العنف الطائفي يتسبب في إخلاء البلدات المسيحية السورية من سكانها
آخر تحديث GMT18:56:29
 العرب اليوم -

أكّدوا أن قلوبهم يعتصرها الألم بشأن اجتثاث تاريخهم الطويل

العنف الطائفي يتسبب في إخلاء البلدات المسيحية السورية من سكانها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العنف الطائفي يتسبب في إخلاء البلدات المسيحية السورية من سكانها

العنف الطائفي يتسبب في إخلاء البلدات المسيحية السورية من سكانها

لندن - سليم  كرم أُخليت المدن والقرى في سورية والتي كانت موطنًا للمسيحيين منذ مئات السنين تمامًا من قاطنيها إما بسبب العنف الطائفي أو عمليات الاختطاف المستهدفة. يقول السكان "إن عشرات الآلاف من المسيحيين السريان - أعضاء  أحد أقدم مجتمع مسيحي في العالم - فروا من محافظات أجدادهم  في دير الزور والحسكة في شمال شرقي سورية".
ويقول زعيم المسيحية السريانية في الحسكة أيشو جوري "إنه يحطم  قلبي أن أفكر كيف يتم اجتثاث تاريخنا الطويل".  وروى جوري لـ "ديلي تلغراف" البريطانية، كيف ظل يشاهد ،  على مدى العامين الماضيين، عشرات الاسر المسيحية تحزم  أمتعتها وتفر من الحسكة من دون ان يكون لدى الكثير منهم أي خطط للعودة".
وأضاف جوري إن الصراع الدائر فى المنطقة، والظروف  الاقتصادية البائسة، وغياب القانون، الى جانب الاضطهاد من قبل  الجماعات المتمردة التي تتصور أن المسيحيين يدعمون النظام،  تظل هي الأسباب الرئيسية لفرار العائلات المسيحية من المنطقة. واستهدف الوجود المتزايد للجماعات الجهادية المتطرفة، بما  في ذلك تنظيم القاعدة، السكان المسيحيين. وقال أحد السكان المسيحيين من الحسكة ، والذي اختطفه  جهاديون. "الأمر بدأ بالاختطاف من أجل المال، ولكن بعد ذلك بدؤوا يقولون لي إنني يجب أن أعبد الله" ، حتى يتركوني"
وأضاف "كنت مع خمسة آخرين، وكنا مقيدين بالحبال ومعصوبين  الأعين ونجلس باستمرار على ركبنا، وقد اقترب مني أحد الخاطفين  واتكأ قريبا جدا من وجهي ، لدرجة انه كان في إمكاني أن أشعر  بأنفاسه وهمس لي: "لماذا لا تصبح مسلمًا وحينها يمكنك أن تكون  حرا". وقال مسيحي آخر من الحسكة انه يعرف شخصيًا خمسة أشخاص  تحولوا عن دينهم قسراً  في الأسابيع الأخيرة. وكان حزب جوري "اتحاد المسيحية السريانية" لفترة طويلة ضمن
المعارضة لحكم الرئيس بشار الأسد.
بينما كانوا يتحدثون إلى التلغراف، كان أعضاء الحزب كارهون  لانتقاد المتمردين من المعارضة، ولكن الكثير منهم اعترف أن  الوضع أصبح من السوء بمكان لدرجة انه لا يمكن التغاضي عن  الحديث عنه. لفترة طويلة ، كانت الحسكة وغيرها من المدن في شمال شرقي  سوريا ، واحدة من المراكز السكانية الرئيسية للمسيحيين، الذين  يشكلون ما يقرب من 10 %  من سكان البلاد. ويقّدر السكان أن  حوالى ثلث المسيحيين في شمال شرقي سورية، على الأقل، لاذوا  بالفرار وأن قليلاً منهم فقط من المتوقع ان يعود مرة أخرى ويقول أحد مسيحىّ الحسكة الذي هرب من المنطقة: " المتمردون  يقولون إن علينا دفع مبلغ من المال للثورة ابن عمي مزارع، وأراد  الاطمئنان على أرضه، وحذرته أنه ينبغي أن يأخذ معه بعض أفراد  الأمن المسلحين لكنه رفض، فخطفته مجموعة من حظيرة مزرعته.  وكان علينا دفع 60 ألف دولار (52 الف جنيه إسترلينى) لإطلاق  سراحه. إنهم ينهبون المسيحيين". وعلى الرغم من اتهامهم من قبل بعض جماعات المعارضة بدعم  الرئيس السورى بشار الأسد، إلا ان غالبية المجتمع المسيحي في  سورية تجنب الانحياز لأحد الجانبين والتزم الحياد حفاظاً على  حياته  لكن هذه الإستراتيجية تركت المسيحيين عزلاً في مواجهة الهجمات  الطائفية والانفلات الأمني ​اللذين يهيمنان الآن على المناطق الواقعة  تحت سيطرة المتمردين. ففي العام الماضي، عندما انسحبت القوات الحكومية لخارج محافظة الحسكة، تاركين المنطقة في أيدي  الجماعات الكردية المتمردة والمعارضة السنية، تحول المسيحيون  الى هدف سهل. ويقول مسيحي يدعى يوسف ويعيش في الحسكة: "إن المسيحيين  هم المجتمع الوحيد الذي ظل بلا حماية ، فالعرب يحصلون على  الأسلحة من السعودية وقطر، والأكراد يحصلون على المساعدة من  كردستان ، أما نحن فليس لدينا أسلحة على الاطلاق".  وقال السكان إن العديد من المسيحيين حاولوا الانضمام إلى التمرد  ضد الرئيس الأسد، ولكن تم تهميش جهودهم في وقت مبكر من  قبل جماعات سنية متمردة تتبنى التفكير الطائفي. وأضاف يوسف: "نحن لسنا مع الحكومة ، والعديد من الاسلاميين  لا يرغبون ان ننضم لهم في التظاهرات . لقد حاولنا المشاركة لكننا  لم نٌعطَ أي دور ، وشعرنا كما لو كان هناك إستراتيجية لاستبعاد  المسيحيين.. من الثورة ". بسام اسحاق، وهو عضو مسيحي في تكتل المعارضة الرئيسي " الائتلاف الوطني السوري" ، ومن الحسكة، قال انه وزملاؤه حاولوا  "عدة مرات" الوصول لمسؤولين غربيين لكلب أسلحة للجماعات  المسيحية للدفاع عن مناطقهم. وأضاف "الغرب فقط يريد تسليح العلمانيين أو أصدقاءهم من  السوريين"، ونحن، المسيحيين السريان، الاثنين معًا. نحن نريد  السلاح لحماية مجتمعاتنا . لقد تحدثنا إلى دبلوماسيين غربيين طلبًا  للمساعدة، لكن الكل تجاهلنا".
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنف الطائفي يتسبب في إخلاء البلدات المسيحية السورية من سكانها العنف الطائفي يتسبب في إخلاء البلدات المسيحية السورية من سكانها



GMT 17:49 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 13 شخصا في هجوم نسب لقوات الدعم السريع في وسط السودان

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديد الذي يمكن استكشافه!

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 09:19 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 16:12 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتلال الإسرائيلي ينذر بإخلاء 5 مناطق شمال غزة

GMT 09:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الكرة المصري يحقق في تسريب محادثات حكام المباريات

GMT 02:09 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الصحة اللبنانية تعلن مقتل 40 في غارات إسرائيلية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab