أكد رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، أنَّ "العراق يقوم حاليًا بتعزيز علاقاته مع دول الجوار كافة، ليتمكن معها من محاربة العدو المشترك المتمثل في تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بفعالية أكبر".
وأضاف العبادي، في كلمته أمام مؤتمر وزراء خارجية دول التحالف ضد "داعش" الذي يعقد حاليًا في العاصمة البلجيكية بروكسل، أن "الأسابيع الماضية، شهدت إجراء اتصالات وثيقة جدًا وفعالة على مستويات عليا، مع دول الجوار كافة، مبينًا أن تلك "الاتصالات أسفرت عن اتفاقات لتعزيز التعاون الأمني والاستخباري لهزيمة داعش".
وأكد رئيس الحكومة العراقية، "سعي العراق توسيع آفاق التعاون في مجالات الاقتصاد والنفط والاستثمار والتجارة وحماية الحدود، مع دول الجوار وبلدان أخرى، وتشكيل واجهة دفاعية مشتركة تقف في وجه "داعش"، وبلورة استراتيجية جديدة لمعالجة المشاكل الإقليمية التي تؤدي إلى تفشي التطرف الدولي"، مشيرًا إلى أن "العراق يبذل جهودًا كبيرة لحماية المكتسبات الديمقراطية، سواء من خلال إعادة تشكيل الحكومة أم مصالحة الوطنية أم من خلال مقاومة "داعش" وإعادة علاقات العراق مع الدول المجاورة".
ورأى العبادي، أنَّ "التحديات التي تواجه العراق لا يمكن أن تتصدى لها دولة واحدة بمفردها، لأنه يحارب أكبر المنظمات المتطرفة الدولية الممولة والمنظمة والمجهزة بأفضل ما يكون على مستوى العالم"، مضيفًا "رسالتي إليكم جميعا هي أننا نؤدي ما علينا، لكننا بحاجة لمساعدتكم".
واستطرد رئيس الحكومة أنَّ "العراق يحتاج على الصعيد العسكري، إلى الإسناد الجوي والتدريب والتسليح وبناء قدرات القوات الأمنية"، مسترسلًا "كما أنه بحاجة إلى دعم دول الجوار وحلفائه في صراعه لوضع حد لتسلل المقاتلين الأجانب إلى داخل أراضيه".
وزاد العبادي "لأجلنا وأجلكم، ينبغي ألاّ يكون العراق ساحة لتدريب المتطرفين من كل بقعة توجد فيها مشاكل على وجه الأرض"، وواصل أن "داعش لا يستقطب مقاتليه من أنحاء العالم كله حسب، إنما يتلقى تمويله من معظم دول العالم أيضًا، لذا نحتاج من المجتمع الدولي، بما فيه مؤسساته المالية، أن يجمد تمويل ذلك التنظيم ويوجه دعوة لإيقاف حركة الأموال والذخائر غير المقيدة إلى أولئك المتطرفين الدوليين".
وأوضح رئيس مجلس الوزراء العراقي أنَّ "العنف المتطرف مستوحى من الأيديولوجيات الفاسدة، ونحن بحاجة لأن تقوم الدول المجاورة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمكافحة مفاهيم أيديولوجيات داعش"، مضيفًا "كما أننا بحاجة لدعم المجتمع الدولي في معالجة الأزمة الإنسانية التي سببها داعش، لئلا يتم تجنيد اللاجئين الذين هجّروا بسبب التطرف في موجات أخرى من أعمال العنف المتطرف".
وذكر العبادي، أنَّ "الأعمال المتطرفة التي قام بها داعش، والحرب في سورية، تسببت في نزوح قرابة مليوني شخص، يتواجدون ضمن الحدود العراقية"، داعيًا المجتمع الدولي والمشاركين بخاصة، إلى "تقديم مساعدات إنسانية لتلبية احتياجاتهم لاسيما مع قدوم فصل الشتاء".
وأضاف رئيس الحكومة العراقية، أنَّ "المناطق التي حررت من سيطرة داعش وتلك التي سيتم تحريرها، بحاجة إلى حملة إعادة إعمار عاجلة، لتشجيع سكانها على العودة إلى منازلهم وخلق الوظائف والتصدي لبعض الأسباب المباشرة لنشوء داعش"، عادًا أن ذلك "يتطلب وجود صندوق لإعادة الإعمار".
وأقر العبادي، بأن "العراق يعاني من نقص في التمويل بسبب تراجع صادرات النفط وتدني أسعاره العالمية، وتوقف صادرات الشمال منذ استيلاء داعش على الموصل"، مبينًا أن "الحكومة خصصت أموالًا هائلة من موازنتها لإغاثة اللاجئين، برغم أن الأمم المتحدة تحملت جزءًا من عبء المساعدات الإنسانية، لكن العراق يحتاج إلى مساعدة المجتمع الدولي بأكمله لإيواء وتضميد جراح ضحايا العنف".
وشدد رئيس الحكومة العراقية، على أن "العراق لن يتمكن من هزيمة المتطرفين الدوليين الحاقدين الذين يعتاشون على الفشل، إلا بعد إعادة بناء عراق آمن ومستقر في شرق أوسط آمن ومستقر".
وتابع "بما أن داعش يمثل عدوًا مشتركًا لذلك ينبغي أن تكون هزيمته من خلال الجهود المشتركة أيضًا".
وأعرب العبادي، عن تفاؤله بأن "المشاركين في المؤتمر سيبذلون ما بوسعهم لمكافحة المتطرفين، كما يفعل العراق حكومة وشعبًا"، معتبرًا أن على الجميع "ترجمة الأقوال إلى أفعال".
أرسل تعليقك