تظاهرة ضد الحكومة السورية في حلب الجمعة 8 شباط/فبراير 2013
دمشق ـ جورج الشامي
تواصلت الاشتباكات في العاصمة دمشق، وقصف الجيش الحكومي احياءها الجنوبية، في وقت احصي مقتل 25 شخصًا، وتمكن الجيش السوري الحر من اقتحام سريتين تابعتين للنظام في محيط مطار منغ العسكري بريف حلب، بعد جمعة سقط خلالها 121 سوريًا، في غضون ذلك أبدت دمشق على لسان
وزير اعلامها استعدادها للحوار مع المعارضة "من دون قيد أو شرط".
وفيما اجرى الرئيس السوري بشار الأسد تعديلا وزاريا شمل 6 وزارات، اكد رئيس الوزراء السوري أن الحكومة جادة في اتخاذ إجراءات التهيئة والتحضير لإطلاق عملية حوار وطني، في حين أعلن نائب وزير الخارجية الروسية أن موسكو تنتظر قريبًا وصول وزير الخارجية وليد المعلم، ومن فصائل المعارضة المختلفة، وفي الولايات المتحدة قال وزير الخارجية إن واشنطن تفكر في الخطوات الواجب اتخاذها لإنهاء النزاع في سوريا الذي يتسبب في "الكثير من القتل"، على صعيد اللاجئين كشفت المفوضية العليا للأمم المتحدة، إن حوالى 5000 سوري يفرون من بلادهم يوميا ويعبرون الحدود إلى دول مجاورة.
ميدانيًا ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 25 شخصا قتلوا اليوم معظمهم في حلب وحمص بينما قالت الهيئة العامة للثورة إن أجهزة الأمن شنت حملة اعتقالات في حي الميدان بالعاصمة دمشق. وفي العاصمة أيضا، شنت طائرات الحكومة غارات جوية على أحياء العسالي والمادنية وجمعيات السبينة. في السياق ذاته قال ناشطون سوريون إن اشتباكات بين قوات الحكومة والجيش الحر اندلعت في محيط محطة العباسيين في دمشق، والمعروفة باسم "كراجات العباسيين". كما شهدت أحياء القدم والتضامن والحجر الأسود والقابون في العاصمة اشتباكات عدة، وأفادت شبكة شام بتجدد القصف العنيف من الطيران الحربي على عدة مناطق في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وقالت إن القوات الحكومية اقتحمت حي الميدان في دمشق بحشود أمنية ضخمة وشنت حملات دهم واسعة بالحي وسط انتشار أمني كثيف، كما أفادت بأن جيش الحكومةقصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات حي جوبر بدمشق.
في حلب أعلن الجيش الحر السبت أنه تمكن من اقتحام سريتين تابعتين للنظام في محيط مطار منغ العسكري بريف حلب، وقال المركز الإعلامي السوري إن ثمانية أشخاص قتلوا وجرح نحو 15 آخرين في قصف بالطائرات على حيي الشعار ومساكن هنانو في مدينة حلب. وأعلنت كتائب الجيش الحر في جبهة حي الشيخ سعيد بحلب بدء المرحلة الثانية مما اسمتها "معركة الإخلاص" التي تهدف إلى إحكام الحصار على كلية المدفعية ومحيطها في منطقة الراموسة.
وفي درعا توسعت رقعة القتال، حيث سجلت اشتباكات عنيفة في درعا البلد وطريق السد وبصر الحرير، وفي محافظة الرقة، أفاد ناشطون بأن الثوار أسقطوا طائرة مروحية للنظام قرب سد البعث. هذا وتستمر الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في كل من تل أبيض والمنصورة وعين عيسى في الرقة. واستهدف الجيش الحر مبنى الأمن السياسي في المدينة بصاروخ محلي الصنع.
وسط هذه الاجواء، اجرى الرئيس السوري بشار الاسد تعديلا وزاريا شمل ست وزارات شهدت تغييرات في الحقائب الخدماتية ( الشؤون الاجتماعية، ووزارة العمل ) في حين بقيت الوزارات المختصة بالأمن كالدفاع والداخلية من دون تعديل.
في الشق الدبلوماسي، أبدت دمشق استعدادها للحوار مع المعارضة "من دون قيد أو شرط" وذلك ردًا على شروط مبادرة رئيس الإئتلاف الوطني المعارض معاذ الخطيب والتي أطلقها في 30 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وجاء رد الحكومة السورية عبر وزير إعلامه الذي قال في لقاء بثه التلفزيون السوري أن "الباب مفتوح، والطاولة موجودة، وأهلاً وسهلاً وبقلب مفتوح لأي سوري يريد أن يأتي إلينا ويناقشنا ويحاورنا، وبأي غيور وبأي حريص ونحن جادون في مسألة الحوار". وأضاف "إننا عندما نتحدث عن حوار، نتحدث عن حوار غير مشروط ولا يقصي أحدًا، ولم يتطرق الزعبي إلى موضوع المهلة التي أعطاها الخطيب للنظام السوري حتى الأحد المقبل للإفراج عن المعتقلين، علمًا بأن تصريحاته أتت ردًا على سؤال عن "الشروط التي يطرحها البعض للحوار". من جهة أخرى، أبدى الزعبي استعداد الحكومة السورية لمحاورة حتى "المجموعات المسلحة"، في إشارة إلى المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات الحكومية . وقال "نحن مستعدون للجلوس معهم والنقاش معهم عندما يرمى هذا السلاح، ويصبح السلاح خارج المعادلة، وعندما تكون هذه القوى مستعدة لمناقشة المسألة السياسية الوطنية بكل جدية والتزام".
من جهته أكد رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة الوزارية المكلفة متابعة تنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة في سورية وائل الحلقي الجمعة، أن الحكومة جادة في اتخاذ إجراءات التهيئة والتحضير لإطلاق عملية حوار وطني تشكل الأساس لتنفيذ هذا البرنامج السياسي وفق برنامج زمني. وبين الحلقي "أن الحكومة تتواصل مع كل القوى السياسية والمجتمعية داخل سورية ومع القوى السياسية المعارضة في الخارج التي تؤمن بالحل الوطني والوقوف إلى جانب خيارات الشعب على أساس الانتماء الوطني والثوابت".
في غضون ذلك أعلن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف أن موسكو تنتظر في المدى القريب وفودا من القيادة السورية، بينهم وزير الخارجية وليد المعلم، ومن فصائل المعارضة المختلفة، مشيرًا إلى أن بلاده تشعر بالارتياح لمبادرة رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد معاذ الخطيب و"ان كانت مثقلة بالشروط، وكذلك نرحب برد الفعل الرسمي السوري وان كان أيضًا محملا باشتراطات". وعبر عن الأمل في تحقيق "الوفاق الوطني السوري"، موضحا ان موسكو "تبذل مع جميع الأطراف كل ما بوسعها للوصول إلى تسوية تحقن دماء السوريين".
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري إن واشنطن تفكر في الخطوات الواجب اتخاذها لإنهاء النزاع في سوريا الذي يتسبب في "الكثير من القتل"، كما وصف الوضع بأنه "غاية في التعقيد وغاية في الخطورة".
وبشأن تسليح المعارضة، اكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن المشكلة في سورية ليست في نقص السلاح، ملمحا إلى أن الثوار يتلقون ما يكفي من الأسلحة عبر دول مجاورة، في حين تتلقى الحكومة دعما من إيران. وأوضح كارني أن الأولوية لدى لواشنطن هي ضمان عدم وقوع السلاح في أيدي من يمكن أن يهددوا أمن "الولايات المتحدة وسوريا أو إسرائيل".
وجاء هذا الإعلان عشية تصريحات ليون بانيتا ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي بأن وزارة الدفاع (البنتاغون) تؤكد دعم البنتاغون فكرة تسليح المعارضة السورية.
على صعيد اللاجئين قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن حوالى 5000 سوري يفرون من بلادهم يوميا ويعبرون الحدود إلى دول مجاورة. وقال أدريان إدواردز، المتحدث باسم المفوضية، في تصريحات صحافية هذه أزمة كاملة." وأضاف: "كانت هناك زيادة ضخمة في كانون الثاني يناير الماضي، وصلت إلى 25% في أعداد اللاجئين المسجلين خلال شهر واحد."
وفي شأن متصل قالت وكالة الأناضول إن 28 عسكريًا بينهم ضباط برتب عالية دخلوا الجمعة إلى تركيا مع عائلاتهم بعد انشقاقهم عن جيش الأسد، وأوضحت الوكالة نقلاً عن مصادر أممية أن عدد اللاجئين السوريين بلغ 177 ألفًا يتوزعون على 13 مخيمًا ومركز إيواء .
أرسل تعليقك