أسفرت الاشتباكات بين قوات "البيشمركة" ومسلحي "داعش" وقصف لطيران التحالف الدولي جنوب وغرب كركوك عن قتل وجرح العشرات من عناصر التنظيم، فيما قتلت القوات الأمنية العراقية سبعة آخرين بعد إحباط هجوم لهم في قضاء بلد جنوب تكريت في محافظة صلاح الدين.
يأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز، الجمعة، أنَّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعطى تأكيدات بأنَّ القوات الأميركية ستحصل على حصانة من المحاكمة على أساس اتفاقية الإطار الإستراتيجي، لافتًا إلى أنَّ هذه القوات سيكون لها دور مختلف.
ورفض السفير الأميركي التعليق في مقابلة مع وكالة "الاسوشيتد برس"، على إذا ما كانت هناك حاجة لوجود قوات برية أميركية لهزيمة تنظيم "داعش".
ومن ناحيته، أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، في تصريح إلى شبكة "بي أف أم تي في" التلفزيونية، أنَّ الطائرات الفرنسية نفذت 120 إلى 130 مهمة بين العمليات الاستخبارية والقصف على مواقع تنظيم "داعش" المتطرف، وذلك منذ بدء ضربات التحالف.
وأضاف لورديان، "إننا مصممون تمامًا على منع تنظيم داعش المتطرف من احتلال العراق"، مبينًا أنَّه "بفضل عمل الائتلاف الدولي أوقفنا توسع داعش لكن الوقف لا يعني أنَّ الحرب انتهت"، مؤكدًا أنَّ "التحالف يؤمن دعمًا جويًا حتى تتمكن القوات العراقية من استعادة الأراضي التي خسرتها تدريجيًا".
وفي سياق آخر، أكد نائب رئيس مجلس المحافظة فالح العيساوي، أنَّ الحكومة الاتحادية زودت المحافظة بما تمتلك من تعزيزات أمنية ولوجستية لمواصلة قتال "داعش"، لكن ما وصل إلى المحافظة لا يزال دون مستوى الطموح.
وأوضح العيساوي أنَّ ما هو موجود حاليًا من أفراد داعش في عموم المحافظة لا يتجاوز 1000 عنصر، مشيرًا إلى أنهم يعتمدون على إجرامهم في بث الرعب في النفوس.
وفي سياق المعارك على الأرض، أكد مصدر في قوات "البيشمركة"، الجمعة، أنَّ اشتباكات اندلعت، في ساعة متقدمة من ليل أمس الخميس، بين قوات "البيشمركة" وعناصر تنظيم "داعش" قرب جسر مريم بيك على الطريق الرابطة بين كركوك وناحية الرشاد، حيث استهدفت "البيشمركة" تجمعات "داعش" بالمدفعية وبمساندة طيران التحالف الدولي، مما أسفر عن مقتل تسعة من عناصر التنظيم بينهم انتحاري حاول تفجير نفسه على نقطة تابعة لقوات "البيشمركة"، مبينًا أنّ "البيشمركة" نصبت كمينًا استهدف سبعة عناصر من التنظيم قرب منطقة الدواجن وتم قتلهم جميعهم.
وأضاف المصدر أنَّ طيران التحالف الدولي قصف أربع عجلات قرب قاعدة البكارة التي كانت إحدى مقار الجيش قبل العاشر من حزيران/ يونير، والواقعة بين قضاء الحويجة وناحية الرياض غرب كركوك، وتم حرقها فضلًا عن تدمير عجلتين قرب خربة عزيز التابعة لقضاء الحويجة.
وأشار إلى أنَّ طيران التحالف الدولي قصف أيضًا نقطة تفتيش لتنظيم "داعش" قرب مكتب خالد، وأخرى قرب قرية الشيخ عيسى، وأخرى قرب ملا عبد الله غرب كركوك، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم.
وفي صلاح الدين، أحبطت، صباح الجمعة، القوات الأمنية و"الحشد الشعبي"، هجومًا لمسلحي "داعش" على قضاء بلد، جنوب تكريت، مما أسفر عن مقتل سبعة مسلحين منهم، حسبما أفاد مصدر أمني.
وبيّن المصدر، أنَّ القوات الأمنية تمكنت أيضا من تدمير آلية تابعة لمسلحي "داعش" أثناء محاولتهم الهرب، وفي ديالى، هاجم في ساعة متأخرة من ليلة أمس عناصر من "داعش" نقاط أمنية مرابطة على ناظم البو طلحة الاروائي في الحدود المشتركة بين ديالى وصلاح الدين، وتصدت لهم قوات الأمن و"الحشد الشعبي".
وأكد أنَّ الاشتباكات أسفرت عن قتل 6 متطرفين وإصابة عدد آخر بجروح وتدمير عدد من الآليات، فيما قتل عنصران من "الحشد الشعبي" وأصيب 6 آخرون بجروح متفاوتة، مبينًا أنَّ عناصر "داعش" أجبروا على التراجع والفرار نحو حدود محافظة صلاح الدين.
ولازالت المناطق المشتركة بين ديالى وصلاح الدين تشكل أكبر وأخطر معاقل تنظيم "داعش" نتيجة للطبيعة الجغرافية الوعرة لتلك المناطق.
أرسل تعليقك