العلاقة بين السلفيين وحزب النهضة التونسي تدهورت في الأسابيع الأخيرة
آخر تحديث GMT20:27:05
 العرب اليوم -

الحكومة تحتاج إلى الفطنة في التعامل مع الأطياف الأصولية المختلفة

العلاقة بين السلفيين وحزب "النهضة" التونسي تدهورت في الأسابيع الأخيرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العلاقة بين السلفيين وحزب "النهضة" التونسي تدهورت في الأسابيع الأخيرة

صورة لاعمال العنف  في تونس

صورة لاعمال العنف  في تونس لندن ـ سليم كرم تعرضت الحكومة التونسية الإسلامية المعتدلة التي يقودها حزب "النهضة" لكثير من الانتقادات في الماضي بسبب تسامحها ولينها مع أعضاء الحركة السلفية التونسية المتشددة دينيًا، والتعامل معهم بحسن نية، وتبسيط زائد لنظرتهم الدينية، أما الآن فقد تغيرت الأمور، مما يحتاج حكمة في التعامل مع أطياف التيار السلفي التونسي المختلفة.
وتشير صحيفة "غارديان" البريطانية إلى أن العلاقة بين السلفيين وحزب "النهضة" تدهورت على مرأى من الجميع في الأسابيع الأخيرة، وكان الأسبوع الماضي بمثابة نقطة تحوّل في العلاقة بينهما، فقد دخلت الشرطة التونسية في صدام مع جماعة "أنصار الشريعة" السلفية في وسط مدينة القيروان وفي حي التضامن، حيث كان السلفيون يحاولون عقد مؤتمرهم السنوي من دون تصريح رسمي.
وفي هذا السياق، تشير شيريل جاكوبس مراسلة صحيفة "غاريان" في تونس إلى أن الصدام أسفر عن مقتل أحد المتظاهرين بالرصاص، بالإضافة إلى إصابة 15 من رجال الشرطة.
وربط رئيس الوزراء التونسي علي العريض وللمرة الأولى بين جماعة "أنصار الشريعة" وبين الإرهاب، وقد شهدت عطلات نهاية الأسبوع الثلاثة الأخيرة مواجهات بين الطرفين، حيث قامت الشرطة في بداية الأمر بتفريق السلفيين الذين يحاولون إقامة خيام للوعظ الديني في أنحاء متفرقة من تونس، ثم أعقب ذلك أعمال عنف في أيام الجمعة التي تلت ذلك.
وتقول الصحيفة "إن قيام الحكومة التونسية بتبني اتجاه قوي ومتشدد على نحو مثير ضد السلفيين يمكن أن يكون بمثابة محاولة لاستعادة مصداقيتها الأمنية.
وفشل الجيش التونسي في التعامل مع المتطرفين "الجهاديين" الذين يرتبطون بتنظيم "القاعدة" والذين يختبئون على الحدود الفاصلة بين تونس والجزائر.
وتقول الصحيفة: إن الموقف الحازم والعنيف ضد السلفيين الذين يشتبه الكثيرون في تونس في ارتباطهم بأنشطة إرهابية، يُعد بمثابة إستراتيجية سياسية مغرية بالنسبة إلى حزب "النهضة" المتعطش حاليًا إلى أن يثبت للمشككين أنه قادر على التعامل بقسوة وحزم مع الإرهاب.
ومع ذلك، فإن حزب "النهضة" كما تقول الصحيفة يفتقد إلى المكر والحيلة في التعامل مع السلفيين، فالسلفيون يعتنقون الكثير من الأفكار المتفاوتة، وأن هذه الأفكار والمعتقدات ليست كلها خطيرة، ومن بينهم جماعة "أنصار الشريعة".
وتقول الصحيفة "إن منع عقد مؤتمر سنوي لهم ومنعهم من إلقاء خطب الوعظ الدينية يمكن أن يدفع بالسلفيين الذين ينبذون العنف إلى القيام بأعمال عنف بدافع الإحباط".
ولهذا، فإن المطلوب من حزب "النهضة" أن يقوم بدلاً من ذلك بتبني سياسة أكثر براعة وأكثر فطنة، حيث يميز من خلالها بين ثلاثة أنواع من السلفييين، وهم كما تقول مراسلة "غارديان"، السلفيون الملتزمون حرفيًا بالنصوص الدينية وهم سلفيون بعيدون تمامًا عن السياسة، ولا يهمهم سوى الدعوة للدين الإسلامي، وهناك أيضًا السلفيون الجهاديون الذين يرفضون استخدام العنف داخليًا (ومن بينهم بعض من أعضاء جماعة أنصار الشريعة)، أما النوع الثالث فهم الجهاديون السلفيون الذين يتبنون الإرهاب الداخلي.
