مركز أغادير لحماية الطفولة
أغادير ـ رضوان مبشور
أكد محامي الطفل الجزائري إسلام خوالد، المتهم بهتك عرض قاصر مغربي عمره 12 عامًا، في حديث لـ"العرب اليوم"، أن محكمة الاستئناف في مدينة أغادير، دانت خوالد بسنة سجنًا نافذًا، وأدائه لغرامة مالية بقيمة 500 درهم (ما يعادل 62 دولار)، مع تعويض للمطالب بالحق المدني حدد في 40 ألف درهم
(5000 دولار)، وأن القاضي رئيس الجلسة، وبعد انتهاء المرافعة وإحالة الملف إلى المداولة، سمح باصطحاب المشرفة الاجتماعية للمتهم إلى غرفة في مركز حماية الطفولة، من أجل الاسترخاء وتناول وجبة الغداء، قبل العودة عند الزوال والاستماع إلى منطوق الحكم، لكنه قام بالاعتداء على نزيل داخل المركز، بعدما طعنه بسكين في وجهه، تم نقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات في مستشفى الحسن الثاني من أجل خياطة جرح وجهه الغائر".
وقد زار "العرب اليوم" القاصر الجزائري إسلام خوالد، في مركز حماية الطفولة في مدينة أغادير، إذ يحتمل أن يتابع خوالد من جديد في قضية جديدة، بعدما طعن نزيلاً قاصرًا برفقته في المركز، حيث قام بطعنه في ظروف غامضة بسكين في وجهه، وبعد رفض الطفل إسلام الحديث، تحدث لنا محاميه.
وقال زملاء الطفل الجزائري في المركز، "إنهم لم يعرفوا بعد أسباب ودوافع الاعتداء، وهل دخل مع النزيل المعتدى عليه في شجار ما"، لكن محامي إسلام خوالد أفاد أن "هذا السلوك أغضب كثيرًا والد المتهم، بعد محاولاته المتكررة التأكيد على حسن سلوك ابنه، علمًا أنه بطل أفريقيا في رياضة الشراع".
وأوضح دفاع الضحية المغربي لـ"العرب اليوم"، أن القاضي رئيس الجلسة، فتح المجال لدفاع المتهم المكون من محامين جزائريين، بالإضافة إلى نقيب مغربي ينتمي إلى هيئة الدار البيضاء، كما فتح المجال للمتهم في جلسة الثلاثاء الماضي، التي أغلقت في وجه الصحافة، ودامت من الساعة 9 و 45 دقيقة إلى حدود الساعة 11 والنصف صباحًا، قبل أن ترفع الجلسة على أساس النطق بالحكم في حدود الثالثة والنصف زوالاً بالتوقيت المغربي دائمًا.
وأضاف دفاع الضحية أنه "وضع في اليوم نفسه شكاية لدى محكمة الاستئناف في مدينة أغادير، طالب فيها بإدانة الجامعة الملكية المغربية للزوارق الشراعية"، محملاً إياها مسؤولية ما وقع لموكله، بحكم أن الطفل كان في عهدتها في فترة تدريب، وأن رئيس الجامعة هو نفسه رئيس الاتحاد المغاربي المنظم للتدريب في مدينة أغادير، رغم أن الجامعة الوصية أصدرت الثلاثاء ما قبل الماضي، بلاغًا تضامنيًا مع الضحية، موقعًا من طرف رئيسها أحمد بنودان، بعد اجتماع في مدينة المحمدية، الأحد الماضي، خصص بكامله لاتخاذ قرارات تهم سلامة الممارسين، بعد الأحداث التي وقعت خلال الدورة المغاربية للشراع في أغادير، وعبرت في الوقت ذاته عن تضامنها مع أسرة الطفل الضحية ومساندتها له.
وأكدت مصادر مقربة من رئيس الجامعة الملكية المغربية للزوارق الشراعية أحمد بنودان، أنه يتواجد حاليًا في فرنسا، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات عدة، بشأن سفره إلى فرنسا، في الوقت الذي كان مفروضًا أن يتواجد في المغرب، ومتتبعًا لأطوار القضية، لا سيما أن الجامعة الملكية والاتحاد المغاربي لللعبة نفسها، متهمان في القضية، بصفتهما المسؤولين المباشرين عن سلامة اللاعبين.
واعتبر محامي الضحية المغربي، أن "الفيدرالية الجزائرية للملاحة الشراعية، طرف في الدعوى القضائية، وبخاصة ما تم اعتماده من أجل إدانته"، قائلاً "إن الطفل الجزائري سبق أن اعترف بالمنسوب إليه، بحضور ممثل الفيدرالية الجزائرية للملاحة الشراعية لدى مصالح الشرطة القضائية، أو من خلال جلسة التحقيق معه من طرف قاضي التحقيق، بحضور محاميه، لكن تراجع المتهم عن أقواله بعد أسبوع من الحادث خلال الاستنطاق التفصيلي، إذ أكد أنه يلعب فقط مع الطفل المغربي، ولم يمارس عليه الجنس".
وأعرب والد الضحية المغربي، عن "ارتياحه لإدانة المتهم، وأيضًا لاستقلالية القضاء المغربي، رغم محاولات الركوب السياسي الذي شهدها ملف ابنه المغتصب من طرف السياسيين والإعلاميين الجزائريين" على حد قوله، مضيفًا أنه "ينتظر الإنصاف بغض النظر عن جنسية المتهم، بالنظر إلى ما طال ابنه وأسرته، من سوء كاد يعصف بحياة زوجته، التي حاولت الانتحار عند سماعها خبر الاعتداء الجنسي على ابنها".
جدير بالذكر أن تلك الجريمة التي ارتكبت قبل 38 يومًا، داخل فندق في مدينة أغادير، كان يأوي مجموعة من الأطفال الممارسين لرياضة الزوارق الشراعية، في الفترة الممتدة من 10 إلى 15 شباط/ فبراير الماضي، والتي نظمها الاتحاد المغاربي للزوارق الشراعية، واتخذت أبعادًا سياسية في ما بعد بين المغرب والجزائر.
أرسل تعليقك