معماريون يصممون نماذج لبيوت ورقية يمكن تنفيذها داخل المكتب
آخر تحديث GMT08:58:00
 العرب اليوم -

معماريون يصممون نماذج لبيوت ورقية يمكن تنفيذها داخل المكتب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - معماريون يصممون نماذج لبيوت ورقية يمكن تنفيذها داخل المكتب

نماذج لبيوت ورقية يمكن تنفيذها داخل المكتب
نيويورك - العرب اليوم

مكن القول إن قص الورق كشكل فني قد سبق اختراع الورق نفسه، وهو إنجاز تاريخي عالمي يُنسب غالباً إلى موظف البلاط الصيني كاي لون، الذي استخدم لب الخيزران (البامبو) وورق التوت المجفف لصنع نماذج لتقديمها إلى الإمبراطور هو تي عام 105 ميلادية.قبل هذا الابتكار، كان الحرفيون في جميع أنحاء الريف الصيني يصنعون بالفعل الأشكال الزخرفية بقصها من صفائح رقيقة من الحرير والذهب ولحاء الأشجار. ومع انتشار الورق في القرن السابع، ازدهر فن قص الورق، أو «جيانجي» باللغة الصينية. وبحسب مقال نشر لكريستال هوي شاو يانغ، الباحث في الفن الشعبي الصيني عام 2007 حول التبادل الثقافي بين حرفيي «جيانجي» والممارسين السويسريين لفن «شيرنشنايت»، وهي النسخة الأوروبية من فن قص الورق الصيني، الذي ظهر في القرن السادس عشر، فإن «فن قص الورق يجسد الثقافة، والتقاليد الأمية، والتاريخ غير المكتوب». ولذلك يمكن القول إنه منذ البداية، كانت هناك صفة ديمقراطية حميمة تمنح حرية في الإبداع ولا تخلو من جاذبية.بعد مرور عام على انتشار وباء «كوفيد - 19»، من البديهي هنا الإشارة إلى الأهمية التي أصبحنا نوليها للبقاء في البيت. فرغم أن عوالمنا الحالية، أو بالأحرى غرف معيشتنا، كانت في البداية تجعلنا نشعر أنها ملاذات، فقد باتت الآن خانقة في الكثير من الأحيان.

فمع الأخذ في الاعتبار أن ثلاثة مهندسين معماريين هو فنسنت فان دويسن، المهندس بشركة «أنتويرب» البلجيكية، والمهندسة توشيكو موري من نيويورك، والمهندس ماسيميليانو لوكاتيلي من شركة «لوكاتيلي بارتنرز» في ميلانو الإيطالية، قد جرى تكليفهم بتصميم منزل ورقي يمكن أن يعكس رؤيتهم للمنازل المحلية لمرحلة ما بعد الجائحة.

في الحقيقة، إن نماذجهم تطرح أسئلة أساسية حول كيفية صنع منازل لعالم يتغير بشكل لا رجعة فيه. ورغم أنهم يعملون في حرفة التصميم المعماري المفترض أنها تستهلك الكثير من الوقت والنقود وتتمتع بميزة الاستمرارية والديمومة لفترات طويلة، فقد استخدموا فيها ممارسة بسيطة متواضعة سريعة الزوال مثل فن قص الورق «جونشي» المتاح لأي شخص يملك طابعة وورقاً ومقصاً وغراء. بنى فان دويسين تصميمه لمشروع «دي سي 2» عام 2011. وهو نموذج يطلق عليه «البيت السلبي» صديق للبيئة في مدينة «تيلرود» البلجيكية، وهو بيت مغطى بالكامل بخشب «بادوك» الاستوائي وبنى «على شكل حظيرة نموذجية»، لكن جرت إزالة الأجزاء المتدلية من السقف الجملوني لإنشاء شكل «موشوري» أكثر حداثة. ورغم أن المنزل منتشر بالفعل على نطاق واسع، فإن عملية تحويله إلى بيت قابل للطي تطلبت تحويل المواد الأصلية المصممة بدقة إلى شيء عادي مثل الورق، وهو ما دفع فان دايسن إلى «التفكير في نمطيتها وما إذا كان من الممكن جعلها مسبقة الصنع». وإذا بني المنزل الخشبي بنموذج تقليدي ثم جرى تعديله ليصبح معاصراً، فإن المسكن المطوي ما هو إلا إعادة لتصور لمسكن خاص عالي الجودة كنموذج للإنتاج بكميات كبيرة.

