الرياض ـ رياض الأحمد
توَّجت وزارة الداخلية السعودية جهودها المستمرة ميدانياً، بانشاء قوة أمنية قادرة على مواجهة "الارهاب" بكل أشكاله والقضاء عليه في مهده ، فكان انشاء هذه القوة ثمرة العمليات الضخمة التي جرت في اطار جهد عام كامل من التدريب المستمر لما يقارب أربعة آلاف عنصر أمني مدرب، وفق أعلى المستويات والتكنولوجيا الحديثة .
وقد شهد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف حفل تخريج رجال قوة الأمن الخاصة ، من خلال تجربة استعراض سبع فرضيات قتالية في عدد من المواقع في دورة حملت اسم "دورة الصاعقة الثامنة" .
وقف الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، ميدانيا، على أجواء تكاد تكون أقرب إلى الحقيقة في كيفية محاصرة الإرهاب وتطويقه، خلال حضوره التمرين التعبوي السادس لوحدات قوات الأمن الخاصة خلال الحفل الختامي لتخرج دورة الصاعقة الثامنة، وعدد من الدورات التخصصية بميادين الأمير محمد بن نايف للصاعقة وعمليات مكافحة الإرهاب في منطقة الحيسية (شمال غربي العاصمة الرياض)، بحضور كبار قيادات قوات الأمن الخاصة من مدنيين وعسكريين.
وأثناء وجود وزير الداخلية في موقع التجارب، استمع إلى شرح عملي حول آلية وإجراءات الأمان المتبعة في التجارب، وشرح حول آلية عمل أجهزة الرصد لتجارب الانفجار ومواقعها على الطبيعة، التي تابعها الوزير وهو موجود في الملجأ المخصص كغرفة تحكم، واستمع إلى موجز حول تصميم الملجأ وأجهزة التحكم وآلية عملها، وجرى تنفيذ التجربة بعد التأكد من إجراءات الأمان والسلامة في الموقع. كما شاهد الأمير محمد بن نايف تطبيقات لوحدة إزالة وإبطال المتفجرات بفرضية عمل كمين للقبض على مطلوبين باستخدام الوسائل البوليسية واستخدام العربات في الكشف عن المتفجرات وإزالتها.
إثر ذلك، انتقل وزير الداخلية إلى موقع تطبيقات دورة الصاعقة، حيث شاهد تطبيقات لطلبة الدورة حول اجتياز الموانع من الأسلاك الشائكة والنيران، والتسلق والنزول من المباني بواسطة الحبال، والسير على الحبال بين مبنيين وفي مناطق مرتفعة، والنزول من الحبال مع الرماية على الأهداف، كما شاهد تطبيقا لفرضية اقتحام مبنى وتطهيره ثم فقرة التعايش لرجل الصاعقة، التي أبرزت نموذجا مختلفا من رجال الأمن القادرين على التكيف مع الظروف البيئية والمعيشية أثناء تنفيذ المهام الموكلة إليهم، فضلا عن القدرة على القتال المتواصل بفاعلية لأطول مدة ممكنة، وقياس ما وصلت إليه الوحدات من تدريب على العمليات في ظروف الرؤية المحدودة والعمليات الليلية، في موقع يحاكي طبيعة وبيئة العمل في المناطق الجبلية الوعرة المماثلة لطبيعة بعض القرى النائية ذات المباني العشوائية المتناثرة.
من جهته، أعطى المتحدث الأمني في وزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، رؤية أمنية مبسطة حول هذا الأمر، مبينا أن التمارين الأمنية تلك جاءت لتؤكد القدرة الأمنية والتقنية المميزة لمكافحة الإرهاب.
وأشار التركي إلى أن قوات الأمن السعودية، توجه بذلك رسالة قوية لتنظيم القاعدة، وتؤكد أمام وزير الداخلية جاهزيتها واستعدادها التام والمتواصل للتصدي لمحاولاته استهداف الأمن والاستقرار في البلاد، من خلال عرض مهاراتها في مكافحة الإرهاب، عبر تمرين قوي يظهر تلك القدرات بطريقة جمعت بين التقنية والأساليب الأمنية المتبعة وفق أعلى الإمكانات التي تضاهي الدول المتقدمة.
من جانبه، أكد الفريق الركن محمد العماني قائد قوات الأمن الخاصة، في كلمة ألقاها أمام وزير الداخلية في حفل تخرج نحو أربعة آلاف عنصر أمني لمكافحة الإرهاب، أن قوات الأمن الخاصة انتقلت من الأساليب التقليدية في التدريب إلى الأساليب الحديثة، من خلال تطوير البرامج والمناهج التدريبية وفق أعلى المعايير بدعم من وزير الداخلية، الذي استعرض بدوره الآليات القديمة والحديثة التي توضح مدى التطور الذي وصلت إليه قوات الأمن الخاصة في السعودية.
أرسل تعليقك