موسكو _ العرب اليوم
أعلن رئيس شركة طيران الإمارات أن الشركة ستواصل تسيير رحلاتها إلى روسيا ما لم تخبرها حكومة دبي، المالكة لها، بتعليق رحلاتها الى روسيا.
وقال السير تيم كلارك : "إذا طُلب منا أن نتوقف، سوف نتوقف، وطالما لم نُخطر بخلاف ذلك، فسوف نستمر".
وكانت معظم كبريات شركات الطيران الدولية قد علقت أنشطتها في روسيا، في ظل فرض عقوبات شاملة فرضتها دول غربية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
بيد أن شركة طيران الإمارات تعد واحدة من شركات طيران قليلة تواصل تسيير رحلات إلى موسكو وسان بطرسبرغ.
وردا على سؤال عما إذا كانت شركة الطيران ستعيد النظر في موقفها، قال السير تيم إن هذا "ليس قراره" بل هو قرار تتخذه حكومة الإمارات.
وتعمل الشركة، فضلا عن نقل الركاب، في خدمات شحن البضائع، بما في ذلك البضائع الإنسانية والمواد الغذائية والإمدادات الطبية، غير المدرجة على قائمة العقوبات.
وأضاف السير تيم أنه من المهم الاعتراف بأن المواطنين الروس ليسوا طرفا على الأرجح في الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وقال إن أعضاء السلك الدبلوماسي للدول الأخرى، التي لديها بعثات في موسكو، بحاجة إلى العمل من خلال الانتقال من إلى البلاد.
وأضاف: "نحن نخدم الأشخاص الذين هم على هامش القضية الرئيسية، وربما تكون هذه هي الطريقة التي تنظر بها حكومة (الإمارات) للأمر".
وكانت الإمارات والسعودية قد رفضتا دعوات الحكومات الغربية لفرض عقوبات على روسيا.
كما لم تقطع أبو ظبي علاقاتها الاقتصادية مع موسكو، بل كانت واحدة من ثلاث دول فقط، إلى جانب الصين والهند، التي امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في فبراير/شباط لصالح قرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا.
كما امتنعت الإمارات عن التصويت في اجتماع للجمعية العامة في 7 أبريل / نيسان لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وتخضع موسكو، منذ اندلاع الحرب، لكثير من العقوبات غير المسبوقة، بما في ذلك فرض حظر على الطائرات الروسية التي تستخدم المجال الجوي والمطارات في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا.
كما تسببت العقوبات في تراجع حاد للرحلات الجوية الدولية لشركات الطيران الروسية، كما أوقفت شركة الطيران الوطنية "إيروفلوت" جميع الرحلات الدولية، باستثناء رحلات إلى العاصمة البيلاروسية مينسك.
ويعتقد السير تيم أن الحرب في أوكرانيا ربما تكون لها تداعيات طويلة المدى على صناعة الطيران العالمية، لاسيما إذا استبعد الغرب روسيا من الاقتصاد العالمي.
وقال "هذه الحرب ستكون لها تجليات ربما تضر الطرفين. وسيكون لذلك تأثير على القطاع".
وأضاف أن شركة طيران الإمارات تشهد نموا كبيرا في الطلب، على الرغم من ارتفاع أسعار النفط، وتحميل الشركة التكلفة للزبائن من خلال إضافة رسوم الوقود الإضافية إلى تذاكر الطيران، بيد أن ذلك لم يؤثر على الحجوزات.
وقال: "بغض النظر عن ذلك، فإن الأشخاص على استعداد لدفع الأسعار التي يتعين علينا فرضها لتغطية هذه الزيادة الهائلة في أسعار الوقود".
وأضاف أن صناعة الطيران اعتادت التعامل مع أسعار النفط المرتفعة، بيد أنه قال إنه يشعر أن شركات الطيران ذات الميزانية المحدودة ستجد صعوبة في تجاوز الأزمة دون التعرض لاضطرابات مالية.
وتجاوز سعر خام برنت 100 دولار لما يقرب من شهرين منذ أن تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في اضطراب أسواق الطاقة العالمية.
وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) قد حذر من أن الأداء المالي العام لقطاع الطيران في عام 2022 من المرجح أن يشهد تدهورا بسبب التحديات المتمثلة في ارتفاع أسعار النفط، إذ تمثل تكلفة وقود الطائرات نحو رُبع تكاليف شركة الطيران.
"طلب هائل"
وعلى الرغم من الانتكاسات الأخيرة، قال السير تيم إن شركة طيران الإمارات عادت إلى تسجيل أرباح خلال الأشهر الستة الماضية بسبب الطلب "الهائل" على خدماتها.
وتتوقع الشركة أن تعلن عن تحسن في الأرباح السنوية العام الجاري، بعد أن سجلت خسارة قدرها 5.5 مليار دولار في السنة المالية 2020-2021 بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19 على قطاع الطيران العالمي.
وكانت حكومة دبي قد ضخت 3.1 مليار دولار في طيران الإمارات، بغية إنقاذ الشركة التي اضطرت إلى إيقاف رحلات جوية وتسريح آلاف الموظفين بعد تفشي الوباء.
وقال السير تيم إن الشركة تتطلع الآن إلى توظيف ما بين 3 إلى 4 آلاف شخص ضمن أطقم القيادة وطيارين إضافيين نتيجة زيادة الطلب على السفر.
وأضاف: "إذا كان لدينا طلب لتسيير جميع طائراتنا اليوم... فلا يمكنني ذلك لأنني أعاني من نقص في أطقم الطيران".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك