مطاعم دمشق القديمة تتحول إلى بارات وكازينوهات وبؤر للفساد روادها من أثرياء الحرب 
آخر تحديث GMT20:05:40
 العرب اليوم -

كانت قبلة لكل سائح يزور سورية لما تحتفظ من عبق الأيام الغابرة بياسمينها وحجارتها

مطاعم دمشق القديمة تتحول إلى بارات وكازينوهات وبؤر للفساد روادها من أثرياء الحرب 

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مطاعم دمشق القديمة تتحول إلى بارات وكازينوهات وبؤر للفساد روادها من أثرياء الحرب 

مطاعم دمشق القديمة تتحول إلى بارات وكازينوهات
دمشق ـ نور خوام

تستمر الحرب بقضم جمال العاصمة دمشق و تحويل كل ما هو أصيل و نقي فيها لبؤر للفساد و الرذيلة, ودائما هناك فاسد كبير يحمي من يقومون بهدم تراث العاصمة لإرضاء غاياتهم الرخيصة كجرذ غبي يدنس روعة لوحة ثمينة بأنيابه القذرة, حيث كانت المطاعم الدمشقية قبل الحرب في قلب دمشق القديمة قبلة لكل سائح يزور سورية لما تحتفظ من عبق الأيام الغابرة بياسمينها و حجارتها و نوافيرها و أسرار غرفها, فيما تحولت النوافير لمراقص للفتيات العاريات و تبدلت رائحة الياسمين برائحة المشروبات الروحية و صوت العود النقي لأغان خليعة تثير الشهوات و تحرك النزوات .

وبعدما اغلقت الكازينوهات التي كانت تنتشر على طريق منطقتي " التل و الغوطة " أبوابها, ولم يجد مستثمروها و روادها و العاملون فيها مكانا آمنا لمعاودة نشاطهم الا مطاعم دمشق القديمة التي خف نشاطها وقل زبائنها بسبب غلاء الاسعار, وتحولت مطاعم العاصمة القديمة (خاصة منطقة باب توما ) بدعم من متنفذين في الدولة و قوات الأمن إلى " بارات و مراقص و بيوت للدعارة " و تحولت الحارات الضيقة من ملاذ للعشاق الشباب لزواريب قذرة تخشى اي فتاة المرور فيها خشية التحرش من الزبائن السكارى المسلحين غالبا.

وتعتبر الكازينو في سورية ليس للعب القمار و العاب الورق كما في معظم دول العالم  بل هو  مكان مرخص من الدولة لشرب الكحوليات و مشاهدة الراقصات (الشبه عاريات) والتعارف بهن ومن ثم الاتفاق مع إحداهن بمعرفة إدارة الكازينو لقضاء ليلة او اكثر في مكان يحدده الزبون, والفتيات في الكازينو يحملن ترخيص من نقابة الفنانين تحت مسمى ( مغية ملهى ليلي ) وشهادة صحية من وزارة الصحة بخلوهن من الأمراض المنقولة جنسيًا, حيث كانت منطقة " التل " شمال دمشق تضم اكثر من 200 كازينو على طرفي طريق " جسر الهامة - التل " عام 2010  وكانت كلها تعمل بطاقتها القصوى في كل ليلة فضلًا عن عشرات الكازينوهات على طريق " الغوطة " وكانت تكلفة فتح طاولة مع زجاجة مشروب واحدة حوالي 25 الف ليرة ( ضعف راتب الموظف تلك الأيام), وبعد تدمير كل تلك المنطقة خلال سنوات الحرب انتقلت الكازينوهات الى دمشق القديمة بمسميات مثل " بار - مقصف" او حافظت على مسمى مطعم او كافييه واصبحت تكلفة فتح طاولة اكثر من 100 الف ليرة فضلا عن دعوة الراقصات لاحتساء المشروب ( وهو في عرف مرتادي الكازينو يعتبر نصرًا للشخص الذي قبلت دعوته ) و تكلفة (رش النقود على المغنية أو الراقصة ) وهي عادة القصد منها التفاخر امام الآخرين .

مطاعم دمشق القديمة تتحول إلى بارات وكازينوهات وبؤر للفساد روادها من أثرياء الحرب 

و اشتكى سكان منطقة " باب توما " من الازعاج المستمر الصادر عن تلك الاماكن حتى ساعات الصباح الاولى و من تحول حاراتهم لأوكار للاتفاق بين الزبائن و فتيات الليل على سعر قضاء ليلة, ولم تلق تلك الشكاوى اي صدى لدى المؤسسات المعنية التي لا تملك اي سلطة على اصحاب هذه البارات وروادها سيما وأن  الحرب جعلت منطق القوة هو المنطق الوحيد السائد حيث لا قانون ولا اخلاق ما جعل سكان هذه المنطقة أمام حلين أما السكوت والتأقلم أو بيع المنزل بثمن بخس .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطاعم دمشق القديمة تتحول إلى بارات وكازينوهات وبؤر للفساد روادها من أثرياء الحرب  مطاعم دمشق القديمة تتحول إلى بارات وكازينوهات وبؤر للفساد روادها من أثرياء الحرب 



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab