أكدت هيئة المنافذ الحدودية أن عدد الزائرين الوافدين من خارج العراق، للمشاركة في الزيارة الأربعينية بلغ لغاية الان أكثر من مليون ونصف المليون زائر، فيما أشارت إلى أن منفذ زرباطية حقق أعلى نسبة دخول للزائرين، في وقت قال مسؤولون عراقيون في بغداد، الاثنين، إن عائدات السياح الدينيين الذين دخلوا البلاد قادمين من إيران ودول خليجية وإسلامية مختلفة بلغت، خلال أسبوع واحد، أكثر من 100 مليون دولار، بعد تسجيل دخول نحو 2.5 مليون زائر للبلاد، للمشاركة في المراسم السنوية الدينية في مدينة كربلاء جنوب العراق.
وقال نائب رئيس البرلمان العراقي، همام حمودي، في بيان له، "إن عدد الذين دخلوا العراق من الزوار الدينيين بلغ نحو 2.5 مليون زائر، وجرى تحصيل مبالغ عن سمات الدخول التي منحت لهم يبلغ مجموعها أكثر من 100 مليون دولار"، مطالبا الحكومة بتوجيه هذه المبالغ في بناء وتأهيل المدارس والبنى التحتية في محافظات جنوب العراق.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية عن منح سمات الدخول لنحو مليونين ونصف المليون زائر إلى البلاد، وسط توقعات بوصول عدد الزوار الإيرانيين إلى نحو 3 ملايين هذا الموسم. ويختلف الرقم المعلن من النائب العراقي ووزارة الخارجية عن الرقم الذي أعلنه رئيس هيئة المنافذ الحدودية، كاظم العقابي، من أن عدد الزائرين بلغ 1.750 مليون عبر المنافذ الحدودية ومطارات بغداد والنجف وكربلاء والبصرة، وهو ما يعكس إرباكا في عملية التنسيق بين الأجهزة الأمنية العراقية المختلفة والحكومة العراقية والحكومات المحلية لبعض محافظات جنوب العراق، التي يقطعها السياح قبل الوصول إلى كربلاء.
وقال رئيس الهيئة كاظم العقابي في بيان له، الاثنين، "إن العدد الاجمالي للوافدين لغرض المشاركة في زيارة اربعينية الامام الحسين (ع)، من تاريخ 10/22ولغاية 2017 تشرين الثاني 5، بلغ ما يقارب (1,790,000) مليون وسبعمائه وتسعون الف زائر". وأضاف "أن منفذ زرباطية الحدودي حقق أعلى نسبة من حيث عدد الزائرين"، مبينًا أن "عدد الزائرين بمنفذ زرباطية بلغ 832,060، ومنفذ الشلامجة بلغ 450,414، ومنفذ الشيب 328,878، ومنفذ مطار النجف : 149,004، ومنفذ سفوان 23,989".
وتفرض السلطات العراقية رسوما مالية تبلغ 25 دولارا لدخول الزوار القادمين، يتم تحصيلها في المنافذ البرية أو المطارات. إلا أن خبراء اقتصاد يؤكدون أن القيمة المالية التي يحصل عليها العراق أكبر من تلك المعلنة، إذ يبلغ معدل إنفاق الزائر بين 300 إلى 500 دولار داخل العراق، تشمل قيمة السكن في الفنادق والمنازل المستأجرة ونفقات الطعام والمواصلات وشراء الهدايا التذكارية وغيرها، وهو ما يعتبرونه محركا كبيرا للسوق العراقية في المدن الجنوبية.
ويعد رقم الزوار الأجانب للعراق هو الأعلى من نوعه حتى الآن منذ سنوات، إذ يتوقع أن يرتفع حتى الخميس المقبل إلى نحو 3.5 ملايين، حيث تستمر وزارة الداخلية في منح سمات الدخول. وقال الخبير الاقتصادي جابر المرسومي، إن "الإيرادات التي تدخل العراق لا تقتصر على الرسوم الحكومية المفروضة، بل تتعدى إلى الشارع والقطاع الخاص في البلاد".
