القاهرة - العرب اليوم
أُنشئ استوديو كلوف Klove Studio عام 2005 على يد مصمّمَي الإضاءة براتيك جاين وغوتام سيث. اتخذت هذه الشركة الحائزة عدة جوائز، من العاصمة الهندية نيودلهي مقرًّا رئيسًا لها، وهي تضمّ 110 موظّفين. يتمثل هدفها الرئيس في التلاعب على الضوء واستكشاف شكله بأبعاد مختلفة. تغطّي خبرة الاستوديو طيفًا واسعًا في مجال تركيبات الإضاءة التزيينية.
وهذا العام، يحتفل الاستوديو بمشاركته للمرة الرابعة على التوالي في أسبوع دبي للتصميم حيث سيكشف النقاب عن مجموعة "الطواطم عبر الزمن" Totems Across Time، والذي سيستمرّ من 11 لغاية 16 نوفمبر /تشرين الثاني 2019.
مجموعة الطواطم عبر الزمن
ابتكر استوديو كلوف مجموعة الطواطم عبر الزمن بمهارة حرفية وفنية قلّ مثيلها، استذكارًا للرموز القديمة التي تحمل معانيَ اجتماعية ومقدّسة. وتتميّز هذه المجموعة بهياكل أنيقة مزدانة بالزجاج والمعادن لتقدّم بالتالي سلسلة من التركيبات الفنية التي تنقلك إلى قرون غابرة. استمدّت كلّ قطعة من هذه المجموعة إلهامها من رموز القبائل وشعاراتها.
وتستحضر هذه المجموعة أجواء الحياة البرية فيما تحافظ على مفهوم الآرت ديكو العصريّ، كما تتّسم بتوازن متناغم بين الهندسة والتماثل. هذا وتعمد مجموعة الطواطم عبر الزمن إلى تجديد رموز القوة من الماضي التي غالبًا ما كانت تُشير إلى "الإله المجهول" وتشمل الأقواس، وقرون الثور، وفساتين الريش، والأحجار الكريمة والأجنحة المنمّقة. تستحضر المجموعة أيضًا القلائد (والطلاسم القديمة) وتجسّدها من خلال تركيبات إضاءة مزخرفة تشبه حبيبات الخرز الأصلية وقد تميّزت بتصاميم مقوّسة تحاكي خط الرقبة بنحو مثالي. استُخدمت ألوان جريئة وحيوية من أحجار الزمرد والروبي واليشم والياقوت والتوباز واللؤلؤ والعقيق اليماني وحجر القمر التي تكتمل روعتها مع معادن ثمينة بدرجات قاتمة تعكس روح القبائل الأصلية بأسلوب لا يُضاهى.
تحتفي مجموعة "الطواطم عبر الزمن" بالحضارات الإنسانية التي تركت بصمتها في صفحات التاريخ لتتمكّن البشرية بأسرها من اختبار روعتها. علاوةً على ذلك، تُعبّر هذه المجموعة خير تعبير عن اسمها وتسعى إلى ترك أثرٍ في أسبوع التصميم، إذ جعلت من الحيّ مملكةً لها وقد تربّعت بفخر على عرشها لتُذهل كلّ من يدخل ويراها.
مصدر الإلهام
تحمل الطواطم معانيَ اجتماعية ومقدّسة للمجتمعات الأصلية وتتمتّع بروح بدائية فتعكس مكانتها وأصلها واندماجها مع البيئة المحاطة. وقد انبثقت هذه الرموز نتيجةً النزعة الطبيعية للزخرفة والتزيين لدى الشعوب القديمة التي كانت تستخدم ما أوتي لها من موارد لابتكار رموز تميّز القبيلة عن سواها. ومع تطوّر المجتمعات، نزعت الطواطم عنها الرداء القبلي لتميل أكثر إلى أشكال كلاسيكية ورومانسية مستحدثة. ومع ذلك، فقد استعادت شهرتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى بعدما بدأت المجتمعات بتقبّل الأسلوب العفوي.
ومع انتهاء الحرب، طغت أيديولوجيا جديدة على عالم المصممين من مختلف المشارب فدفعتهم إلى ابتكار قطع غنية بسمات جمالية جديدة تزاوج بين الأسلوب التقليدي الأصيل وبين التطورات الصناعية الميكانيكية بنحو استثنائي. وفي نهاية المطاف، أدّى تغيّر الاتجاه الفنّي إلى اندلاع ثورة في عالم التصميم تُعرف اليوم باسم الآرت ديكو.
وقد انتشرت شعبية الآرت ديكو كالنار في الهشيم خلال الستينيات. فبعد انتهاء الحرب، برز هذا الأسلوب في المجتمعات الصناعية التي بادرت إلى صنع ابتكارات تزاوج بين الطابع العملي والسمات الجمالية. وبدأ دمج التصاميم الهندسية المحددة المعالم مع التماثُل الطبيعي والعفوي. كما اكتسحت هذه الأيديولوجيا مختلف المجالات مثل الموضة والمجوهرات والهندسة المعمارية. أمّا في العقود التالية، فتأثّرت المجتمعات أيضًا بأسلوب الآرت ديكو الذي انعكس على تصاميم المباني والهياكل في الهند.
ولطالما ارتبط أسلوب الآرت ديكو بمفهوم التعبير عن الحرية وقد تزامنت نشأته مع نهوض مجتمع جريء ومغامر ما أسهم في تعزيز هذه النزعة المتحررة. واليوم، تستمدّ مجموعة كلوف لتركيبات الإضاءة إلهامَها من ذاك العصر لتنفخ فيه الحياة من جديد.
قد يهمك أيضًا
أبرز فعاليات النسخة الخامسة من أسبوع دبي للتصميم 2019 منها "داون تاون ديزاين"
" أسبوع دبي للتصميم " ما بين جماليات المفروشات والمسؤولية الاجتماعية
أرسل تعليقك