أحكم المتمردون الحوثيون من سيطرتهم الثلاثاء على أهم وزارة سيادية في العاصمة صنعاء ومنعوا الموظفين من الدخول إليها في الوقت الذي أدان سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية في اليمن لأول مرة عملية دمج المسلحين الحوثيين في إطار مؤسسات الجيش والأمن في اليمن قبل نزع السلاح الذي في أيديهم وتسليمه للدولة، فيما يسيطر القلق البالغ على الكثير من اليمنيين من استمرار العمليات العسكرية للحوثيين في أكثر من منطقة يمنية.
وأكد مسؤول عسكري يمني لـ العرب اليوم " مفضلاً عدم نشر اسمه أن جماعة الحوثي نشرت عددًا من المسلحين في المبنى الرئيسي لوزارة الدفاع وأمام البوابة الرئيسية للوزارة ونشرت عددًا من الأطقم المسلحة حولها ومنعوا الموظفين من الدخول إليها دون معرفة الأسباب.
وأضاف المسؤول ذاته أن مسلحي جماعة الحوثيين أحكمت قبضتها على وزارة الدفاع اليمنية وتم منع الموظفين من الدخول إلى الوزارة دون أن يوضح الحوثيين سبب منع الموظفين من الدخول إلى أماكن عملهم في الوزارة فيما لم تصدر السلطات اليمنية تعليقاً يخص الموضوع.
وجاء منع الحوثيين موظفي وزارة الدفاع من الدخول إليه بعد يوم من تمكن رئيس الأركان من العمل في الوزارة والدخول إليها حيث إن الحوثيين منعوه في وقت سابق من العمل في الوزارة احتجاجًا على قرار تعيينه.
ومن جهة أخرى، أدان سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية لدى اليمن في بيان مشترك لهم استخدام أي طرف للعنف أو التهديد باستخدامه بحجة تعزيز اتفاقية السلم والشراكة أو مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في إشارة إلى جماعة الحوثي التي تواصل أعمالها العسكرية في محيط العاصمة صنعاء والعديد من المناطق الأخرى.
وأوضح البيان أن سفراء مجموعة الدول العشر تابعوا بقلق متزايد محاولات التأجيل والتصنّع من الأطراف في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وتدعو مثل هذه التصرفات إلى التساؤل حول مدى سلامة نية هذه الأطراف عندما وقعت على الاتفاق.
وأعرب السفراء عن قلقهم البالغ من عدم التزام المسلحين الحوثيين ببنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية المتعلق بإزالة جميع نقاط التفتيش غير التابعة للدولة في صنعاء ومحيطها عند البدء في تشكيل الحكومة الجديدة، بالإضافة إلى قلقهم من عدم تطبيق الملحق الأمني باتفاق السلم والشراكة الوطنية بخصوص وقف جميع أعمال القتال ووقف إطلاق النار في الجوف ومأرب فورًا.
وأشار السفراء إلى أن السبيل الوحيد لتثبيت أمن اليمن على أساس دائم هو تضافر جهود جميع الأطراف من أجل بناء قوات مسلحة يمنية ذات حجم وهيكلة مناسبين ومكونة من جميع مناطق البلد… ونشجع في هذا السياق على دمج القوات المسلحة عبر عملية متفق عليها لنزع السلاح ، وندين أي محاولات خارج إطار هذه العملية لدمج قوات أنصار الله (الحوثيون) في القوات المسلحة.
ودعا سفراء مجموعة الدول العشر جميع الأطراف في اليمن إلى اتخاذ خطوات عملية في سبيل تنفيذ البنود المتعلقة بالتحضيرات للسجل الانتخابي الجديد والاستفتاء على الدستور، والانتخابات وتطبيق بند اتفاق السلم والشراكة الوطنية المتعلق بتحقيق التوافق على الدستور الجديد وكذا وقف التصعيد السياسي والجماهيري والإعلامي والحملات التحريضية.
وجاء هذا البيان في الوقت الذي يواصل فيه المسلحون الحوثيون الذي يطلقون على أنفسهم "أنصار الله" عملياتهم العسكرية في منطقة أرحب القبلية الاستراتيجية المحاذية للعاصمة صنعاء بعد أن سيطروا عليها بالكامل الاثنين، وشنوا حملة تطهير طائفي ومذهبي وتدمير لمنازل خصومهم السياسيين من رجال القبائل ودمروا حتى صباح الثلاثاء 3 مدارس لتعليم القرآن الكريم بذريعة أنها تابعة لحزب الإصلاح المناوئ للحوثيين، بالإضافة إلى قتل وإصابة وملاحقة العديد من رجال القبائل.
وخلقت المواجهات المسلحة بين الحوثيين ورجال القبائل في منطقة أرحب القبلية والعديد من المناطق الأخرى حالة من القلق البالغ في الأوساط السياسية والاجتماعية نظراً لعدم التزام المسلحين الحوثيين بأي عهود يوقعون عليها أو يتعهدون بتنفيذها، حيث نفذوا عملياتهم العسكرية في أرحب عقب توصّلهم إلى اتفاق مع مشايخ القبائل تسمح لهم بالعبور فقط في مناطق قبائل أرحب وعدم التمركز فيها.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر / أيلول الماضي بعد أسابيع من الاضطرابات المناهضة للحكومة.
وتشعر الولايات المتحدة ودول غربية وخليجية أخرى بالقلق من غياب الاستقرار في اليمن والذي يمكن أن يعزز تنظيم "القاعدة" وأيدت التحول السياسي منذ عام 2012 الذي يقوده هادي.
وتسيطر جماعة الحوثي، على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران، بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول في المنطقة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران.
ورغم توقيع الحوثيين اتفاق " السلم والشراكة " مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة. وبسط نفوذهم في كل مؤسسات الدولة .
أرسل تعليقك