أثار اتهام الملياردير الروسي فلاديمير افتوشنكوف رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة " ايه اف كي سيستيما " بغسيل الأموال، الأربعاء في روسيا المخاوف من محاكمة ثانية شبيهة بمحاكمة "يوكوس"، بحسب محللين نددوا بحملة جديدة ضد أقطاب نافذين في مجال الأعمال.
وفاجأت لجنة التحقيق الروسية الجميع الثلاثاء عندما أعلنت ان افتوشنكوف الرجل 15 في مرتبة الأثرياء في روسيا والذي قدرت مجلة "فوربس" ثروته ب9 مليارات دولار، متهم بغسيل اموال وفرضت عليه الإقامة الجبرية.
وأعلنت لجنة التحقيق أن المحققين "لديهم ما يكفي من الاسباب للاعتقاد أن افتوشنكوف متورط في قضية غسيل أموال "، وهي اتهامات سارعت الشركة القابضة إلى وصفها بأنها "من دون أساس".
ويتهم التحقيق الجنائي الذي يستهدف افتوشنكوف (65 عاما)، بعمليات اختلاس حصلت بحسب المحققين أثناء عملية تخصيص مجموعة "بشنفت" النفطية، إحدى جواهر "ايه اف كي سيستيما"، في مطلع سنوات الألفين.
واعتبر رئيس الاتحاد الروسي للصناعيين والمتعهدين، الكسندر شوخين بحسب ما نقلت عنه صحيفة فيدوموستي الاقتصادية، أن "كل ذلك يشبه "يوكوس" ثانية".
وشاطره الرأي المحلل لحساب المستشارين في شؤون السياسات الأوروبية العامة أنور أميروف قائلا "من الواضح أن شخصا ما يريد استرداد بشنفت من فلاديمير افتوشنكوف، وهذا الشخص قريب من الكرملين".
ويؤكد قطب الاعمال السابق ميخائيل خودور كوفسكي أن كل القضية ضد فلاديمير أفتوشنكوف تستند إلى "جشع" سيتشين --الذي يعتبر مقربًا من الكرملين-- الذي يأمل، برأيه، في امتلاك مجموعة "بشنفت "النفطية التي تملك الشركة القابضة "اي اف كي سيستيما" 89 %.
وعلق المحلل ستانيسلاف بلكوفسكي من معهد الاستراتيجية الوطنية لوكالة فرانس برس قائلا ان "سيتشين يريد شراء "بشنفت" من ايه اف كي سيستيما بسعر ما (...)، لكن افتوشنكوف رفض التعاون"، مضيفا ان الملياردير سيتم الإفراج عنه إذا وافق على "تسوية" مع روسنفت.
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي سيرغي الكساشنكو من المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو أن "الشركات النفطية في روسيا هي بمثابة اعمال ذي مردود كبير ما يدعو الى اثارة اهتمام مقربين من الحكومة".معتبرا على مدونته أن افتوشنكوف "سيحذو ربما حذو خودوركوفسكي (...)، وبشنفت ستتبع خطوات يوكوس".
ووصف المتحدث باسم روسنفت ميخائيل ليونتييف هذه الاتهامات بانها "هذيان".
وانخفض سعر اسهم "ايه اف كي سيستيما" في بورصة موسكو اكثر من 20%الاربعاء، بينما تدهورت أسهمها في بورصة لندن بنسبة 35,70 %
حيث سجلت الخسائر الإجمالية للشركة القابضة ليوم الأربعاء لوحده وصلت إلى 5,5 مليارات دولار.
وفرض على فلاديمير افتوشنكوف الذي بات قيد الإقامة الجبرية في منزله الريفي في جوكوفكا قرب موسكو، ارتداء السوار الالكتروني ولم يعد له الحق في الاتصال إلا بأفراد عائلته ومحاميه والمحققين.
وأعلن الخبير الاقتصادي الروسي سيرغي غورييف الأستاذ في كلية العلوم السياسية في باريس أن "الإقامة الجبرية لرجل أعمال بهذا المستوى غير مسبوقة".
وأضاف غورييف أن "السلطات الروسية بذلت الكثير من الجهود لتوضح أن هذا الأمر لا يمكن أن يهدد إلا الذين يتصرفون مثل خودوركوفسكي (...). لكن المستثمرين لم يعودوا يفهمون الاّن على الإطلاق قواعد اللعبة.
أرسل تعليقك