أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنَّ النظام الدولي الذي تمثله الأمم المتحدة ومجلس الأمن، الذي يفترض به أن يحل المشاكل ويحمي سيادة البلدان المختلفة ويمنع الحرب أخفق فعليا في أداء مهمته.
وأضاف الأسد في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي الرسمي (ار تي بي) بثها مساء الثلاثاء: أنَّ المعارضة المعتدلة مجرد "وهم" وأنَّ من يسيطر على ساحة التطرف في سورية إما "داعش" أو "النصرة" بشكل أساسي وبعض الفصائل الأخرى الأصغر.
ولفت الرئيس الأسد إلى أنَّ المسؤولين الغربيين ليست لديهم الإرادة لمحاربة التطرف بدليل أنَّ الأميركيين أعلنوا تدريب خمسة آلاف مقاتل الذين سيمثلون دعما آخر للمتطرفين.
وشدد الأسد على تصميم الشعب السوري على محاربة التطرف والدفاع عن البلد وتحدي الهيمنة، ﻻفتًا إلى أنَّ رقم الضحايا السوريين الذي تورده وسائل الإعلام "مبالغ فيه".
واعتبر أنَّ المسألة ليست بشأن ما إذا كانوا بمئات الآلاف أو عشرات الآلاف.. فالضحايا ضحايا.. والقتل قتل.. والتطرف تطرف. والمسألة ليست مسألة أرقام تمثل في شكل بياني أو جدول إحصائي، مشددًا على أنَّ المسألة تتعلق بأسر فقدت أفرادها وأحباءها وأقاربها فلقد أثرت هذه الأزمة في كل جزء من سورية وفي كل مواطن سوري بصرف النظر عن انتمائه أو ولائه.
وأوضح أنَّ الأزمة أثرت في مصادر رزقهم وغذائهم وأدويتهم والرعاية الصحية التي يتلقونها والمتطلبات الأساسية كالتعليم، ودمرت مئات المستشفيات وآلاف المدارس وهناك عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف من التلاميذ الذين لا يذهبون إلى مدارسهم، كل ذلك من شأنه أن يوفر بيئة خصبة ينمو فيها التطرف.
وشدد على أنَّه ﻻيمكن أن نقول إنَّ سورية انتهت كدولة عندما يكون الشعب موحدًا وراء حكومته وجيشه ويحارب التطرف وفي وقت لا تزال المؤسسات تعمل، فمازلنا نقدم الدعم الحكومي وندفع الرواتب حتى في المناطق الواقعة تحت سيطرة المتطرفين أنفسهم لأنَّ هؤلاء موظفون وينبغي أن يستلموا رواتبهم، كما أننا نرسل اللقاحات اللازمة للأطفال في تلك المناطق.
ونفى الأسد بشكل مطلق التعامل مع "داعش"، موضحًا أنَّه يتم التعامل مع المدنيين الذين يتوسطون مع المتطرفين أو المسلحين.
وأكد أنَّ دور الجيش السوري كأي جيش وطني هو حماية كل مواطن بصرف النظر عن انتمائه أو دينه أو طائفته أو عرقيته، إلا أنَّ العقبة الرئيسية التي تحول دون تمكن الجيش السوري من قيامه بذلك تماما هو الدعم اللامحدود الذي يقدم لأولئك المتطرفين من الدول الغربية والإقليمية.
وأبرز الأسد أنَّ الحل في سورية هو حل سياسي، مشيرًا إلى أنَّ الحكومة السورية لم تكن هي من اختار الطرف الآخر في جنيف، فلقد تم اختياره من الغرب وتركيا والسعودية وقطر، ولم تكن المعارضة التي أجرينا حوارًا معها معارضة سورية.
وأشار إلى أنَّ المعارضة الوطنية هي تلك التي تعمل من أجل السوريين والدفاع عن البلاد وتمثل السوريين أو جزءً منهم.
وفي جوابه على سؤال بشأن التواصل مع الائتلاف الوطني؛ أكد الأسد أنَّه تم اختبار كل الحلول الممكنة كي لا يتمكن أحد أن يقول "لو فعلوا هذا لما كان حدث ذاك"، معتبرًا أنَّ الائتلاف ليس له أي نفوذ على الأرض في سورية لا على المسلحين ولا على المتطرفين ولا على أي شخص أو مجموعة.
وأشار الأسد إلى عقد مصالحات ناجحة في مناطق معينة مع المسلحين، معتبرًا أنَّ هذا يُعد حلًا سياسيًا واقعيًا جدًا، وأنَّ ما حصل في موسكو يختلف عما حصل في جنيف لأنَّه تمت دعوى بعض أطراف المعارضة لأننا لا نستطيع التحدث عن معارضة واحدة. فهناك معارضة عديدة مختلفة لا يمكن وضعها جميعا في سلة واحدة.
ولفت إلى أنَّ زيارة الوفد الفرنسي إلى سورية نظمت بشكل رسمي مع الحكومة، وكان لدى الوفد جدول أعمال، وقد تم ترتيب ذلك قبل أسابيع ولم تكن مفاجئة، مؤكدا وجود انطباع قوي بأنَّها تمت بعلم المسؤولين الفرنسيين الذين لم يعارضوها.
وأكد الأسد دعم الجيش السوري للأكراد قبل قضية عين العرب "كوباني" لأنَّ الأمر لم يبدأ عندها، مضيفًا :كنا نقدم الدعم قبل أن يبدأ التحالف بتقديم الدعم للأكراد، كنا نرسل لهم الأسلحة.
وتابع: بالطبع سيقولون إنَّ ذلك لم يحدث لأن الأميركيين قالوا لهم "قولوا لا ونحن سنساعدكم"، إذا قالوا نعم فإن الأميركيين سيغضبون منهم، أقول هذا احتياطًا لأيَّة تصريحات من قبلهم بأننا لم نكن ندعمهم، مضيفًا: لدينا كل الوثائق بشأن الأسلحة التي كنا نرسلها لهم إضافة إلى الضربات الجوية وعمليات القصف وغير ذلك
أرسل تعليقك