القاهرة_ العرب اليوم
مما لا شك فيه أن زمن الكورونا والخوف من انتشار الفيروس، أثر على الاقتصاد العالمي والقدرة الشرائية للمستهلك، وانعكس الأمرعلى استراتيجية الماركات الكبرى والمصممين الذين لم يتحملوا خسارة الزبائن بل اتجهوا إلى التسوق الالكتروني بقوة، مع إعادة هيكلة التصاميم الجديدة لتكون مصنوعة من مواد معادة التدوير حرصاً على الطبيعة وتجنّباً لرفع منسوب الاحتباس الحراري، وحرصاً على اختصار النفقات بالنسبة لكل من الزبون والدار.
منذ أواخر القرن الماضي دقت منظمات البيئة العالمية ناقوس الخطر خوفاً من اختلال موازين الطبيعة بفعل التلوث العالمي، ولن نغوص في مسببات التلوث ولكننا سنذكر واحداً من أهم الأسباب وهي صناعة الملابس فمن المعروف أن صناعة القطن يتطلب استهلاك كميات ضخمة من المياه الحلوة التي تذهب هدراً، وأن استهلاك الملابس المصنّعة في المعامل بات مخيفاً، فالماركات الشعبية تطرح كميات هائلة تُرمى مع انتهاء كل موسم بسبب افتقارها الى الجودة. وقد يكون ما حصل في العالم أن المصممين اتجهوا اليوم بقوة وليس بخجل الى المواد المعادة التدوير. ففي أسبوع الموضة الفرنسية لربيع وصيف 2020- 2021 برزت ثلاثة اسماء لدور عريقة وهي Patou وMarine Serre وCecile Bahnsen وسنتحدث بالتفاصيل عن كل مجموعة منها:
أعلنت المصممة الدنماركية سيسيل باهنسن أنها اتجهت الى تصميم مجموعتها الجديدة من مواد عضوية قابلة للتدوير، فتصميم الملابس يجب أن يراعي منذ اليوم معايير الجودة والضمان، تماماً كالمفروشات التي يتناقلها الأبناء من جيل لآخر. وقد عرضت المصممة في فيلم إعلاني مجموعتها الجديدة من باريس لأول مرة منذ تأسيس الماركة التي كانت تطلق تصاميمها في كوبنهاغن.
أما المصممة الفرنسية مارين سير المعروفة بتصاميمها الخضراء المراعية للبيئة، فلقد وجدت لها متنفساً اكبر بعد انضمام العديد من الماركات إليها الأمر الذي سيخفّف من أعباء التصاميم الخضراء المادية التي تثقل كاهلها، وذلك بفعل تزايد الطلب عليها منذ تفشي فيروس الكورونا.
من المعلوم أن الماركات تبتعد عن الأقمشة المراعية للبيئة لأنها غير متواجدة بكثرة الأمر الذي يحد من قدرة المصمم على تنفيذ تصاميمه إلا إذا كانت الماركة التي يعمل لديها مجهزة بمختبرات لابتكار مواد وأقمشة من هذا النوع، وهذا هو حال المصممة البريطانية ستيلا مكارتني التي تمتلك مختبراً خاصاً بها.
وبدورها، أعلنت دار جان باتو المعروفة اليوم باسم PATOU أن 70% من تصاميمها المعروضة اليوم ضمن أسبوع الموضة الفرنسية لربيع 2021 صُنعت من مواد معادة التدوير، إنسجاماً مع متطلّبات العصر وحرصاً منها على الكوكب الذي نعيش فيه كما أوضح المدير الإبداعي لديها غيوم هنري.
إن انتشار الفيروس السريع الذي فرض على اسابيع الموضة التريث والتزام التباعد الاجتماعي من حيث العروض التي تمت في الهواء الطلق مع مراعاة التباعد الاجتماعي او الاكتفاء بإطلاق أفلام تصويرية لمجموعات صغيرة، ستساهم في الحد من انتاج الملابس والمجموعات الكثيرة التي كانت تطلقها الدور الكبرى من مجموعات جاهزة ومجموعات كروز ومجموعات كوتير ليتم اختصارها قريباً بعرض او اثنين كحد اقصى لكل دار لئلا تضيع الملابس المصممة هباء.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك