الأسرى في السجون الإسرائيلية يمهلون الاحتلال 45 يومًا لتحقيق مطلبهم

 صورة  من  الارشيف لأسرى فلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي غزة - محمد حبيب هدد الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بالتصعيد إن لم يتم الاعتراف بهم كأسرى حرب، خلال 45 يومًا، معلنين أنهم بصدد إتخاذ خطوات متتابعة في هذا الشأن. وفي رسالة وجهها الأسرى إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وصلت نسخة منها لنادي الأسير، الثلاثاء، قالوا فيها "نحن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، نطالب حكومتكم بإتخاذ الإجراءات اللازمة للاعتراف بنا كأسرى حرب، ومنحنا الحقوق والامتيازات كافة المتعلقة بذلك، وفقًا لأحكام الإتفاقات والمواثيق الدولية، التي تعنى بحقوق الأسرى، وهي إتفاقات جنيف الثالثة للعام 1949 البند 2/4 وملاحقها للعام 1977 البند الرابع، والتي تنص على أن الشعوب التي تخضع للاحتلال الأجنبي يعتبر أسراها أسرى حرب، وبما أن مقاومة الشعب الفلسطيني ونضاله ضد دولة إسرائيل هو من فئة مقاومة الشعوب ضد الاحتلال الأجنبي، فإن نصوص المواثيق الدولية تنطبق علينا، لاعتبارنا أسرى حرب، هذا وإذ نؤكد على حقنا في اعتراف حكومتكم بنا كأسرى حرب، فإننا نعتبر هذا الكتاب مهلة قانونية، تنتهي بعد 45 يومًا من تاريخه، وسيكون بعدها من حقنا اللجوء إلى شتى الوسائل لتحقيق هذا المطلب".
من جانبه، بَيَّنَ رئيس "نادي الأسير" قدورة فارس أن "هذه الخطوة تأتي في ضوء التطورات التي حدثت في الآونة الأخيرة، وحصولنا باعتراف كدولة مراقب في الأمم المتحدة، وكعادتهم فإن عددًا من الأسرى أخذوا زمام المبادرة، وعددهم 120 أسيرًا، وستكون هناك خطوات مدروسة ومتتابعة، منها رفض زي مصلحة السجون، ورفضهم للوقوف على العد وخطوات أخرى".
وأشار فارس إلى أن "الأسير كفاح حطاب من طولكرم هو من علق الجرس، وهو من الرعاة الأساسيين لهذه المبادرة"، مؤكدًا أن "الخطوة آخذة بالاتساع، لتشمل أعدادًا أكبر في سجون الاحتلال".
في غضون ذلك، أفاد مركز "بيارق" للدفاع عن الأسرى بأن "الاحتلال الإسرائيلي أعطى لوحداته القمعية الخاصة الضوء الأخضر بالتعامل بقسوة مع جميع الأسرى في السجون، تخوفًا من تحضيرات يوم الأسير الفلسطيني".
وقال المركز، في بيان له، الثلاثاء، حصل "العرب اليوم" على نسخة عنه، أن "الأسرى في سجن جلبوع، في إطار التحضير ليوم الأسير، سيقومون، الثلاثاء، بتعليق لوحة بعدد الأيام التي أضربها الأسير سامر العيساوي على لوحة إدارة السجن, يتبعها الشروع بإضراب شامل في السجن، الأربعاء", مضيفًا أن "الأسرى سيرسلون نهاية الأسبوع رسائل احتجاجية للكنيست الصهيوني، ومراكز حقوق الإنسان في إسرائيل".
وبَيَّنَ المركز أن "الأوضاع داخل السجون تنذر بانفجار قريب، وأن الأسرى داخل السجون يعيشون أوضاعًا كارثية، ويتعرضون لممارسات بشعة من قبل مصلحة السجون، لاسيما بعد استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية، وتخوفًا من الحالة الصحية الحرجة التي يعانيها الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام"، مشيرًا إلى أن "إدارة مصلحة السجون قامت أخيرًا بنقل الأسير المعزول عوض الصعيدي من عزله الانفرادي في سجن عسقلان، إلى عزل جزئي في سجن آيشل قسم (4)، ومعه ثلاثة أسرى آخرين, كذلك تم الحكم بالتجديد مدة 6 أشهر للأسير ضرار أبو سيسي، في العزل الانفرادي".
ودعا المركز أبناء الشعب، في أماكنه كافة، إلى المشاركة الفاعلة في فعاليات "يوم الأسير"، ومساندة الأسرى في حربهم الضروس مع السجان.
إلى ذلك، وجه مدير نادي الأسير في محافظة الخليل أمجد النجار نداءًا إلى جماهير محافظة الخليل كافة، للمشاركة الفعالة في إضاءة شعلة الحرية لهذا العام، والتي ستكون من أمام منزل الشهيد عرفات جرادات، في بلدة سعير قضاء الخليل، مساء الثلاثاء، وسوف يوقدها ذوي الشهيدين عرفات جرادات وميسرة أبو حمدية، في حضور ذوي عميد أسرى فلسطين ماهر عبد اللطيف يونس من بلدة عارة في الأراضي المحتلة عام 1948، والذي أنهى عامه الواحد والثلاثون في سجون الاحتلال.
وقال النجار أن "إيقاد الشعلة من أمام منزل الشهيد عرفات جرادات تحمل رسالة هامة إلى الاحتلال، ومؤسسات المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، بأن الشعب الفلسطيني لن يقبـل باستمرار استقبال الأسرى في توابيت، وأنه آن الأوان ليتحرك المجتمع الدولي، لإنقاذ الأسرى من الموت المحدق بهم"، داعيًا إلى "أوسع مشاركة شعبية وجماهيرية في فعاليات يوم الأسير الفلسطيني، المصادف 17 نيسان/أبريل، والتي انطلقت في محافظات الوطن كافة، والخارج، تضامنًا مع قضية الأسرى، وللمطالبة بإطلاق سراحهم، وإنقاذ حياتهم".
من جهته، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس هيئة العمل الوطني زكريا الأغا "شعبنا بمختلف أطيافه السياسية لإحياء يوم الأسير الفلسطيني، من خلال المشاركة في المسيرات والاعتصامات، التي ستنطلق من محافظات الوطن كافة، تضامنًا مع الأسرى، الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية، وتأكيدًا على استمرار النضال والكفاح من أجل حريتهم، ونصرة قضيتهم".
وأكد، في بيان صحافي، الثلاثاء، على "أهمية حشد الطاقات الشعبية والرسمية على مختلف المستويات، وعقد المؤتمرات والمسيرات التضامنية مع الأسرى في هذا اليوم، واستنهاض كل الهمم لتحويل قضيتهم إلى قضية رأي عام دولي، تتصدر جدول أعمال الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، وهيئات حقوق الإنسان، للدفاع عنها والضغط على حكومة الاحتلال للإفراج عنهم"، مضيفًا أن "يوم الأسير يأتي في وقت لا يزال فيه آلاف المعتقلين الفلسطينيين يقبعون داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ظروف قاسية، يتعرضون فيها لأصناف شتى من التعذيب، وسوء المعاملة والعزل الانفرادي والإهمال الطبي، الذي تسبب في سقوط مئات الأسرى، شهداءًا على مرأى ومسمع من العالم، في مسعى إسرائيلي لكسر إرادتهم، وتحطيم معنوياتهم، ومصادرة منجزاتهم"، مشددًا على "ضرورة أن يقف كل أحرار العالم وقفة جادة، مناهضة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الأسرى"، مشيرًا إلى أن "قضيتهم باتت أكبر القضايا الإنسانية في العصر الحديث، وأن المجتمع الدولي ملزم اليوم بتحمل مسؤولياته، والعمل على إطلاق سراحهم"، ومؤكدًا أن "القيادة الفلسطينية ستطرق كل الأبواب من أجل إطلاق سراحهم، وستلجاً إلى محكمة الجنايات الدولية، ومحكمة العدل الدولية، ومعاهدة جنيف الرابعة، ومجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، بعد الانضمام إليها، لرفع الظلم عنهم، وإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط، ومحاسبة حكومة الاحتلال على جرائمها كافة في حق الأسرى".
وطالب الأغا "المجتمع الدولي، وهيئات الأمم المتحدة المختصة بحقوق الإنسان، والجمعيات العاملة في هذا المجال كافة، التدخل لوقف ما يتعرض له أسرانا البواسل في السجون الإسرائيلية، من تعذيب وإهانات، والعمل على إرسال لجنة تقصي حقائق، لزيارة مراكز التوقيف، والاعتقال، والتحقيق، والإطلاع على أوضاع المعتقلين، وما يتعرضون له من انتهاكات خطيرة، تشكل انتهاكًا للمواثيق والأعراف الدولية كافة"، كما دعا الأطراف الموقعة على إتفاق جنيف الرابع، وفقًا للمادة 149، بإلزام سلطات الاحتلال بمسؤوليتها، والتقيد بمواد هذا الإتفاق.
وفي ختام بيانه، حيا الأغا "الأسرى البواسل والأسيرات الباسلات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأسرى القدس، وأسرى شعبنا المناضل في أراضي 48، وأسرى الدوريات العرب، الذين استطاعوا بصمودهم أن يحولوا أقبية الزنازين إلى مدارس كفاحية، تخرَّج منها آلاف القادة، الذين يواصلون درب الحرية والاستقلال"، كما حيا "الأسير سامر العيساوي، الذي يخوض أطول إضراب مفتوح عن الطعام"، مؤكدًا أنهم سيبقون في قلب كل أبناء شعبنا، وأن فجر حريتهم آت لا محال، وأن هذا العام سيكون عام الحرية لهم".