ولا بد هنا من تسامح حزب "النهضة" مع النوع الأول، وأن يجر النوع الثاني نحو السياسة السائدة، أما النوع الثالث فهو يحتاج من الحزب التعامل بحزم وقوة، من خلال القيام بشن حملات وعمليات تستهدف الأنشطة الإرهابية.
وتضيف "إن السماح للنوع الأول بإلقاء الخطب والمواعظ في الشوارع أمر سهل، أما حرمانهم من ذلك الحق فهو عمل غير ديموقراطي وعمل استفزازي على نحو خطير".
أما التعامل مع النوع الثالث فهو عملية شائكة، إذ إن هناك في جماعة أنصار الشريعة من يقوم على سبيل المثال بالثناء علانية على تنظيم "القاعدة"، كما أن زعيم الجماعة هدد بشن حرب ضد الحكومة التونسية، كما أن بعض من عناصرها يتحمل مسؤولية الهجوم على السفارة الأميركية في تونس خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
ومع ذلك، فإنه وعلى الرغم من أن غالب أعضاء الجماعة قد اعتنقوا أفكارًا جهادية إلا أن قطاعًا عريضًا منهم يرفض شن حرب جهادية داخل تونس، حيث يُفضلون بدلاً من ذلك شن الحرب الجهادية في الخارج، أي في سورية وأفغانستان.
وتتابع أن الجماعة تروج لسياسات دينية كان لها مذاق مرير في الأوساط الغربية والأوساط العلمانية التونسية، حيث تريد أنصار الشريعة في إطار سعيها لسياحة حلال أن يقل تركيز تونس على السائح الغربي، ويزيد التركيز على السائح الإسلامي، وخاصة القادم من أوروبا، والواقع أن مثل هذه الرغبة ليست رغبة حمقاء، إذ إن اهتمام العالم السياحي حاليًا بالسياحة الحلال في تزايد مستمر والنموذج في ذلك كل من ماليزيا وتركيا، كما أن جماعة "أنصار الشريعة" تدعم أيضًا توحيد التجارة الإسلامية، وإجراء إصلاحات مالية، وعلاج التفاوت التعليمي.
ويتطلع الكثير من أفراد "أنصار الشريعة" في حماس إلى تحسين الخدمات العامة في مجتماعتهم المحلية أيضًا، فهم يقدمون الخدمات المحلية التي لا تقدمها الحكومة في المناطق الفقيرة مثل تنظيف الشوارع والتعليم وحسم الخلافات والنزاعات المحلية.
وتُعَد جماعة "أنصار الشريعة" جزئيًا ضمن النشطاء الذين يتطلعون لرسم ووضع السياسات، وتحسين أحوال الكثير من الفقراء في تونس.
ويمنح هذا في حد ذاته حزب "النهضة" فرصة للتعاون معها، إذ لا بُد وأن يقوم حزب "النهضة" بدمج هؤلاء السلفيين في إطار العملية السياسية، ومن خلال الحوار معهم فإنه من المرجَّح أن يعتنق الجهاديون السلفيون أفكارًا أكثر اعتدالاً.
وفي الوقت نفسه، فإن الحكومة التونسية لا بُد وألا تتسامح مع النوع الثالث من السلفيين الذين يحرضون على العنف، كما لا بُدّ أن تحقق مع السلفيين المشتبه في تورطهم في أنشطة إرهابية، كما أن السلطات في حاجة إلى قمع الجماعات التي تستخدم المساجد كمخازن للسلاح وتهريب المخدرات.
وينبغي كذلك معاقبة السلفيين الذين يستهدفون التونسيين الذي يعتبرونهم غير إسلاميين، مثل الفنانين وبائعي الخمور والمرأة غير المحجبة.
وتختتم الصحيفة "إن السلفية في تونس تحتاج من حزب (النهضة) إلى نظرة عميقة للنفاذ إلى إفكارها المتفاوتة والمتباينة، وذلك حتى يمكن أن تميز من يمكن التحاور معه ومن لا يمكن التحاور معه، ولو حاول حزب (النهضة) أن يزيد من سخونة المواجهة مع (أنصار الشريعة) فإن النار سوف تحرقه وحده".
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاقة بين السلفيين وحزب النهضة التونسي تدهورت في الأسابيع الأخيرة العلاقة بين السلفيين وحزب النهضة التونسي تدهورت في الأسابيع الأخيرة



GMT 17:49 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 13 شخصا في هجوم نسب لقوات الدعم السريع في وسط السودان

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab