القوّات العراقيّة تطلق عملية واسعة لفك الحصار عن العوائل بين هيت وحديثة

اعتبر مجلس محافظة الأنبار، ناحية بروانة، غرب الرمادي، منطقة "منكوبة"، بسبب عدم وصول الدواء والمواد الإنسانية إليها، مطالبًا بإرسال مساعدات عاجلة وفورية للناحية، فيما أعلنت شرطة ناحية البغدادي عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق، لفك الحصار عن الأسر المتواجدة بين قضائيّ هيت وحديثة غرب الرمادي.

يأتي هذا فيما كشف رئيس إسناد مجلس الأنبار أنَّ عصابات "داعش" قامت بقتل 30 شخصًا من عشيرة "البو نمر"، في قضاء هيت، غرب الأنبار، ومحاصرة ما يقارب 500 شخص آخرين، لم يعرف مصيرهم بعد، فيما دعا رئيس مجلس محافظ الأنبار الحكومة المركزية إلى التدخل السريع، وتزويد عشيرة "البونمر" بالعتاد والسلاح، قبل حدوث كارثة إنسانية أخرى في حق المواطنين.

وأكّد رئيس إسناد مجلس الأنبار حميد الهايس، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنّ "عصابات داعش قامت بقتل عدد من قبيلة البونمر، الثلاثاء، غرب الأنبار، لتعاونهم مع الحكومة المركزية، والتحاق أبنائها في سلك الجيش والشرطة والصحوة، لإخراج تنظيم داعش من قضاء هيت".

واعتبر الهايس أنَّ "عصابات داعش أعلنت فشلها وانكسارها أمام القوات الأمنية والحشد الشعبي في الأيام الماضية، عبر قتلها لـ 30 شخصًا من عشيرة البو نمر".

وأوضح أنّ "هؤلاء الشهداء أعدمهم داعش عند سيطرته على منطقة الزوية، شمال شرقي قضاء هيت"، مشيرًا إلى أنَّ "هذه الجريمة ارتكبها المتطرفون بعد تعاون عشيرة البونمر مع القوات الأمنية والاستخبارات للقضاء على تنظيم داعش في قضاء هيت".

وفي سياق متصل، دعا رئيس مجلس الأنبار صباح كرحوت، الأربعاء، الحكومة إلى دعم عشيرة البو نمر في منطقة الزوية، غرب محافظة الأنبار، ضد عصابات "داعش".

وكشف رئيس المجلس، أنَّ ناحية بروانة، التابعة لقضاء حديثة، أصبحت منطقة منكوبة، بعد نفاد المواد الغذائية والإنسانية والأدوية منها، بسبب قطع عناصر تنظيم "داعش" جميع طرق الإمداد، بعد سيطرتهم على مدينة هيت، غرب الرمادي، مطالبًا الحكومة المركزية بـ"إرسال مساعدات عاجلة وفورية إلى الناحية التي تعيش وضعًا إنسانيًا صعبًا جدًا".

يأتي ذلك، فيما توعد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، تنظيم "داعش" برد "قوي وحازم" تجاه ما ارتكبه من انتهاكات وقتل وتشريد في حق قبيلة "البونمر" السنية في محافظة الأنبار.

وأكّد العبادي، في بيان له، تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أنّ "الحكومة العراقية سترد بكل قوة وحزم على الجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش في حق إخوتنا وأبنائنا من عشيرة البونمر في محافظة الأنبار"، مضيفًا أنَّ "هذه الجريمة تكشف أنَّ هؤلاء الإرهابيين لا يميزون بين عراقي وآخر في إراقة الدماء وانتهاك الحرمات"، حسب تعبيره.

ودعا العبادي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية إلى "بذل أقصى جهودها لمطاردة المجرمين، وإنزال القصاص العادل بهم"، مشيرًا إلى أنَّ "عصابات داعش ما ارتكبت هذه الجريمة إلا للتغطية على هزائمها".

إلى ذلك، طالب النائب عن الأنبار في مجلس النواب العراقي الحكومة المركزية باتخاذ إجراءات سريعة، وتزويد عشيرة البونمر بالعتاد والسلاح لمحاربة "داعش"، وإنقاذ ما يقارب 500 شخص محاصرين في قضاء هيت، قبل تنفيذ أحكام الإعدام في حقهم .

وأبرز النائب عن الأنبار محمد دلي، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "تنظيم داعش يسيطر بصورة كاملة على قضاء هيت، منذ سبعة أيام، وهجر عوائلهم إلى الصحراء، وسلب جميع ممتلكاتهم ومنازلهم".

وتأسف النائب من "التزام الحكومة المركزية الصمت، وعدم التحرك الجدي والسريع لإنقاذ أبناء عشائر البونمر من تنظيم داعش".