يوحي منزل لوكاتيلي أسلوبه الخاص للتصميم الديمقراطي، ليس من خلال الأشكال الكلاسيكية لكن من خلال التقنيات الجديدة. فالمنزل مصنوع من أربع وحدات ملتصقة غير منتظمة الشكل على شكل حصاة يذكرنا طريقة ترتيبه بخلية «أميبا» في طور الانقسام.يحاكي المبنى الورقي نموذجاً أولياً طوره مهندس معماري عام 2018 لصالح شركة «صالون ديل موبيل»، وهو عبارة عن «منزل خرساني ثلاثي الأبعاد مساحته 1076 قدماً مربعاً يمكن تشييده في أقل من أسبوع، ويمكن أن يساهم في «تقليل التكاليف وتوفير السكن المناسب للأشخاص في حالات الطوارئ - ويمكن تنفيذه حتى على سطح المريخ».

بدأ تصميم بيت «موري» بالقيود التي يفرضها الورق نفسه، حيث بدأت من صفحة فارغة ووضعت جداراً طويلاً لزيادة المساحة. خلال الفترة ما بين عامي 2015 - 2019. أكملت موري سلسلة من المباني في ريف السنغال عبارة عن مدرسة ابتدائية، ومقر إقامة للمعلمين بالإضافة إلى مركز ثقافي، وكانت الهياكل الدائرية في تلك المنطقة، وكذلك منزلها الورقي، مثل تلك المباني التي تميز بـ«أوكولوس» - فتحة دائرية في منتصف قبة السقف - لسحب الهواء الساخن لأعلى، وبالتالي تهوية الداخل. وفيما يوحي منزل «فان دايسين» الورقي بتنسيق أوروبي تقليدي لمنزل عائلي واحد بغرف نوم منفصلة ومساحات معيشة فيما يقوم «لوكاتيلي» بتقسيم المنزل إلى أربعة هياكل مميزة، فإن منزل موري ذا المخطط المفتوح المنحني «يجبرك على رؤية بعضكما بعضاً كعائلة بدلاً من الانعزال في غرف منفصلة». كما أنه يتحدى اعتمادنا على أنماط الإسكان المربعة والمستطيلة التي تهيمن على النمط المعماري الغربي. كانت نيتها، بحسب موري، هي «إعادة تقديم أفكار مختلفة حول كيف يعيش الناس وما ثقافتهم في أي مكان في العالم».

وشأن فان ديسين، ولوكاتيلي، فإن موري تتخيل هيكلها البسيط بحيث يكون قابلاً للتطبيق في أي مناخ أو سياق، ويكون عملياً بنفس القدر إذا تم بناؤه من الطوب ويعلوه سقف من القش المنسوج يدوياً أو مصبوباً من الخرسانة ومغطى بمعدن مطلي.بعبارة أخرى، تعبر جميع المنازل الثلاثة عن اهتمام ليس بالجمال والراحة فحسب، بل أيضاً إمكانية زيادة عددها وتسهيل قدرتها على التكيف مع كافة الاحتمالات والتقلبات، سواء الاقتصادية أو المناخية أو السياسية بطبيعتها. وبدلاً من التركيز على زيادة مرونة التصميمات الداخلية المحلية - مثل تعزيز «الأنظمة التي يمكننا من خلالها عمل فقاعات صغيرة آمنة للعمل منها»، على حد تعبير فان ديسين - فإن هذه المنازل تضع نصب عينيها تحديات وأهدافاً أكثر تعقيداً.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

4 اتجاهات في ديكورات المنازل أصبحت من الماضي

مجموعة من اجمل ديكورات المنازل وانواعها و افكارها المختلفة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معماريون يصممون نماذج لبيوت ورقية يمكن تنفيذها داخل المكتب معماريون يصممون نماذج لبيوت ورقية يمكن تنفيذها داخل المكتب



GMT 07:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025

GMT 22:21 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قطع ديكور يمكنك إضافتها لمنزل أكثر دفئا في الشتاء

GMT 23:53 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لتنسيق اللون الأسود في ديكور منزلك

GMT 09:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab