جنيف ـ سامي لطفي
جنيف ـ سامي لطفي
لطالما كانت المدينة التي تقع غرب سويسرا ملاذًا للمثقفين المستنيرين، لذلك فمن المناسب أن تصبح جنيف هذا الشهر وجهة جديدة لرحلات من دون توقف من كامبريدج، وتبدأ الرحلة فى جنيف مع الكنيسة الروسية فى شارع دي بومون 18، التى تعلو قبابها البصلية فوق الجنوب الشرقي
من المدينة، والكنيسة أنشأتها عمة الملكة فيكتوريا، الأميرة جوليان ساكس كوبورغ سالفيلد، التي تزوجت من أحد الأرستقراط الروس، ولكنها فضّلت الحياة في جنيف عن المحكمة الإمبراطورية في سانت بطرسبرج، ودفعت تكاليف لبناء الكنيسة التي تحتفل هذا العام بعيدها الـ 150.
وبالقرب من الكنيسة يقع "متحف الفنون والتاريخ"، الذي يعود تاريخه إلى القرن الـ20، وتحتفل واجهة المتحف بعدد من الفنانين السويسريين مثل جان إتيان ليوتارد ورودولف توبفر، ومعظم الزوار ستغريهم أعمال فيرونسيه وهوغارث، بالإضافة إلى نسخة من "ذا ثينكر" لرودان.
وتبدأ معالم البلدة القديمة في الظهور بشكل جدّيّ وأنت تتحرك إلى الشمال الغربي في اتجاه النهر، وستجد قصر "دو بورج دي فور"، الذي يقع وسط مجموعة متشابكة من الممرات، يبدو وكأنه ساحة القرية، وفي فندق "دي فيل" (قاعة المدينة)، هناك لوحة في غرفة "ألاباما" تُعلن أن هنا تم التوقيع على اتفاقية جنيف الأولى العام 1864، كعمل أوليّ للصليب الأحمر الدوليّ.
وحاول التوقف عند مطعم "تشيز ما كوزين" في رقم 6، فهو يقدم أفضل كابتشينو بـ 3.90 فرانك سويسري (2.80 جنيه إسترلينيّ) مع أطباق رائعة من الدجاج والسلطة إذا ذهبت في وقت مبكّر لتناول طعام الغداء.
ويمكنك التجول عبر متنزه "دي لا تريل"، حيث تمر إلى جانب تمثال مهندس الحياد السويسري تشارلز بيكتيت دي ريتشمونث، وتمتع بالمناظر الرائعة من الشرفة، وشاهد واحدًا من أطول المقاعد الخشبية في العالم، حيث يبلغ طوله 126 مترًا.
وتضم كاتدرائية سانت بيير مقصورات خشبية تقريبَا بالطول ذاته، وكانت الملاذ لزعيم اللاهوت الإصلاحي في منتصف القرن 16، وبقي كرسيه هناك كموقع أثري، ويمكنك أيضًا الصعود إلى أعلى الأبراج يوميًا ما بين 10:00 حتى 5:00 مساءً، وتتكلف التذكرة 16 فرانكًا سويسريًا (11:50 جنيه إسترليني)؛ في القبول، لكن للكاتدرائية ذاتها مجانيّ.
ثم توجه إلى "ميزون تافل" في رو دو بوتيس سانت بيير، ويقال اإه أقدم مسكن خاص في المدينة، ويعود تاريخه إلى القرن 14، وهو يعطي صورة حميمة من حياة في جنيف عبر القرون.
وواصل طريقك وصولاً إلى ساحة "بلاس دو ملارد"، وخذ جولة أنيقة داخل الباحة التي تحتوى على لوحة قديمة تقول "مدينة جنيف هي الملجأ"، وتتطلع بين الحصى تحت قدميك بحثًا عن رسائل من كلمة واحدة مثل "جراسياس" و "بينفنو"، وتوجه إلى بحيرة جنيف، وشاهد ساعة الأزهار الرائعة في الحديقة الإنكليزية التي يعود تاريخها إلى 1854، وأكمل طريقك لترى النافورة، وإذا فشل ارتفاعها في الهواء الذي يصل إلى 140 مترًا أن يؤثّر فيك، فكر في أن سبعة أطنان من المياه تحتها، ثم انعطف لليسار على طول المتنزه لترى جسر "بونت دي مونت بلانك"، الذي يعبر نهر الرون بينما يواصل رحلته إلى البحر الأبيض المتوسط.
