أصيب ما لا يقل عن 41 شخصًا، من بينهم 30 عنصرًا من ضباط الشرطة "الإسرائيلية"، مساء الأحد الماضي، خلال تظاهرات نظمها اليهود الإثيوبيين المعروفين باسم "الفلاشا"، ضد سياسات التمييز والممارسات العنصرية ضدهم في الأراضي المحتلة.
وجاءت هذه التظاهرة بعد 3 أيام من تظاهرة غاضبة في مدينة القدس المحتلة؛ إثر بث تسجيل فيديو ظهر فيه رجلا شرطة يضربان آخرًا من أصل إثيوبي.
وأطلقت الشرطة "الإسرائيلية" قنابل صوتية وأخرى مسيلة للدموع ورذاذ الفلفل الحارق لتفريق المتظاهرين، وعمدت إلى إغلاق الكثير من شوارع تل أبيب، ولاسيما تلك المحيطة بميدان رابين، وفي المقابل رشق بعض المتظاهرين عناصر الشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة ومقاعد أخذوها من المقاهي المجاورة، وذلك بعدما حاولوا الدخول عنوة إلى مقر بلدية تل أبيب.
وأسفرت تلك المواجهات الواسعة والعنيفة التي اندلعت بين المتظاهرين من أصول إثيوبية والشرطة "الإسرائيلية"، وهي واحدة من أعنف الصدامات التي تشهدها تل أبيب، عن إلحاق أضرار بالممتلكات العامة والسيارات الموجودة في شوارع تل أبيب.
وأكدت مصادر مختلفة أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو سيترأس، الاثنين، اجتماعًا بشأن أوضاع اليهود الإثيوبيين بمشاركة مفتش الشرطة العام الجنرال يوحنان دانينو، وممثلين عن وزارات الأمن الداخلي، والاستيعاب، والداخلية، ومركز الحكم المحلي.
وعقَّب نتنياهو على المظاهرة بقوله "يوجد مكان لاستيضاح ادّعاءات المتظاهرين، لكن لا مكان لأعمال عنف وشغب كهذه".
ومع بدء الاحتجاج أصدر رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بيانًا، الاثنين، أعلن فيه أنه سيلتقي مع الجندي داماس باكادا، الذي تعرض إلى الضرب كما سيلتقي ممثلين آخرين من المجتمع الإثيوبي.
وذكر ماكونين، الذي جاء إلى الأراضي المحتلة، وعمره 3 سنوات، أن المحتجين يريدون محاكمة رجال الشرطة العنيفين ومعالجة مشاكل عدم المساواة الاجتماعية، مضيفًا: أولًا يجب التعامل مع الشرطة، وبعد ذلك سنتوجه إلى جميع الأجهزة الرسمية الأخرى التي تسيء إلى الإثيوبيين.
كانت المظاهرة بدأت، بعد ظهر الأحد الماضي، بوقفة هادئة عند مجمع عزرائيلي، وبعد ذلك انتقل المتظاهرون إلى شبكة شوارع أيالون، وأغلقوا الشوارع في فترة ذروة ازدحام السير.
وسمحت الشرطة للمتظاهرين بإغلاق الشارع لفترة وجيزة، ثم أخذت تخلي المتظاهرين من المكان، مما أدى إلى إغلاق الشوارع لمدة 3 ساعات تقريبًا، وبحلول المساء انتقل آلاف المتظاهرين إلى منطقة ساحة رابين وبلدية تل أبيب وحاولوا اقتحام مبنى البلدية، بينما سعت الشرطة إلى تفريقهم مستخدمة القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع خراطيم المياه والخيالة، بينما ردّ المتظاهرون بإلقاء حجارة وألواح خشبية وزجاجات تجاه قوات الشرطة.
وخلافًا لمظاهرة الإثيوبيين في القدس المحتلة، الخميس الماضي، فقد شارك في مظاهرة تل أبيب جهات من خارج الطائفة الإثيوبية؛ تضامنًا مع الطائفة التي تتعرض إلى تمييز ومعاملة عنصرية من جانب الشرطة ومؤسسات الدولة كافة.
بينما أكد المفتش العام للشرطة، يوحنان دانينو، أن "هؤلاء مجموعة صغيرة من المتظاهرين ولا تخدم نضال الإثيوبيين، هذا ليس احتجاجًا شرعيًا في دولة ديمقراطية".
ونقلت وسائل إعلام عن متظاهرين قولهم إن "نضالهم بدأ كاحتجاج على تعامل الشرطة مع المواطنين من أصول إثيوبية واتسع ليصبح احتجاجًا على التمييز ضدهم في مجالات الحياة كافة، وهو ليس نضالًا جديدًا، وإنما خرج إلى النور والشارع بقوة متجددة وحسب".
يذكر أن الغالبية العظمى من المتظاهرين شباب تتراوح أعمارهم ما بين 20– 30 عامًا، وحملوا لافتات كتب عليها "لم اختر أن أولد أسود، لكن هذا حق"، و"منذ متى اللون جريمة؟"، و"كفى لعنف الشرطة".
ونقل عشرات الآلاف من اليهود الإثيوبيين إلى "إسرائيل" في عمليات أحيطت بدرجة عالية من السرية في الثمانينات والتسعينات.
ويبلغ عدد اليهود من أصل إثيوبي 135500 من جملة سكان "إسرائيل"، البالغ عددهم 8 ملايين نسمة ويشكون منذ فترة طويلة من التمييز والعنصرية والفقر.
وتجني الأسر الإثيوبية دخلاً أقل بنسبة 35% من المتوسط على مستوى البلاد، ولا يحصل سوى نصف الشباب من أصل إثيوبي على شهادة إتمام التعليم الثانوي مقابل 63% لبقية السكان.
أرسل تعليقك