وأضاف أن "الموسم الحالي شهد اشتغال أكثر من 40 ألف عراقي في وظائف مؤقتة لخدمة السياح الدينيين بسبب العدد الكبير"، مبينا أن "الحكومة يمكن أن تستفيد أكثر في حال تطوير الفنادق الحكومية الموجودة بشكل يغني الزوار عن النزول في المنازل والغرف المؤثثة المملوكة للمواطنين والشركات المحلية". وأشار المرسومي إلى أن المبالغ المحصَلة تكفي لسد ملف المدارس المتهالكة جنوب العراق، على سبيل المثال، أو إصلاح شبكة الطرق هناك، أو تأهيل المستشفيات المتهالكة.
وباشرت وزارة الداخلية العراقية، في تشرين الأول/أكتوبر 2015، البدء بفرض تأشيرات الدخول (الفيزا) على الزوار الإيرانيين والجنسيات الأخرى، وتحصيل رسوم مالية منهم، للسماح لهم بتأدية الطقوس الدينية التي تجري أربع مرات في العام الواحد، بين فترات متفاوتة في النجف وكربلاء وبغداد وسامراء.
وفي غضون ذلك، أعلنت العتبة الحسينية المقدسة وصول "50" جنسية يشاركون بأحياء مراسم زيارة اربعينية الامام الحسين (ع)، تتصدر ايران ودول الخليج وباكستان والهند صدارة الأعداد للمشاركين من خارج العراق، فيما تأتي دول المغرب العربي وأفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة في ذيل القائمة.
وأفادت العتبة الحسينية المقدسة اليوم أن" اكثر من 50 جنسية وعرق، اجتمعوا من اصقاع العالم في مدينة صغيرة نسبيا تقع وسط العراق، كدبيب النمل ونسق عالي فريد قد خلا من التنسيق المسبق، يشتركون في اداء الخدمة لزوار الامام الحسين (ع) في مدينة كربلاء المقدسة". وأضافت أنه "على الرغم من اختلاف الثقافات والقوميات والالسن فيما بينهم، تلحظ من الوهلة الأولى أن الجميع يفهم بعضهم بعضا، ولا يوجد أي داع للتوفيق فيما بينهم، فالهندي والإيراني والأفريقي والأوروبي واخيرا وليس آخرا العربي اللسان، جميعهم يتقنون الواجبات والحقوق الملقاة عليهم طوعا دون ان يتدخل احد لإرشادهم".
وبين أن "المواكب الحسينية الوافدة إلى كربلاء لخدمة الزائرين تتراصف دون حاجه لمعرفة هوياتهم، فالجميع هنا في خدمة الجميع، فقط تجد بعض المواكب قد رفعت أعلام دولها للدلالة، سيما أن الاكتظاظ البشري الهائل قد يتسبب بتيه بعض الافراد عن مقار مواكبهم".
وقال رئيس قسم المواكب والشعائر الحسينية في العراق والعالم الإسلامي رياض نعمة السلمان، إن "عدد المواكب الحسينية المسجلة في هذه الزيارة بلغت ما يقارب عشرة آلاف موكباً خدمياً وهيئة حسينية"، مبينا أن "جميع المواكب والهيئات الحسينية المسجلة لدى القسم استكملت تحضيراتها واستعداداتها لزيارة الأربعين المليونية".
وبحسب الترجيحات فان أكثر من خمسة وعشرين مليون زائر سيشارك في زيارة الأربعين من داخل وخارج العراق، حيث سجلت المنافذ الحدودية دخول اكثر من مليون زائر، في حين سبق وأن أعلنت الجمهورية الإسلامية مشاركة ثلاثة ملايين من مواطنيها في الزيارة. وتنتشر المواكب الحسينية التي يبادر اعضائها إلى تقديم مختلف الخدمات من مسافات شاسعة عن كربلاء المقدسة، وهي مسافة الرحلة التي يؤديها الزائر مشيا على الاقدام، سواء من مدينة البصرة جنوب كربلاء نحو 600 كيلو متر، او من كركوك شمال كربلاء 400 كيلو مترا، فضلا عن الشرق من كربلاء حيث يفد ملايين الزائرين من مدينة الكوت شرقي كربلاء 300 كيلو متر تقريبا.
أرسل تعليقك