تمكّنت القوات الأمنية ومقاتلو العشائر العراقية من صد أكبر هجوم لتنظيم "داعش" على مدنية الرمادي، ما أسفر عن مقتل العشرات في الجانبين إثر الاشتباكات التي اندلعت على مدار يومين، استطاع فيها التنظيم من السيطرة على منطقة الاسجارية الاستراتيجية، مستخدمًا في ذلك زوارق نهرية تحمل أسلحة وقناصة، فيما قُتِل شخصين وأصيب 9 آخرون صباح السبت، إثر تفجير سيارة مفخخة في سوق شعبي وسط بغداد.
وأكد عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي، أنَّ القوات الأمنية ومقاتلي أبناء العشائر يسيطرون الآن على الوضع الأمني في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، بعد تصديهم لأكبر هجوم شنَّه عناصر التنظيم على المدينة من ستة محاور هي الاسجارية، والحود، والجزيرة، ومنطقة المضيق، والصديقية، ومنطقة شارع عشرين.
وأوضح الفهداوي، أنَّ القوات الأمنية ومقاتلي أبناء العشائر كبدّوا عناصر التنظيم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، موجهًا الاتهامات إلى الحكومة المركزية بعدم الاهتمام لمناشدات حكومة الأنبار من خلال توجيه الكثير من الكتب الرسمية وعبر وسائل الإعلام لإرسال تعزيزات عسكرية للمحافظة كونها تتعرض لهجمة شرسة من مسلحي تنظيم "داعش".
وبيّن أنَّ "داعش" حصل على موطئ قدم في منطقة الاسجارية التي تُعد منطقة استراتيجية تربط قاعدة الحبانية شرق الرمادي، موضحًا أنَّ التنظيم تمكّن بذلك من قطع الإمدادات العسكرية عن المدينة، مضيفًا أنَّ القوات الأمنية ومقاتلي أبناء العشائر يعدّون العُدة لشن هجوم مقابل واسع النطاق لاستعادة السيطرة على هذه المنطقة.
من جانبه، كشف عضو مجلس محافظة الأنبار السابق رئيس مجلس حلف "الفضول" الشيخ رافع فهد الفهداوي، أنَّ عناصر تنظيم "داعش" تمكّنوا من التسلل إلى منطقة الاسجارية شرق الرمادي عن طريق النازحين، بحجة أداء الامتحانات النهائية، مبينًا أنَّ زوارق نهرية تحمل أسلحة وقناصة نقلت من منطقة الجزيرة عبر نهر الفرات إلى الاسجارية.
وأشار الفهداوي إلى أنَّ قناصة التنظيم اعتلوا مسجد الاسجارية وسطوح المباني العالية في المنطقة وقنصوا عددًا كبيرًا من القوات الأمنية والمواطنين وجعلوا من أبناء المنطقة دروعًا بشرية، الأمر الذي منع القوات الأمنية من الرد على مصدر القنص خشية وقوع إصابات في صفوف المواطنين المدنيين.
وأبرز أنَّ طائرات التحالف الدولي والعراقي وطيران الجيش لم يشاركوا في هذه المعركة على الرغم من مخاطبة القوات الأمنية غرفة العمليات المشتركة، إلا أنَّ جميع المناشدات والمخاطبات لم تؤدي أهدافها، موضحًا أنَّ القوات الأمنية تمكنت من قتل 27 متطرفا من عناصر التنظيم.
وطالب الفهداوي، الحكومة المركزية بإرسال تعزيزات عسكرية وتزويد أفراد الشرطة المحلية الذين تخرجوا حديثا بالأسلحة، حيث لم يتم تزويدهم بالأسلحة حتى هذه الساعة.
وفي صلاح الدين، صرّح قائم مقام قضاء الدجيل محمد حسن الدجيلي، بأنَّ القوات الأمنية وبمساندة الحشد الشعبي وعشائر الخرزج تمكنت من التقدم وفرض السيطرة على جسر سيد غريب شمال قضاء الدجيل جنوب تكريت، مضيفًا أنَّ القوات الأمنية تقدّمت باتجاه المشروع الكويتي شمال القضاء بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر "داعش".
وأفاد مصدر أمني أن الاشتباكات العنيفة التي اندلعت منذ الخميس الماضي، في قضاء بلد جنوب تكريت مركز محافظة صلاح الدين، بين القوات الأمنية مدعومة بمقاتلي أبناء العشائر وبين تنظيم "داعش" الذي هاجم القضاء من ثلاثة محاور،لا تزال مستمرة.
وذكر المصدر، أنَّ عناصر التنظيم فخخوا جميع الطرق المؤدية إلى القضاء بالعبوات الناسفة، مشيرًا إلى"سقوط العشرات من عناصر التنظيم بين قتيل وجريح".
ومن جهة أخرى، أمر تنظيم "داعش" حراس أبراج الاتصالات في مدينة تكريت، بعدم تشغيل الأبراج، من دون معرفة أسباب ذلك، ما أدّى إلى انقطاع تام في شبكات الاتصال في المدينة.
وفي العاصمة بغداد، انفجرت عبوة ناسفة، صباح السبت، بالقرب من سوق شعبي في منطقة الشيخ عمر، وسط بغداد، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة صادف مرورهم لحظة وقوع التفجير.
أرسل تعليقك