يذكر أنَّ تنظيم "داعش" سيطر على ناحية الفرات التابعة لقضاء هيت، غرب الأنبار، الخميس الماضي، والتي تقطنها عشائر البونمر التي تساند الحكومة العراقية، وينخرط أبناؤها بكثافة في جهاز الشرطة وقوات الجيش والصحوات لمقاتلة الإرهابيين.

وكانت القيادة المركزية الأميركية قد أعلنت أنَّ الجيش الأميركي أسقط جوًا مساعدات إنسانية إلى أفراد قبيلة البونمر، الذين استولى عناصر "داعش" على قريتهم، بعد أسابيع من المقاومة.

وأعلن الجيش الأميركي أنَّ "الإسقاط الجوي قرب قاعدة الأسد الجوية تم، الإثنين، بناء على طلب من الحكومة العراقية".

وفي سياق متصل، أعلن آمر فوج طوارئ شرطة ناحية البغدادي في محافظة الأنبار العقيد شعبان برزان العبيدي، الخميس، أنَّ "قوات الجيش والشرطة ومقاتلين من عشيرة العبيد بدأوا عملية عسكرية واسعة النطاق لفك الحصار عن الأسر التي يحاصرها تنظيم داعش بين قضائي هيت وحديثة".

وكشف رئيس مجلس ناحية العامرية شاكر العيساوي أنَّ "القوات الأمنية، مسنودة بمقاتلي أبناء العشائر، على استعداد تام لتطهير جميع المناطق المحيطة بعامرية الفلوجة، في محافظة الأنبار، من عناصر تنظيم داعش"، مشددًا على أنَّ "الجميع ينتظرون ساعة الصفر لشن هجوم واسع النطاق".

وأوضح العيساوي أنَّ "تشكيلات لعناصر داعش تستعد لشن هجوم واسع النطاق من الجهة الشمالية، والغربية على الناحية"، مؤكدًا "وصولفوج الدروع وفوج المهمات الخاصة للناحية، وتم نشر العديد من الدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة في محيط الناحية".

وبيّن أنَّ "القوات الأمنية ومقاتلي العشائر يتمتعون بمعنويات قتالية عالية لدحر أي هجوم متوقع لعناصر داعش".

يذكر أنَّ عامرية الفلوجة لاتزال تخضع، لليوم السابع على التوالي، لحظر شامل للتجوال، على خلفية الهجوم الذي تعرضت له الناحية، الجمعة الماضي.

وفي الفلوجة، قتل ستة بينهم امرأتان وطفلان، وأصيب عشرة، بينهم طفلان وثلاثة نساء، جراء القصف العنيف الذي تعرضت له مناطق وأحياء مدينة الفلوجة، بصواريخ الطائرات والراجمات وقذائف المدفعية الثقيلة .

وأكّد مصدر أمني في عمليات صلاح الدين أنَّ "الجيش العراقي، وبمساندة من أبناء العشائر تمكنت من اقتحام الحي الصناعي في قضاء بيجي، شمال تكريت في محافظة صلاح الدين"، لافتًا إلى أنَّ "الحي الصناعي هو الحي الأول في الجهة الجنوبية من بيجي".

وأضاف المصدر أنَّ "تعزيزات عسكرية وصلت إلى قاعدة سبايكر، وجامعة تكريت، في اتجاه بيجي، إضافة إلى الجهة الغربية من القضاء"، مبيّنًا أنَّ "القوات الأمنية تتقدم ببطئ إلى أهدافها المخططة لها بسبب العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم داعش والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة".

من جانب آخر، قتل ثلاثة من عناصر الحشد الشعبي، وأصيب خمسة آخرون في انفجار عبوة ناسفة في منطقة الزلاية، جنوب تكريت.

وقصفت القوات الأمنية تجمعات لتنظيم "داعش" في ناحية يثرب، جنوب تكريت، ما أسفر عن مقتل 20 من عناصر التنظيم.

وأكّد مصدر أمني، الخميس، أنَّ "قوات الجيش العراقي استعادت السيطرة بالكامل على المحطة الغازية في ناحية الصينية، التابعة لقضاء بيجيي، بعد معارك عنيفة ضد مسلحي تنظيم داعش".

وأبرز أنَّ "مسلحي تنظيم داعش أوقدو المئات من إطارات السيّارات في شوارع المدينة لتمويه الطيران الجوي في استهداف مواقعهم، بعد تصاعد أعمدة الدخان"، مبينًا أنَّ "قوات الجيش تواصل عملياتها العسكرية، ومعاركها، ضد التنضيمات المسلحة في قضاء بيجي".

وتمكّنت قوة من الشرطة الاتحادية، في وقت متأخر ليل الأربعاء، من قتل انتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا، حاول تفجير نفسه قرب مركز للشرطة في منطقة اليوسفية، جنوب بغداد.