وزارة الدفاع العراقيّة تبدأ عملية عسكريّة واسعة النطاق في الفلوجّة وتستهدف أوكار "داعش"

أعلنت وزارة الدفاع العراقيّة، الجمعة، عن بدء عملية عسكريّة واسعة، ومباغتة، على أوكار تنظيمي "داعش" و"القاعدة" في الفلوجة، مؤكّدة أنها تمكّنت من قتل الكثير من العناصر المسلحة، والاستيلاء على أسلحتهم، وتدمير أوكارهم، ومتعهدت بأنها ستكون القوة الضاربة على رأس من تسوّل له نفسه الاعتداء على العراقيين.
يأتي هذا فيما تسبّبت عملية تغيير روتينيّة في المواقع العسكريّة بوقوع معارك جديدة في مدينة الفلوجة العراقيّة، ما أسفر عن سقوط نحو 27 شخصًا بين قتيل وجريح، فيما أدى هجوم مسلّح إلى مقتل شرطي وإصابة ضابط في تكريت، بينما انفجرت عبوة ناسفة، الجمعة، جنوب كركوك، أصابت 6 جنود بجراح متفاوتة.
وأوضحت وزارة الدفاع، في بيان لها، تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أنَّ "القوّات المسلّحة، من القطعات البرية وجهاز مكافحة الإرهاب وسلاح القوّة الجوية وقيادة طيران الجيش، بالتعاون مع قوّات وزارة الداخلية، وشيوخ، وأبناء عشائر الأنبار، قامت بعملية عسكرية واسعة ومباغتة، على أوكار عصابات داعش والقاعدة، ومن تحالف معهم، على محاور عدة، في مناطق الفلوجة، والسجر، والفلاحات، والنعيمية، والجامعة، وجسر التفاحة، الذي يعدُّ الممر الرئيس لعصابات داعش، وغيرها من الأهداف".
وأضافت أنَّ "القوّات استطاعت قتل الكثير من عصابات داعش المجرمة، والاستيلاء على أعداد كبيرة من أسلحتهم، وآلياتهم، وتدمير الكثير من أوكارهم"، مبيّنة أنها "لا زالت تديم الزخم، بغية مطاردة الفارين من تنظيم داعش"، متعهدة بأنها "ستكون القوة الضاربة على رؤوس الإرهابيين، وكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على حرمة وكرامة العراقيين".
وأكّد قائد طيران الجيش الفريق الطيار الركن حامد عطية المالكي، في حديث صحافي، أنَّ "العمليات العسكرية التي انطلقت في الفلوجة، مساء الخميس، تسير بصورة جيدة جداً، وفق الخطة المرسومة، التي تمَّ الاتفاق عليها"، لافتاً إلى أنَّ "القطعات العسكرية تحقّق تقدّماً كبيراً، ووصلت إلى مشارف الفلوجة، وفي محاور عدة، بعد حل مشكلة المياه".
وأضاف المالكي أنَّ "قيادة طيران الجيش، وقيادة القوّة الجوية، قدّمتا الإسناد الجوي اللازم للقطعات العسكرية، التي تتقدم بشكل سريع"، مشيراً إلى أنَّ "معنويات العدو منهارة، والقوات العسكرية استغلت هذا الظرف، ووصلت إلى مواقع تؤثر عليه".
ولفت قائد طيران الجيش إلى أنَّ "العمليات ستنتهي بشكل سريع والنتائج مفرحة جداً"، مؤكّداً أنَّ "طيران الجيش ينفّذ طلعات مستمرة رغم رداءة الجو، وهناك خطط ستنفذ بعد ساعات".
وتابع "ساعة الحسم باتت قريبة، ومعنويات الجنود مرتفعة جداً، والإسناد الجوي مستمر، والنتائج ستكون باهرة للشعب في هذه المعركة الفاصلة، وسيتم الانتصار على داعش".
