البطريرك الماروني الكاردينال ما بشارة بطرس الراعي
بيروت ـ جورج شاهين
أحدثت زيارة الى سورية، سلسلة من ردود الفعل اللبنانية، حيث استغربت قيادات وقوى "14 آذار" الزيارة ورات انها ستسجل في ميدان دعم النظام السوري، فيما دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى عدم وضعها في الاطار السياسي. ويصل
الراعي الى مقر مطرانية الموارنة في دمشق الليلة على ان يشارك الأحد في سيامة البطريرك يوحنا العاشر على رأس الكنيسة الأرتوذكسية في إنطاكية وسائر المشرق كما شارك في تنصيب بابا الأقباط الأنبا تواضروس الثاني في مصر في وقت سابق.
ففي الزيارة دلالات سياسية لبنانية محلية مهمة، وإن كانت مناسبتها دينية وراعوية، ورغم خلوها من أي لقاء مع مسؤولين سوريين، في هذا التوقيت السياسي، وخاصة أن الراعي سيكون أول بطريرك ماروني يزور دمشق منذ قيام الجمهوريتين وثاني بطريرك من اعلان لبنان الكبير العام 1923 من القرن الماضي. بعد تلك التي قام بها البطريرك الراحل مار انطون بطرس عريضة في زمن الانتداب الفرنسي 1938.
وكان الراعي قد قام بزيارة لافتة الى طرابلس شمال لبنان السبت، وترأس قداسًا احتفاليًا في كنيسة مار مارون هناك، لمناسبة عيد القديس مارون، بحضور وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس، ممثلاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والوزيرين محمد الصفدي وفيصل كرامي، ونواب حاليين وسابقين وفعاليات.
وأشار في العظة إلى "أننا نصلي من أجل السلام في هذه المدينة، طرابلس، وفي سائر أرجاء الأبرشية، وفي لبنان وسورية وبلدان الشرق الأوسط".
وفي ردود الفعل، ذكرت مصادر مطلعة لـ"العرب اليوم" ان الإعلان عن زيارة سورية ترك أجواء من الإستغراب لدى قيادات وقوى "14 آذار" الذينن اعتبروا ان الزيارة ستسجل في ميدان دعم النظام السوري واستذكر أحد القادة امام "العرب اليوم" ان البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير رفض العديد من الدعوات لزيارة دمشق بسبب الوجود السوري في لبنان رغم ان إحداها جاءته ليكون الى جانب قداسة البابا الذي زار العاصمة السورية العام 2010.
وقالت المصادر أنه وعلى رغم التكتم الذي أحيط ببرنامج الزيارة فقد اعلن المطران سمير مظلوم النائب البطريركي العام لـ "العرب اليوم" ان الراعي لن يلتقي ايا من المسؤولين السوريين ولا الرئيس السوري بشار الأسد وان هدف الزيارة معروف للمشاركة في تنصيب "اخيه البطريرك يوحنا العاشر" على رأس الكنيسة الأرتوذكسية.
اما رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان فاعتبر، أن "زيارة الراعي إلى سورية لا يجب أن توضع في إطار السياسة"، مشيرا إلى أن "البطريرك هو راعي الموارنة في لبنان وأنطاكيا وسائر المشرق وهو إلى جانب الرئيس يشكلان الضمانة والطمأنينة لكافة مسيحيي المشرق".
وشدد سليمان على أن "مسؤولية بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا اليازجي لا تقف في سورية وهو مسؤول عن عدد من الدول منها لبنان وهو والبطريرك الراعي يعرفان مصلحة المسيحين وكيف يجعلون المسيحيون يتجذرون في لبنان".
وقال: "على البطريرك الراعي أن يقدر ما هي مصلحة المسيحيين وليس على الرئيس أن يقول له ما هو واجبه"، مضيفا: "أنا مع الزيارة".
وكان سليمان قد حضر ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي قداسا لمناسبة عيد مار مارون، شفيع الطائفة المارونية، والذي احتفل به المطران بولس مطر راعي ابرشية بيروت المارونية بمشاركة فاعليات سياسية واجتماعية، في كنيسة مار مارون الجميزة.
وسأل المطران مطر الله في عظة القداس ان يسدد خطى رئيس للجمهورية في قيادة لبنان وسط الاخطار المحدقة به بالحكمة والشجاعة وصولا الى شاطئ الاستقرار والامن والسلام. وشدد على ضرورة التصدي لكل انواع التقسيم واشكال الحقد بين ابناء الوطن والواحد والامة الواحدة والمنطقة الواحدة.
أرسل تعليقك