقبال  في اليوم الثاني، يُعدّ جيّداً جداً، لا سيما أنّ بدل الدّخول إلى حلبة التزلّج أرخص خلال أيام الأسبوع
وعن تحدّيات الاستعداد لموسم التزلّج، ولكون كفردبيان منطقة جبليّة وعاصمة السياحة الشتوية، بدأت البلدية منذ شهر أيلول بصيانة آليات جرف الثلوج وفتح الطرقات، في الوقت الذي تعمل على تنظيم تعبئة المازوت تحسّباً لأيّ عاصفة. لكنّه في "هذا الموسم يحدث ما هو أشبه بتقنين على آليّات الجرف، وتعمل بذكاء في ما يتعلّق بجرف الثلوج"، وفق بعينو.
في هذا الإطار، لا يتمّ تحريك هذه الآليّات خلال العواصف في جميع المنطقة، باستثناء الطرق العامة، وذلك للتوفير في استهلاك المازوت، بما أنّ سعر المحروقات مرتفع.
وتبلغ بدلات الدّخول إلى حلبة التزلّج هذا الموسم 24 دولاراً تقريباً في أيام الأسبوع، وفي نهاية الأسبوع ترتفع إلى 40 دولاراً، أو ما يوازي هذا المبلغ بالليرة على سعر الصرف اليوميّ.
ولا شكّ في أنّ شركة التزلّج في كفردبيان أخذت بعين الاعتبار مشكلة تأمين الكهرباء لدى احتساب بدلات الدخول إلى الحلبة بالدولار. كذلك، تعمل الشركة بذكاء في ما يتعلّق بالتوازن ما بين فتح حلبات التزلّج وعدم استهلاك المازوت بطريقة غير مدروسة. لذلك، عندما تمتلئ إحدى حلبات التزلّج بالمتزلجين، تفتح الشركة حلبة أخرى لتستوعب الفائض، ولا تفتح جميع الحلبات معاً.
مع نزول الثلج في كفردبيان، وكما العادة، يُفتتح الموسم الشتوي، وتتحرّك المنطقة ومطاعمها وفنادقها وقطاعاتها. وبتقدير بعينو، "أتت الثلوج في وقتٍ ممتاز ما بين عيدي الميلاد ورأس السنة، وذلك بحدّ ذاته عامل إيجابيّ في ظلّ فترة العُطلات". وتتحرّك بذلك العجلة الاقتصادية في المنطقة من محالّ وسوبرماركات ومطاعم.
يشعر بعينو بالخطر نفسه الذي صرّح به مبارك. فالواقع أنّ 95% من زوّار المنطقة حالياً هم من المغتربين، و"خطورة هذا الأمر تكمن لدى انتهاء فترة الأعياد، لأنّ هذه الحركة ستتراجع بشكل لافت".
لذلك، شكّلت الحركة الخجولة في اليوم الأول من فتح حلبات التزلّج، في يومٍ مشمس مؤشّراً سلبياً للموسم ،"إذ على ما يبدو أنّنا لن نشهد ضغطاً في موسم السياحة الشتوية في ظلّ الضائقة الاقتصادية". فإذا ما أراد شخص ما قضاء يوم تزلّج بما فيه الأمتعة واللباس الخاصّ ودخوليّة الحلبة وارتياد أيّ مطعم للغداء أو للفطور، مع تكلفة النقل، فسيكون معدّل مصروفه 100 دولار تقريباً، بحسب حسابات بعينو. لذلك، ستقتصر هذه الرياضة هذا العام على الميسورين".
تبلغ تكلفة حصة التعليم ما بين 50 إلى 75 دولاراً، ومَن يأتي للتزلّج فعلاً، هو متزلّج محترف وقديم، أو ميسور. هو المشهد الذي يكرّس التزلج رياضة للميسورين وأصحاب "الفريش" دولار!

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تعرف على أسرار قرية "شالي" المصرية حصن "واحة سيوة" المنيع

"سيوة" واحة مصرية تضج بالطبيعة الخلابة وتخطف قلوب الزائرين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التزلّج في لبنان أصبح للميسورين فقط وانتعاش محدود لموسم السياحة الشتوية بسبب المغتربين التزلّج في لبنان أصبح للميسورين فقط وانتعاش محدود لموسم السياحة الشتوية بسبب المغتربين



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
 العرب اليوم - طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صبحي يواجه أزمتين قبل نهاية العام ويكشف تفاصيلهما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab