مسؤول ملف الحوار الوطني وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد
غزة – محمد حبيب
قال ، في تصريحات صحافية الثلاثاء: لدينا بدائل كثيرة ولن نبقى أسرى "حماس"، فيما يتعلق بإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف العام 2007. غير أنه رفض "تأكيد إن كان من بين البدائل لدى
حركته إجراء انتخابات عامة بشكل منفصل في الضفة الغربية"، قائلا: لا نستطيع أن نحدد أية خطوة بديلة، قبل أن تظهر الخطوة التي تسبقها. وشدد الأحمد على أن "موعد 14 من الشهر المقبل هو الاستحقاق الأخير، ضمن تفاهمات الجدول الزمني، الذي جرى التوصل إليه مع "حماس" في 14 أيار/ مايو الماضي، من أجل تشكيل حكومة توافق وتحديد لموعد إجراء الانتخابات العامة".
واتهم الأحمد حركة "حماس" بـ "تعمد عرقلة كل تقدم يجري تحقيقه تجاه تحقيق المصالحة، رغم ما أشار إليه من إنجازات اللجان الفرعية الخاصة بالمصالحة، مثل لجنة الحريات العامة، وإنجاز قانون انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني". وأكد على "رؤية حركته بضرورة أن تسير ملفات المصالحة بالتوازي"، منبهًا إلى أن "قضايا إنهاء الانقسام حتى بعد تشكيل حكومة التوافق وتحديد موعد الانتخابات في حاجة إلى جهد هائل للنجاح فيها".
واعتبر الأحمد إعلان "حماس" تمسكها بالمضي في اتفاق المصالحة في إطار الرزمة الواحدة "استهلاك إعلامي، وخداع للرأي العام الفلسطيني". وقال: إن تفاهمات المصالحة تسير بخطوط متوازية والقضايا كلها تم حلها وهي الحكومة والانتخابات، أولا يجب تشكيل الحكومة الواحدة، لأنها تعني لفظ الانقسام. واعتبر إنهاء الانقسام سياسيًا وقانونيًا "عنوانه الحكومة"، وأن الشراكة "عنوانها الانتخابات".
وقال الأحمد: إن ما وصفه انتفاضة الشعب المصري، التي شكلت زلزالا في المنطقة، تنعكس على كل شيء، وحتمًا على الوضع الفلسطيني". وأضاف "ربما الآن تعرقلت اللقاءات مع "حماس" برعاية مصرية، بسبب الخلاف بين "حماس" ومصر، والاتهامات المصرية لـ "حماس" بالتدخل في الشأن المصري، وخصوصًا ما يدور في سيناء وعلى الحدود". وتابع الأحمد: سنؤكد للوسيط المصري التزامنا بتفاهمات المصالحة وتاريخ 14 من الشهر المقبل، الذي لا يحتاج إلا لبدء المشاورات، رغم ظروف "حماس" الصعبة، ولكن سنتصل مع بعضنا لجعل هذا التاريخ يحترم وليس كبقية التواريخ السابقة.
في الوقت ذاته، جدد الأحمد نفي "اتهامات حركة "حماس" لـ "فتح" بعرقلة ملف المصالحة، بسبب فيتو أميركي ولإتاحة المجال للمفاوضات مع إسرائيل"، معتبرا أن "هذا كلام فارغ ولا يصلح لأننا كنا نلتقي للمصالحة في عز المفاوضات مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) إيهود أولمرت".
وفي حال استمرار تعثر جهود تشكيل حكومة توافق وطني، لم يستبعد الأحمد "تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية رامي الحمد الله أو شخصية أخرى لتشكيل حكومة جديدة".
بالإضافة إلى ذلك، نفى الأحمد "اتهامات "حماس" لحركة "فتح"، بالمشاركة في حملة التحريض ضدها من قبل وسائل إعلام مصرية". وأكد أن "حركته لا تتدخل في الشأن المصري الداخلي وتؤيد خياراته، حتى تتحرر مصر من القيود التي تريد أن تعيدها إلى التبعية كلها، بصفتها قيادية في المنطقة ونأمل أن يستمر دورها القيادي". ووصف الأحمد تطورات "الربيع العربي" بأنها بـ "مثابة صيف قاحل"، متهمًا حلف الناتو الدولي بـ "العمل على زعزعة استقرار دول الربيع العربي مثل مصر وسورية وتونس". ورأى أن "ما جرى أخيرًا في مصر، بمثابة زلزال أعاد للربيع العربي أنفاسه من جديد".
وفي سياق آخر، دافع الأحمد عن "قرار استئناف مفاوضات السلام". واعتبر أن "العودة إلى المفاوضات قرار الأغلبية داخل القيادة الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن "الاجتماع التفاوضي الأول في واشنطن سيبحث استكمال الاتفاق بشأن إطلاق عملية السلام".
في الوقت ذاته، أكد الأحمد أن "أوساط القيادة الفلسطينية وحركة "فتح" سيبقى لديها قلق بشأن آفاق ما يمكن أن تحققه المفاوضات عند إطلاقها بسبب ما وصفه بتعنت الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعدم وجود ضغوط أميركية كافية لإنجاح المفاوضات". لكنه أعرب عن "ارتياحه إزاء تحديد سقف زمني لا يتجاوز 9 أشهر للمفاوضات". وأكد أن "القيادة الفلسطينية تتمسك بشكل كلي قبل إطلاق المفاوضات جديًا مع إسرائيل بضرورة التزامها بالحدود المحتلة في العام 1967، باعتبار ذلك أساس وجوهر حل الدولتين". وقال: إن المفاوضات لن تضر بشعبية "فتح"، فهي ليست جديدة علينا، ونحن فاوضنا منذ السبعينات، ولا توجد حركة للتحرر في التاريخ لم تدخل في مفاوضات، لأنها شكل من أشكال النضال والمهم خلالها هو الحفاظ على الثوابت الفلسطينية.
وفي سياق آخر، قال الأحمد: إنه لا توجد جهود رسمية داخل "فتح" لعقد المؤتمر السابع للحركة بعد المؤتمر السادس، الذي كان عقد في بيت لحم في آب/ أغسطس 2009.
وبشأن ترشيح شخصية بديلة للرئيس عباس، الذي سبق أن أعلن عزمه عدم الترشح لانتخابات جديدة قال الأحمد: عندما يحين موعد الانتخابات سيكون لكل حادث حديث. وتابع: بشأن الرئيس عباس، نعتبر أن قراره ليس شخصيًا ومن السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع، لأننا نتحدث عن انتخابات وهي لم تحدث.
أرسل تعليقك