جانب من القرية خلال الليل
الدار البيضاء ـ سمية ألوكاي
تقع قرى أمنار السياحية بمنطقة تاحناوت التابعة لمدينة مراكش الحمراء على بعد خطوات من جبال الأطلس الكبير وهي محمية طبيعية للطاقة وموقع منفرد يدعو الزوار لقضاء فترة راحة ووقفة تأمل بين أحضان الطبيعة الجبلية للهروب من صخب المدينة وضجيجها ولا يلزم سوى 30 دقيقة من مدينة مراكش للوصول إلى
هذا المكان من أجل سبر أغوار الثقافة الأمازيغية.
توحي الإقامة في هذه القرى بقضاء عطلة تعود بنا سنين إلى الوراء حيث البساطة وتقديس كل ما هو طبيعي، فوانيس وأبواب خشبية وأواني طينية تؤثث الفضاء وخيمة نصبت قبالة جبال الأطلس يلجأ إليها الزوار لأخذ قسط من الراحة واستنشاق النسيم العليل وتناول وجبتي الفطور والعشاء، تحضر الأطباق من المواد الطبيعية للمنطقة من طرف نساء ينحدرن من دواوير مجاورة وتنصح " العرب اليوم " بتذوق الخبز التقليدي لهذه القرى والمسمى بلهجة أبناء المنطقة بخبز " تفنروت ".
يمنح الوجود في هذا المكان إمكان التمتع برؤية النجوم والقمر وأضواء مدينة مراكش الحمراء عندما يرخي الليل سدوله وهذا هو سر جاذبية هذه القرى لهذا أطلق على تسميتها باللهجة الأمازيغية "أمنار" وحسب ما قاله أهل المنطقة لـ "العرب اليوم" فإن هذه الكلمة تعني كوكب من النجوم الساطعة والتي تدل الإنسان على الطريق في جوف الليل.
تتيح قرى أمنار لزوارها فرصة للقيام برحلات واكتشاف المكان ورؤية جماليته من الأعلى عبر ممارسة أنشطة رياضية على الهواء الطلق والاندماج مع مشهد طبيعي من وحي الثقافة الأمازيغية، ويستقبل هذا الموقع السائحين بشكل فردي أو جماعي ويسلمهم بأمان إلى حضن موقع طبيعي استثنائي بامتياز، بانوراما تجعل السائح يطل ويختلس النظر مرات وأخرى على قرى وقمم جبلية للأطلس الكبير.
وتعتبر هذه المنطقة السياحية نقطة انطلاق مناسبة للقيام برحلات في سبيل اكتشاف القرى المجاورة والوديان والقمم الجبلية، وجميع الأنشطة يتم تأطيرها من طرف خبراء يخضعون لدورات تدريبية كل حسب اختصاصه، ولم تفوت " العرب اليوم " الفرصة للاستفادة من تجربة تسلق حبال معلقة في الهواء على بعد أمتار من الأرض والاستمتاع بنظرة شاملة من الأعلى لقرى أمنار السياحية.
أرسل تعليقك