وهناك جسران على طول "بونت دي لا ماشين"، وكانت ماكينة التشغيل تحتل سابقًا البناء في الوسط، وتضخّ المياه إلى النوافير الأصغر في المدينة، واليوم الهيكل يضم "سيتي دو تومبس"، وهي مزيج غير عادي يجمع مطعمًا، مع مكان مخصص للفنون.
والضفة اليمنى لنهر الرون أقلّ ثراءً من الضفة اليسرى، شارع روسو يؤدّي من "بونت دي لا ماشين" إلى الكنيسة الكاثوليكية الرائعة لنوتردام، وخلفها مباشرة نجد "غار دي كورنافين" الذى تمّ تحديثه إلى حدّ كبير، مع الإبقاء على الجداريات التي تمثّل المشاهد الجبلية السويسرية.
ولتلبية شهيتك التي أثرتها يمكنك إنفاق 42 فرنكًا سويسريًا (30 جنيهًا إسترلينيًا) في مقهى "دي باريس" في شارع دو مونت بلانك، والطبق الوحيد هناك هو لحم البقر المطبوخ، الذي يُقدّم مع بطاطس محمرة وسلطة خضراء، طبق بسيط ولكن رائع.
تخفيضات جديدة
مع افتتاحه، الجمعة، واستمراره حتى 12 كانون الثاني/ يناير من العام المقبل، يُقدّم لك معرض توت عنخ آمون في باليكسبو مشاهدة لا تُنسَى، حيث يمكنك رؤية عدد من الآثار المصرية، بما فيها القناع الذهبي الشهير للملك توت عنخ آمون، وأُعِيد تشكيل هذه الاثار لتُظهر قبر الفرعون الشابّ، كما تمّ العثور من قِبل عالم الآثار هوارد كارتر في العام 1922، والمعرض مفتوح من 10:00 حتى 7:00 مساء يوميًا، ويبلغ سعر التذكرة 22 فرنكًا سويسريًا ( 16 جنيهًا استرلينيًا)
أساسيات السفر
الوصول إلى هناك
ويمكنك أن تطير فى رحلة من دون توقف من العديد من مطارات المملكة المتحدة إلى جنيف، بما في ذلك، من هذا الشهر، الرحلة من جامعة كامبريدج عبر شركة طيران داروين، الناقل الرئيسي هو "إيزي جيت"، مع خيارات أخرى متاحة لدى شركة "الخطوط السويسرية"، و"الخطوط الجوية البريطانية"، وتنتقل القطارات من مطار جنيف إلى المحطة الرئيسية، غار دي كورنافين، في ستّ دقائق.
ورحلات القطار من لندن سانت بانكراس وإيبزفليت مباشرة، بعد يوروستار إلى باريس غار دو نور، خذ خط "رد لاين دي" إلى "غار دي ليون"، ومن هناك يغادر "TGVs" بسرعة عالية ليصل إلى مدينة جنيف، وإجماليّ الرحلة يستغرق حوالي ست ساعات ونصف.
الإقامة هناك
فندق "كريستال" ذو النجمات الثلاث في شارع برادير 4، فندق أنيق ويقع في المركز، وهو يُقدّم عروضًا ممتازة للإقامة في عطلة نهاية الأسبوع (130 فرنكًا أي ما يعادل 90 جنيهًا إسترلينيًا) لليلة في غرفة مزدوجة، شاملة وجبة الإفطار وخدمة الإنترنت الهوائي، وكل الفنادق في جنيف تُقدّم بطاقة ركوب مجانية للحافلة، الترام، والقطار والقارب داخل المدينة.
أرسل تعليقك