قصر الباشا في غزة يشهد زيادة ملحوظة في عدد زواره والمقبلين عليه من الوافدين
آخر تحديث GMT02:54:33
 العرب اليوم -

يعتبر قبلة سياحيًّة بارزة يحمل دلالات تاريخيَّة وأثريَّة

قصر الباشا في غزة يشهد زيادة ملحوظة في عدد زواره والمقبلين عليه من الوافدين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قصر الباشا في غزة يشهد زيادة ملحوظة في عدد زواره والمقبلين عليه من الوافدين

قصر الباشا في غزة
غزة – محمد حبيب

يشهد قصر الباشا في غزة في هذه الأيام زيادة ملحوظة في عدد زواره والمقبلين عليه سواء من الوفود الأجنبية أو المواطنين الغزيين، وزارت وفود أجنبية عدة خلال الأيام الأخيرة متحف قصر الباشا الحكومي للإطلاع على ما يحتويه المتحف من قطع أثرية مختلفة تؤرخ للحضارة الفلسطينية على مر العصور الأخيرة.
وبيّن مدير عام الآثار والتراث الثقافي في وزارة السياحة والآثار جمال أبو ريدة، أنّ المتحف استقبل وفدًا رفيع المستوى من السفارة النرويغية، وأبدى الوفد إعجابه واهتمامه بما احتواه المتحف من مقتنيات أثرية مميزة, مثمنين الجهد المبذول من القائمين على المتحف كما طالبوا بإنشاء متحف أكبر يضم أكثر عدد ممكن من القطع الأثريّة الفلسطينيّة.
وأشار أبو ريدة إلى أن القصر استقبل في الأيام الأخيرة أيضًا العديد من الوفود كان أهمها وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ممثلاً بمدير مكتبها في فلسطين وعدد من أعضاء المنظمة من جنسيات مختلفة حيث قامت الوزارة بتعريف الوفد الزائر على المناطق الأثرية في قطاع غزة مثل موقع تل رفح الأثري والذي ما زالت أعمال التنقيب جاريه فيه وقلعة برقوق، والجامع العمري الكبير, وحمام السمرة , وغيرها من الأماكن الأثرية.
كما زار القصر وفد من مجلس الكنائس العالمي والذي أبدى إعجابه الشديد بما احتواه القصر من مقتنيات أثرية مثمنين الجهد الذي تقوم به الوزارة في حماية الآثار وتطوير القطاع الأثري في  قطاع غزة.
ويتربع قصر الباشا على تله مرتفعة في حي الدرج في الطرف الشرقي من مدينة غزة القديمة، مطلاً على كل المدينة العبقة، ويعتبر أهم ما بقي من مباني العمارة الإسلامية لما يحتويه من أساليب بناء وفنون وزخارف ونقوش، في جنباته كثير من العراقة وهو على بناءه الأصلي فكيف وقد تحول قبل عام إلى متحف يضم في جنباته أهم الآثار المكتشفة في قطاع غزة منذ العهد الإغريقي وحتى يومنا هذا.
وحمل القصر عددًا من الأسماء حسب ما توالى على المدينة من عهود وحكام، فقد عرف في العهد المملوكي بقصر النائب نسبة إلى نائب الحاكم الذي كان مقر إقامته، وسمي أيضًا بقصر دار السعادة أو الباشا في العهد العثماني نسبة إلى البشوات الذين كانوا يتولون أمور الحكم في غزة، ويطلق عليه البعض اسم قلعة نابليون لأنه وكما تؤكد كتب التاريخ إلى إقامة نابليون فيه ثلاثة أيام بعد عودته من عكا التي خسر فيها معركته، وأثناء حكم آل رضوان لغزة نسب القصر إليهم فأصبح يعرف باسم قصر الرضوان.
ويقف قصر الباشا في وجه الحكومات المتعاقبة على غزة، ليحكي للأجيال قصة التاريخ بلغته المعمارية الفريدة، حيث بصمة الفن الإسلامي في كل ركن فيه، حيث يعبر عن امتداد فلسفة العمارة الإسلامية في العصر المملوكي ، حيث يتكون من مبنيين منفصلين، يشكلان فيما بينهما ساحة وسطية بخلاف الساحة الرئيسية للمبني، يتكون كل مبني من طابقين اختلف استخدامهما لكل من سكن المكان واستغله، فالمبني الكبير "الشمالي" كان يستخدم مقرًا للحكم لما يمتاز به من عناصر معمارية مميزة كالزخارف الهندسية الإسلامية والتي تزين واجهاته واعتبر المداخل كالأطباق النجمية والمقرنصات وبعض الزخارف النباتية المحورة، والدعامات السائدة والعقود التي تزين المداخل حيث استخدم فيها الأحجار الجيرية والرخامية الملونة.
وفي المبنى ذاته في الطابق السفلي في الجهة الشرقية غرفة للسجن كانت مخصصة لسجن النساء، ومن خلال البوابة ذاتها درج إلى أسفل القبو حيث يوجد السجن المؤقت للرجال، وفي المكانين هناك شبابيك بنيت بغرض إدخال الضوء تطل مباشرة على المسجد العمري وتساعد الشمس على دخول المكان كلما أشرقت.
أما في الجهة الجنوبية المقابلة للمبني الرئيسي فيقع المبنى الثاني بالقصر، والذي كان مخصصًا للحرس والعسكر، مكون من غرفتين وسطح يسمح بالإطلال على كل المكان المجاور للمراقبة، وفيه غرفة أخرى خصصت كسجن أيضًا، ولا زال جزء منه باقي على حاله بنفس الأبواب القديمة والتي بقيت على حالها، وتدل الدراسات التي أجريت انه هناك قبو أسفل هذا المبني اندثر مع الزمن وغطي بالأتربة والطريق، ويحتاج إلى إعادة ترميم لأنه بالتأكيد يحتوي على كثير من الكنوز ، وسيضيف مادة قوية حول القصر واستخداماته أيضا في العصور شتى.
وتحول قصر الباشا ومنذ أوائل هذا العام إلى متحف، وباتت جدرانه وحجراته تتحدث عن نفسها لكل الزائرين عن قدمها وأسرارها، وباتت باحاته تحتوى مكتشفات أثرية جمعت من كل أماكن قطاع غزة لتعرض في هذا المكان، من البلاخية غرب المدينة إلى النصيرات فدير البلح جنوبا وصولا إلى تل زعرب الأثري على الحدود المصرية، عملات معدنية وألواح لتوابيت وأدوات زينة وفخاريات، كل صباح يفتح أبوابه للزائرين بشكل مجاني مع توفير مرافقة سياحية تروي لهم تاريخ المكان ومحتوياته، شارحين لهم تفاصيل الآثار التي يحتويها متحف قصر الباشا كما بات يعرف اليوم.
ويحتوي المتحف على خمس صالات عرض رئيسية أطلق عليها أسماء المدن الفلسطينية، في الطابق الأرضي قاعة حيفا ويعرض فيها المكتشفات اليونانية والبيزنطية، التي امتاز فيها العصر اليوناني بدقة مشغولاته حيث اشتهروا بميلهم للفنون والفلسفة، أما العصر البيزنطي امتاز بالعملية لكونهم فرسان اشتهروا بالحرب وفنونها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصر الباشا في غزة يشهد زيادة ملحوظة في عدد زواره والمقبلين عليه من الوافدين قصر الباشا في غزة يشهد زيادة ملحوظة في عدد زواره والمقبلين عليه من الوافدين



GMT 09:32 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab