توقّع رئيس "مجمع تشخيص مصلحة النظام" في إيران هاشمي رفسنجاني، الأحد، أنّ التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" سيبوء بالفشل"، مبيّنًا أنَّ الأميركيين باتوا يعترفون بأنَّ التحالف عاجز عن القضاء على التنظيم المتطرف دون مساعدة إيران.
وأوضح رفسنجاني، في تصريحات صحافية، أنَّ "مهاجمة التنظيم مدينة كوباني على الحدود السورية –التركية، على الرغم من قصف مواقعه في العراق، تعتبر فشلاً للتحالف".
وبشأن الدعوة للمشاركة في التحالف الدولي ضد "داعش"، أكّد رفسنجاني أن "الولايات المتحدة فرضت العقوبات علينا وهو ما يكشف عن عدائها لنا، ولا يمكن أن نكون معها في هذه الحرب".
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية اعتبرت، في 11 أيلول/سبتمبر 2014، أنَّ التحالف الدولي، الذي تشكل ضد تنظيم "داعش" المتشدد، تكتنفه نقاط غموض شديد، نافية موافقة المرشد الأعلى علي الخامنئي على التعاون بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين لمواجهة التنظيم في العراق.
وفي سياق متصل، اعتبر عضو كتلة "الإصلاح الوطني" هلال السهلاني، وهو نائب عن محافظة ذي قار، في بيان له، عدم إشراك إيران بالتحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" خطأ غير محسوب يجب تداركه، مشيرًا إلى أن "إيران لها دور محوري وبناء في تسوية الأزمة العراقية وتحقيق الاستقرار، في ضوء خطر انتشار التنظيم المتطرف في المنطقة".
وشدّد السهلاني على "أهمية إيجاد نوع من التوازن الجديد في المنطقة، عبر إشراك الدول التي تلعب دورًا فعالاً في مواجهة خطر التطرف".
يأتي هذا فيما رأى النائب في "التحالف الوطني"، عن كتلة "الأحرار"، عبد العزيز الظالمي دخول القوات الأجنبية، لاسيما الأميركية، إلى العراق فيه "الكثير من عدم الوضوح، فضلاً عن الرفض الشعبي، سواء في دخولها برًا أو جوًا في البلاد".
وبيّن الظالمي أنَّ "التحالف الدولي الذي شكل لمحاربة داعش في البلاد، لا يحمل نوايا صادقة، لأنه لا توجد نتائج عما فعلته هذه القوات على أرض الواقع"، مبرزًا أنَّ "الجيش العراقي وطيران الجيش وكذلك قوات الحشد الشعبي، لديها القدرة على مواجهة عناصر تنظيم داعش ودحرهم، كما فعلت هذه القوات في ناحية آمرلي التابعة لمحافظة صلاح الدين، وكذلك في مناطق عديدة في محافظات بابل وديالى".
إلى ذلك، اعتبر المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي لـ"عصائب أهل الحق" نعيم العبودي، التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأميركيين، بشأن عدم قدرة العمليات الجوية لما يسمى بقوة التحالف الدولي القضاء نهائيًا على تنظيم "داعش" التكفيرية، أنها "غطاء وتمويه لمشروع تخطط له واشنطن وأعوانها لتقسيم العراق والمنطقة".
وأضاف العبودي أنَّ "تصريحاتهم بشأن الحاجة الفعلية إلى قوات برية ولكن غير أميركية لدعم تحالفهم يعد استخفافًا واستهانةً بقدرة القوات العراقية وتضحيات المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي"، مشيرًا إلى أنَّ "هذه القوات والمقاومة أثبتت قدرتها على وقف تمدد داعش التكفيري، وتكبيده الهزائم المتلاحقة في كثير من المدن العراقية التي سيطر عليها وحاصرها".
وأبرز العبودي أنَّ "المشروع الأميركي في العراق لا يستهدف القضاء على داعش بقدر ما يهدف إلى إثقال العراق بالتزامات مالية وديون ترهقه وتجعله أسيرًا للدول الغربية"، لافتًا إلى أنَّ "الحديث الأميركي عن أنَّ الطلعة الجوية الواحدة تكلف أكثر من سبعة ملايين دولار هو مصداق على هذه المخططات الأميركية".
وتابع العبودي أنَّ "الأولى بالدول التي تدّعي محاربة داعش أن تستثمر هذه القدرات والأموال الكبيرة في دعم القوات العراقية من الناحيتين التسليحية واللوجستية، لاسيما أن الجميع بات يشهد بقدرة الجيش العراقي على مواجهة داعش إذا حظي بالدعم الحقيقي".
أرسل تعليقك