بغداد- نجلاء الطائي
شهدت محافظة بابل وسط العراق جنوب العاصمة بغداد، ليلة الأحد، تفريق قوات من مكافحة الشغب، لاعتصام أمام ديوان المحافظة، وسط اطلاق نار كثيف في اتجاه المعتصمين الذين تحولوا فيما بعد إلى تظاهرة شارك فيها المئات من اهالي المحافظة.
ووسط هذه الاجواء المشحونة بالغضب الجماهيري التي تطالب في إقالة محافظة المدينة، وبعد أن أصبحت الاحتجاجات عنيفة قررت قيادة عمليات بابل فرض حظر شامل على التجوال في مدينة الحلة، وبدأ الحظر من الساعة الـ10 من مساء الأحد ويستمر حتى صباح الاثنين، وبدوره وجّه القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الاثنين، قيادة عمليات بابل لرفع حظر التجوال عن المحافظة.
وأوضح بيان صحافي، صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء وصل إلى "العرب اليوم"، أنّ العبادي وجّه إلى ذلك؛ لأن الأوضاع الأمنية مسيطر عليها في المحافظة، ودعا شباب المحافظة إلى التعاون مع القوات الأمنية؛ لحفظ أمن المواطنين، ونظم العشرات من أبناء محافظة بابل، مساء، تظاهرة جديدة أمام مبنى المحافظة وقطعوا الطريق المؤدية إليه.
وأصيب عدد من متظاهري بابل بجروح، بعد أن أطلقت قوات الشرطة النار في اتجاههم غرض تفريق تظاهرة لهم، فضلًا عن استخدام الماء الحار والضرب بواسطة الهراوات، ليتمّ بعدها فرض حظر للتجوال في مدينة الحلة العاصمة المحلية للمحافظة.
والتحق العشرات من شباب الحلة في ساحة الاعتصام، بعد أن تم تحطيمها من قوات العقرب ومكافحة الشغب وفوج حماية المحافظة، والتحق عدد آخر من شباب محافظة بابل قادمين من الأقضية والنواحي لتعزيز ساحة الاعتصام، ويطالب متظاهرو بابل بإقالة المحافظ، بعد أن عملت قوات مكافحة الشغب على تفريق المتظاهرين وأمهلتهم ربع ساعة؛ لرفع خيامهم.
وأبرز شهود عيان، أنّ "أربعة متظاهرين أصيبوا بجروح بعدما تحولت تظاهراتنا السلمية إلى عنف، وعمل المتظاهرون على ضرب رجال الشرطة بواسطة الحجارة، الأمر الذي أجبرهم على الانسحاب"، وفي خصوص الأنباء التي تحدثت عن دخول المعتصمين إلى مبنى المحافظة؛ كذب المعتصمون هذه الأنباء، معتبرينها "إشاعات مؤامرة" يراد منها منح القوات الأمنية الضوء الأخضر لضربهم.
وأفاد أحد المتظاهرين: "نحن لم ولن ندخل إلى أي مؤسسة حكومة حفاظًا على ما فيها من ملفات"، مؤكدًا أنّ القوات المسؤولة عن حماية مبنى المحافظة لم تنسحب حتى اللحظة على الرغم من دخول قوات الجيش، وجرت قبل هذه الأحداث محاولات عدة من القوات الأمنية، استمرت منذ يومين، لأجل إنهاء الاعتصام، وعلى الرغم من عمليات استخدام القوة لإنهاء الاعتصام؛ إلا أنّ جميع المحاولات فشلت، وتجمع أبناء بابل من جديد أمام مبنى ديوان المحافظة مصممين على إقالة المحافظ وإجراء إصلاحات حقيقية تنهي الفساد المتفشي في جميع مفاصل الدوائر الحكومية.
وعقب دخول الجيش العراقي رحب المواطنين، بعد انسحاب قوات مكافحة الشغب التي تسببت في إصابة أربعة متظاهرين في بابل بواسطة رصاص حي، وجرت بعدها حملة أدت إلى اعتقال عدد من المعتصمين والمتظاهرين، فجر الاثنين، وتم عرضهم أمام قاضي التحقيق؛ ألا أنّه جرى تبادل الاتهامات بين القوات الأمنية والمعتصمين لتهمة الضرب والاعتداء بين الجانبين.
يذكر أنّ موجة احتجاجات تخرج على مدى أكثر من شهر، في أرجاء العراق، بعد أن ضاق السكان ذرعًا بسبب الفساد المستشري في دوائر الدولة لأعوام طويلة، وعجز الحكومات عن توفير الخدمات الاساسية من قبيل الكهرباء؛ لكن الاحتجاجات ركزت الجمعة الماضية، على ضرورة إصلاح جهاز القضاء في البلاد، ورفع الكثير من المتظاهرين لافتات تدعو إلى إقالة رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود.
كما أن المطالبات الشعبية، تزامنت مع تكرار المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني؛ لدعوته في الأسبوع الماضي، إلى ضرورة الاعتماد على أشخاص أكفاء في السلطة القضائية.
أرسل تعليقك