مقاتل في سورية
واشنطن ـ يوسف مكي
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الإدارة الأميركية أطلقت حملة صحافية كاملة الأحد للحصول على موافقة الكونغرس الأميركي بشأن خطتها لتنفيذ هجوم عسكري عقابي ضد النظام السوري، جراء استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة السورية.وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية عقدت اجتماعا مع أعضاء الكونغرس
في "كابيتول هيل" في سبيل الحصول على دعمهم للخطوة الأميركية المرتقبة، في حين أن وزير الخارجية جون كيري تواصل تليفونيا مع الدبلوماسيين العرب في القاهرة للحصول على دعم عربي من أجل القيام برد حاسم على الهجوم الكيميائي الذي شنه نظام الأسد على ضواحي دمشق في 21 آب/أغسطس الماضي.
وقالت الصحيفة إن جون كيري قدم أدلة جديدة خلال حوارات تلفزيونية تؤكد استخدام غاز السارين خلال الهجوم الذي شنه النظام السوري، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص، معربا عن ثقته الكاملة في أن الكونغرس سيدعم خطة الرئيس الأميركي للقيام بتحرك عسكري ضد سورية. وأوضحت أن الإدارة الأميركية أقدمت على تلك الخطوات التي تهدف إلى حشد الدعم الداخلي والخارجي للهجوم المرتقب على سورية بعد يوم واحد من قرار الرئيس الأميركي المفاجي بالسعي نحو الحصول على تفويض من جانب الكونغرس للقيام بهجوم عسكري ضد سورية.
وقبيل اجتماع الجامعة العربية في القاهرة، سعى كيري لحشد الدعم العربي للهجوم العسكري الذي ستقوده الولايات المتحدة على النظام السوري.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الجامعة العربية أصدرت بيانا تحمل فيه النظام السوري مسؤولية استخدام الأسلحة الكيميائية، مطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولى باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن بيان الجامعة العربية لم يتضمن إشارة مباشرة لمجلس الأمن الدولي وذلك في سبيل إرضاء المسؤولين الأميركيين.
وأوضحت أن وزير الخارجية السعود دعا المجتمع الدولي للتدخل من أجل من أجل وقف العنف الذي يتبناه النظام السوري ضد أبناء شعبه.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن الدعم العربي للعمل العسكري ضد النظام السوري سيساعد إلى حد كبير في إقناع أعضاء الكونغرس أن الخطوة الأميركية تتمتع بدعم إقليمي من ناحية، كما أنه سيقدم غطاء سياسيا على الأقل للموقف البريطاني الرافض للاشتراك في أي عمل عسكري ضد سورية.
وأشارت الصحيفة الأميركية للموقف السوري، حيث أوضحت أن الحكومة السورية سخرت من قرار الرئيس أوباما للتوجه نحو الحصول على موافقة الكونغرس على الخطوة الأميركية المرتقبة، موضحة أن هذا القرار يعكس ضعف الإدارة الأميركية.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى ما نشرته صحيفة "الثورة" السورية الموالية للنظام حيث وصفت قرار أوباما بـ "بداية التراجع التاريخي للولايات المتحدة"
وقالت الصحيفة إن نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد قال خلال حديث صحافي أن ما قاله الرئيس أوباما الأحد يعكس حالة من الارتباك والتردد.
وأضافت "نيويورك تايمز" أن البيت الأبيض يعتمد في استراتيجيته لإقناع أعضاء الكونغرس بضرورة القيام بالعمل العسكري ضد سورية على الترويج بأن الامتناع عن مثل هذا العمل قد يضر بمصلحة إسرائيل من خلال تشجيع أعدائها كحزب الله وإيران.
وأضافت أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في حديث تلفزيوني إن إقرار العمل العسكري ضد النظام السوري سيكون بمثابة رسالة قوية لإيران مفادها بأن الولايات المتحدة لن تسمح لها بامتلاك قنبلة نووية تهدد من خلالها أمن دولة إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد مسؤولي الإدارة الأميركية والذي رفض ذكر اسمه أكد "أننا سنكون في مأزق حقيقي إذا فشلت الولايات المتحدة في التعامل مع مثل هذا التهديد".
أرسل تعليقك