وكشف مصدر طبي في مستشفى الفلوجة العام عن أنَّ المستشفى استقبل، ظهر الجمعة، 13 جثة، و40 مصابًا، إثر قصف لقوات الجيش، المتركزة في محيط مدينة الفلوجة، بالمدفعية الثقيلة، على مناطق  متفرقة من مدينة الفلوجة"، مشيرًا إلى أنَّ "الجرحى لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفى"، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وأعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، في حديث صحافي، عن أنَّ "تغييرات في المواقع العسكريّة للجنود تسببت بظن المسلحين أنّها عملية اقتحام، ما أوقعهم في المعارك"، مشيرًا إلى أنَّ رئيس المجلس العسكري علي حاتم السليمان قد يكون تراجع عن موقفه عن حل الأزمة عبر المفاوضات، بسبب عدم جدّية الحكومة الاتحادية بالتفاوض".
وبيّن مصدر أمني أنّ "12 شخصًا قتلوا وأصيب 15 آخرين في المعارك والقصف، المتواصل منذ مساء الخميس في مدينة الفلوجة"، مشيرًا إلى أنَّ "معارك الفلوجة تدور على ثلاثة محاور، وهي الشرقية والشمالية والجنوبية، فيما اندلعت معارك أخرى في الجهة الغربية من المدينة".
وتردّدت أنباء عن نية قوّات الجيش اقتحام المدينة، التي يسيطر عليها مسلحون متشدّدون منذ أشهر، فيما انقطعت شبكات الهواتف النقالة، منذ صباح الجمعة.
وأطلق مسلّحون مجهولون، يستقلون سيارة حديثة، النار من أسلحة رشاشة، تجاه دورية تابعة للشرطة، لدى توقفها في شارع الأطباء وسط تكريت، ما أسفر عن مقتل أحد عناصرها، وإصابة ضابط بجروح متفاوتة.
وانفجرت في كركوك عبوة لاصقة كانت مزروعة أسفل حافلة تقلُّ مجموعة من الجنود المجازين، قرب مجمع العبور، التابع لقضاء داقوق، جنوب المدينة، ما أسفر عن إصابة ستة منهم بجروح مختلفة.
وداهمت القوات الأمنية في ديالى وكرًا كبيرًا لتنظيم "داعش"، في حي الكاطون، ما أسفر عن القبض على أفراد خلية مسلحة، من بينها مسؤول إعلام التنظيم ومساعده، وضبط منشورات تحريضية، ومجلات تحمل شعار التنظيم، فضلاً عن الكراسات الإعلاميّة.
وفرضت قوات عسكرية في الموصل، التابعة لمحافظة نينوى، طوقًا أمنيًا في محيط حيي 17 تموز والإصلاح، بحثًا عن مطلوبين، ومتورطين في تفجير برج للمراقبة، مساء الخميس في حي الإصلاح، والذي لم يسفر عن خسائر بشريّة.
وفي سياق متّصل، أكّد الإعلامي "اليزيدي" مصطو دناني، في حديث صحافي، أنَّ "مئات العوائل اليزيدية، التي كانت تعمل بالزراعة في مناطق ربيعة، شمال غربي الموصل، فرّت وعادت إلى مناطقها في سنجار، عقب مقتل 4 مزارعين من بينهم".
وأوضح دناني، الذي يقطن ناحية سنوني في قضاء سنجار، نقلاً عن شهود عيان، أنَّ "المغدورين الأربعة هم شقيقان، وعمهم، وصديق لهم، قام المسلحون بعزلهم عن بقية أفراد العائلة، وأعدموهم رميًا بالرصاص، أمام أعين ذويهم".
ورجّح أن "يكون جميع المزارعين اليزيديين في ربيعة قد عادوا إلى مناطق سكناهم، وتركوا حقولهم ومزارعهم"، داعيًا الأجهزة الأمنية إلى "القيام بواجبها في حماية المواطنين الأبرياء، عبر فرض إجراءات مشدّدة، وملاحقة الجناة، بغية تقديمهم للعدالة".