بعض التقنيات المبتكرة لتصميم الدرج الداخلي في منزلك
آخر تحديث GMT03:34:11
 العرب اليوم -

يعد قيمة جمالية تتجاوز كل الحدود

بعض التقنيات المبتكرة لتصميم الدرج الداخلي في منزلك

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بعض التقنيات المبتكرة لتصميم الدرج الداخلي في منزلك

الدرج الداخلي في المنزل
لندن ـ كاتيا حداد

يبرز الدرج الداخلي كقيمة مضافة في المشهد الزخرفي، من بين كل العناصر الهندسية والمعمارية، ذلك أن قيمه الجمالية تجاوزت كل حدود النِسب والمعايير والشروط لتصل إلى مستوى من المعالجات المميزة والفريدة، والتي جعلت منه محورًا تدور حوله كالأنشطة الزخرفية بصرف النظر عن طرزها وأساليبها وأزمنتها.

على أن التأمّل العميق في مكونات الدرج ومفرداته، يقدم تفسيرًا للمرحلة التي وصلت إليها هذه المعالجات، فتبدو كحتمية تنتمي في أبعادها الفنية إلى عالم الزخرفة والديكور أكثر منه إلى عالم العمارة،فالدرابزين والضوء والتوزيع والتكرار والهيكلة والركائز والفراغ المركزي، كلها مفردات تبدو مستدعاة من قاموس الزخرفة والديكور، غير أن ذلك لا يعني بكل تأكيد انفصال الدرج عن بعده المعماري وضوابطه، وكذلك الحلول المختلفة التي يقترحها والتي يتم اعتمادها تبعًا للاستخدامات وأساليب الحياة والنماذج والمثل والتبادلات البشرية... ولن ننسى بالطبع التقنية التي منحت الكثير من الفرص لتظهير الدور الفاعل للدرج، جماليًا وعمليًا.

لذا، فإن الكتابة عن الأدراج الداخلية لا بد من أن تكون في اتجاهين: الأول، تدوين تاريخ الأدراج في العمارة، وأنواعها وأبعادها ومقاساتها ومعاييرها عبر الأزمنة والعصور. والثاني، رصد وتظهير القيم الجمالية للأدراج وأشكالها وموادها وأدوارها الجمالية والوظيفية.

ولأن الاتجاه الأول يبدو متاحًا عبر وسائط ووسائل عدة، وله من المراجع المنشورة ما لا يعد ولا يحصى، سنقصر موضوعنا هذا على الاتجاه الثاني، وهو أمر يتيح لنا معرفة أحوال الدرج، ليس فقط من خلال علاقته بنمط الحياة، وإنما من خلال علاقته بفضاءات المنزل والدور الجديد الذي تم إسناده اليه من خلال حضوره الطاغي في المساحة وتأثيراته العديدة في أبعادها وطبيعتها.

بالتأكيد، لا يزال الدرج يحتفظ بدوره الأساس، وهو وسيلة الانتقال من مستوى إلى مستوى آخر، ومن دور الى دور آخر، غير أن المتغيرات التي طرأت على الحياة المعاصرة، حتّمت الالتفات الى داخل البيت كمكان للراحة والتجدد، وبالتالي تحول هذا الاهتمام إلى حافز لكل المصمّمين والمعنيين بالديكور والزخرفة، مما دفعهم إلى التركيز على جماليات كل عناصر الداخل وتفاصيله من أجل توفير أقصى مستويات الراحة والرفاهية، فنال الدرج النصيب الأوفر من هذا الاهتمام، وأطلقت مخيلات المصمّمين والمهندسين العديد من الأشكال التي تناسب كل الأساليب والطرز الزخرفية، بتقديمات لا تلبي فقط رغبات الزبائن وميولهم، بل أيضًا تؤمّن لهم الحلول الجمالية والعملية التي تناسب منازلهم وشققهم.

فالأشكال والألوان والمواد كلها انضوت تحت لواء الابتكار لتمنح الدرج هوية أكثر حضورًا وفاعلية في المشهد الزخرفي، وقد برز هذا النشاط في إنجازات بديعة من الأدراج، تبدو أحيانًا غريبة وطريفة، وفي أحيان أخرى صادمة ومثيرة... ولكنها في كل أطوارها تشكل قيمة مضافة للداخل.

فهي من ناحية تضيف إلى الفضاء الداخلي أحجامًا وكتلًا بطواعية لافتة عبر تقنيات لم تكن معروفة في السابق، فأصبحت أقرب إلى العمل الفني، بل يمكن في كثير من الأحيان إلحاقها به من دون تردد، نظرًا للفرادة والتميز وجدّة الابتكار، ومن ناحية ثانية تؤدي وظيفتها الأساسية، ليس فقط بتأمين سهولة الانتقال بين مستويين، بل وأيضًا في إطار فكرة الاتصال التي أصبحت اليوم تشكل محورًا لكل جديد.

ومع أن الأدراج احتفظت بالكثير من معاييرها ومقاييسها، لكنها مع التجديد الذي تشهده لا تزال تحتفظ أيضًا بالكثير من خصائصها الأولية، مثل تكرار الدرجات ومقاييسها: عرضها وارتفاعها وعمقها... كذلك فإن الاهتمام الجدّي ينبغي أن يتجه نحو الأمن. فالدرج في كل مظاهره التقليدية والحديثة يستدعي شروط أمن تحتّمها طبيعة هذا العنصر الأساس في الهيكل المعماري والمشهد الزخرفي.

فعوامل الأمان للدرج ليست مسألة كماليات أو خيارات، بل هي ضرورات تمليها طبيعة الحياة العائلية في المنازل. وحين نقول الحياة العائلية فإننا نشير إلى العائلة التي تضم الأطفال وكبار السنّ ومتوسطي الأعمار، ومراعاة لكل هذه الشرائح العمرية تعتبر ضرورية وجوهرية عند اختيار التصاميم الخاصة بالدرج. كذلك فإن لذوي الاحتياجات الخاصة مطالب محددة لا يمكن تجاهلها، بل ينبغي الالتفات إليها من خلال مساعدة فعالة ومضمونة.

وانطلاقًا من مفهوم التناغم بين الوظيفي والجمالي، يبدو الدرج في حلّته المعاصرة أكثر حرصًا على الحفاظ على هذه القاعدة، بل نجد العناية بهذا الأمر وقد بلغت ذروتها في تلك الأشكال الفذّة التي يصعب المرور أمامها من دون توقف والتفات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعض التقنيات المبتكرة لتصميم الدرج الداخلي في منزلك بعض التقنيات المبتكرة لتصميم الدرج الداخلي في منزلك



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 02:56 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات

GMT 13:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 العرب اليوم - غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 17:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تستعد للمزيد من الأمطار بعد الفيضانات المدمرة

GMT 19:42 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف قاعدة جوية جنوب حيفا لأول مرة

GMT 10:46 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته خلال عام

GMT 01:16 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق نار على طائرة ركاب أميركية في هايتي

GMT 01:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف أميركي بريطاني يستهدف محافظة الحديدة في اليمن

GMT 02:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab