فرنسا تواجه معركة للحفاظ على النفوذ الاقتصادي في عالم الأعمال الدولي
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

ماكرون يكشف مفاجأة بشأن زيادة حصة هولندا في "كيه إل إم"

فرنسا تواجه معركة للحفاظ على النفوذ الاقتصادي في عالم الأعمال الدولي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فرنسا تواجه معركة للحفاظ على النفوذ الاقتصادي في عالم الأعمال الدولي

مفاجأة بشأن زيادة حصة هولندا في "كيه إل إم"
باريس - العرب اليوم

تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أيام، عن أنه فوجئ بقرار أحادي الجانب من طرف هولندا بزيادة حصتها في شركة طيران تتشارك فيها البلدان، وكانت تلك واحدة من وقائع عدة تعكس طبيعة المنافسة الشرسة في عالم الأعمال، ودور اقتصاد بحجم الاقتصاد الفرنسي في هذه المنافسة، فخلال الأشهر الأخيرة بدا وكأن باريس تخوض معركة للحفاظ على نفوذها الاقتصادي الخارجي، ولكن النتائج ليست مضمونة لصالحها بالضرورة.

 "الحكومة لم يتم إعلامها بالقرار ولا بتطبيقه" كما قال ماكرون وهو يتحدث للصحافيين قرب نهاية الشهر الماضي عن صفقة استحواذ الحكومة الهولندية على حصة إضافية من أسهم "إير فرانس - كيه إل إم" القابضة، في حن قالت الحكومة الهولندية في بيان إنها زادت حصتها في الشركة القابضة إلى 14 في المائة، لتقترب من حصة فرنسا التي تبلغ 14.3 في المائة.

 وفي تصريحات للصحافيين، برّر وزير المال الهولندي هذه الخطوة بقوله إن "وضع (كيه إل إم) كان يتآكل خلال الأشهر القليلة الماضية، والآن أصبح لنا مقعد على الطاولة".

 ما وراء هذه الصفقة، يشرحه تقرير لـ"دويتش فيلا"، والذي جاء فيه أن هولندا كانت تستشعر القلق إزاء نوايا الرئيس الجديد لـ"إير فرانس"، بن سميث، بنقل المزيد من رحلات "كيه إل إم" من مطار أمستردام (شيبول) إلى باريس، للتنافس بشكل أكثر فعالية مع "لوفتاهنزا" الألمانية و"آيبريا الإسبانية" و"بريتش إير وايز"

 وأشارت دويتش فيلا إلى أن الحكومة الهولندية تدعم الرئيس التنفيذي لــ"كيه إل إم" بيتر إلبيرس والذي تقول تقارير إن علاقته متوترة برئيس "إير فرانس" بن سميث.

 وكانت "إير فرانس" و"كيه إل إم" اندمجا في 2003 لكن وحدة "كيه إل إم" حافظت دائمًا على هيكل مؤسسي مستقل داخل المجموعة.

 وتقول وكالة "رويترز" الإخبارية إن خطوة الاستحواذ الأخيرة تأتي "بعد أسابيع من مواجهة بين الحكومة الهولندية والمجلس التنفيذي للشركة الذي تهيمن عليه فرنسا بسبب تراجع النفوذ الهولندي". وتنقل عن وزير المالية الهولندي قوله إن شراء الحصة "خطوة أساسية تجاه حماية المصالح الهولندية".

  أقرأ أيضا : "نيسان موتورز" تطرح تقنية جديدة تساعد السيارات في قراءة وترجمة إشارات المخ

اندماج فرنسي آخر عابر للحدود واجه تصدعات في الفترة الأخيرة، ولكن هذه المرة في عالم السيارات، حيث تم القبض على رجل الأعمال الفرنسي اللبناني البرازيلي، كارلوس غصن، في نوفمبر (تشرين الثاني) رئيس مجلس إدارة شركة "نيسان موتورز" اليابانية، وقالت "نيسان" إن تحقيقات داخلية كشفت عن تورط غصن في مخالفات منها استخدامه الشخصي لأموال الشركة وإخفاؤه لسنوات حقيقة دخله.

 وغصن كان أيضًا رئيس الشريك الفرنسي لنيسان (رينو)، ورئيس "ميتسوبيشي" اليابانية الشريك الثالث في التحالف القائم بين هذه الشركات، وأثارت الإطاحة به أسئلة حول مستقبل هذا التحالف الذي أسسه هو بنفسه وتعهد بتعزيزه، وجاءت واقعة القبض على غصن في وقت تواجه فيه "نسيان"، الشريك الأكبر في التحالف، تحديات بسبب ضعف المبيعات الأميركية ومواجهة المنافسة القوية من شركات السيارات التي تستثمر في مجالات لديها فرص قوية للنمو مثل السيارات المرتبطة بالإنترنت وبخاصية القيادة الذاتية. ويتنافس هذا التحالف مع "فولكس فاغن" و"تويوتا موتورز" في ترتيب أكبر مصنعي السيارات.

 وبينما يدافع غصن بشراسة عن براءته وهو يتحدث مع الصحافة من داخل سجنه في اليابان، فهو يرجع أحداث القبض عليه لمؤامرة تحاك ضده، وقال إنه كان وحيدًا في مواجهة جيش في "نيسان" التي اتهمها بالسعي لـ"تدمير سمعته"، وذلك في مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية وصحيفة "ليزيكو" الفرنسية في المعتقل حيث هو محتجز في طوكيو.

 وكشف في تصريحات أخرى لصحيفة "نيكاي" اليابانية عن أن الهدف من الإطاحة به كان إبعاده عن اللعبة لأنه كان لديه "مشروع دمج" بين "رينو" و"نيسان" و"ميتسوبيشي موتورز". وكان قد تناول الموضوع مع الرئيس التنفيذي لشركة "نيسان" هيروتو سايكاوا في وقت سابق.

 وبحسب محللين فإن المديرين التنفيذيين لشركة "نيسان" كانوا غير مرتاحين حول إمكانية قيام "رينو" وغصن بالسعي للسيطرة الكاملة على الشركة اليابانية "نيسان"، والتي تبيع أكثر من سيارات "رينو"، ورغم ذلك لا تملك الشركة اليابانية سوى 15 في المائة من أسهم "نيسان" ولا تملك حقوق التصويت، بينما تملك "رينو" أكثر من 40 في المائة في "نيسان".
 
لكن تظل ادعاءات غصن بوجود مؤامرة ضده مسألة قابلة للتشكك، في ظل اتهام المدعين العامين في اليابان غصن بأنه قلل من دخله في "نيسان" بنحو 80 مليون دولار للتهرب من الضرائب بين عامي 2010 و2018. وأساء استغلال منصبه عن طريق استخدام الشركة بشكل غير لائق للمساعدة في تسوية الخسائر في استثمارات الأفراد خلال الأزمة المالية العالمية.

 وزعمت كل من "نيسان" و"ميتسوبيشي" بشكل منفصل أن غصن تلقى مبلغ 7.8 مليون يورو (8.8 مليون دولار) كتعويضات غير ملائمة من مشروع مشترك بين شركتي صناعة السيارات.
 وبنظرة أوسع للنفوذ الفرنسي في عالم الاستثمار العالمي، فإن الاستثمارات المباشرة المتدفقة من البلاد للخارج وصلت إلى 58 مليار دولار في 2017 مما وضعها في تصنيف سابع أكبر مستثمر عالمي في هذا العام، بحسب تقرير منظمة الأونكتاد عن الاستثمار العالمي لعام 2018.

 ويبدو النفوذ الفرنسي واضحًا في قارة أفريقيا، حيث تصنفها "الأونكتاد" على أنها ثالث أكبر مستثمر في 2016 إذ تصل القيمة الإجمالية لاستثماراتها هناك إلى 49 مليار دولار، كما تعد فرنسا سابع أكبر مستثمر في أميركا اللاتينية باستثمارات بلغت 36 مليار دولار، لكن التركز الاستثماري لفرنسا يبدو جليًا في البلدان المتقدمة، التي تصل فيها استثماراتها إلى 1.059 مليار دولار، وتأتي فرنسا في المركز الخامس بين أكبر مستثمرين في هذه البلدان، بعد الولايات المتحدة وإنجلترا وألمانيا وأخيرًا هولندا.

وقد يهمك أيضاً :

ميتسوبيتشي تخسر 2.5 ملياري دولار خلال 48 ساعة بعد اعترافها بالغش

ميتسوبيشي موتورز تكشف تزوير بيانات انبعاثات الكربون في سياراتها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا تواجه معركة للحفاظ على النفوذ الاقتصادي في عالم الأعمال الدولي فرنسا تواجه معركة للحفاظ على النفوذ الاقتصادي في عالم الأعمال الدولي



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab