رئيس الوزراء العراقي أثناء لقائه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني
رئيس الوزراء العراقي أثناء لقائه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني
بغداد ـ جعفر النصراوي
أبدى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قلقه من تسليح الدول للمعارضة السورية المتطرفة، مؤكداً أنه بعد أن تم تجهيزها بالسلاح بدأ يستخدم في نشاطات القاعدة داخل العراق، فيما أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أنه لا خلاف بين موقف المركز والإقليم حول الوضع في سورية. وقال المالكي خلال مؤتمر
صحافي، عقده، الأحد مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على هامش زيارة الأخير للعاصمة بغداد، إن "نظرتنا إلى الأزمة في سورية هي أنها قضية الشعب السوري وليست قضية أي دولة أخرى"، معرباً عن قلقه من "التسليح الذي تقدمه الدول للمعارضة السورية المتطرفة لأن السلاح سيدخل للعراق".
وأضاف المالكي أن "المنظمات المتطرفة والتي وصفها المجتمع الدولي بأنها منظمات إرهابية سواء تنظيم القاعدة أو جبهة النصرة إذا وقع بأيديهم السلاح فسيصل إلى العراق"، مؤكداً أنه "بعد تجهيز هذه التنظيمات بالسلاح بدأ يستخدم في نشاطات تنظيم القاعدة في العراق".
وأشار المالكي إلى أن "الجماعات المتطرفة يومياً تهجم علينا وتقتل الجنود العراقيين"، لافتاً إلى أننا "طلبنا من الدول أن لا تسلح هذه الجماعات، وأن تبحث عن حل سلمي بجلوس طرفي النزاع إلى طاولة الحوار".
وأكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال المؤتمر أنه "لا يوجد خلاف بين موقف الإقليم وموقف الحكومة المركزية بشأن الوضع في سورية"، مشيراً إلى أن "الشعب السوري هو من يقرر مصيره ونحن ضد تسلط القوى الإرهابية على الحدود المشتركة بين العراق وسورية".
ووصل رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، في وقت سابق من الأحد (7 تموز/يوليو 2013)، إلى العاصمة بغداد على رأس وفد رفيع المستوى، فيما عقد فور وصوله اجتماعا مع رئيس الحكومة نوري المالكي، حيث بحث الجانبان الملفات العالقة مع بين المركز والإقليم.
وجاءت هذه الزيارة عقب الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة نوري المالكي، في شهر حزيران/يونيو الماضي في زيارة هي الأولى منذ عامين، حيث التقى برئيس الإقليم مسعود بارزاني وأجرى مباحثات في الخلافات العالقة بين الجانبين، كما عقد مجلس الوزراء الاتحادي اجتماعاً اعتيادياً وأصدر قرارات عدة.
وكان مكتب رئيس الوزراء العراقي أعلن ،الأحد، أن المالكي عقد اجتماعًا مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني فور وصوله إلى بغداد، وذكر مكتب المالكي في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه إن "رئيس الوزراء نوري المالكي استقبل في مكتبه الرسمي رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني والوفد المرافق له"، مبينًا أن "المالكي عقد اجتماعًا ثنائيًا مع بارزاني قبل التوجه إلى عقد الاجتماع المشترك الموسع".
وأضاف البيان إن "الاجتماع الموسع سيعقبه مؤتمر صحافي يوضحان خلاله أهم النقاط والقضايا التي جرى بحثها في لقاء الأحد وبين اللجان المشتركة".
و يشار إلى أن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قد وصل، الأحد ، إلى العاصمة بغداد في زيارة تهدف لعقد اجتماعات مع قادة الكتل السياسية بشأن الأوضاع السياسية في البلاد، واستكمال المباحثات مع الحكومة المركزية بشأن المشاكل العالقة بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم.
وأعلن بارزاني "إن بغداد وأربيل اتفقتا على حل المشاكل بشكل "ودي وأخوي" وأن يكون الدستور العراقي هو المرجع لحل هذه القضايا، في حين أكد رئيس الحكومة نوري المالكي حرص الحكومة على إجراء التعداد السكاني هذا العام لإيجاد حل لقضية المناطق المتنازع عليها، داعيا البرلمان إلى تشريع قانون الحدود الإدارية للمحافظات".
كما أن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي اعترف من أربيل، الأحد 9 حزيران/ يونيو 2013، في كلمة له في بداية جلسة مجلس الوزراء التي تم عقدها في قاعة سعد عبد الله في أربيل ونقلت مباشرة عبر الفضائيات، بأن "شبح الحرب الطائفية" عاد إلى العراق وأكد أن البلد بدأ يتأثر بموجة الاقتتال التي تجتاح المنطقة.
ودعا المالكي الأحزاب والتيارات والطوائف إلى التكاتف لمواجهاتها والاحتكام إلى الدستور لحل الخلافات فيما بينها، في حين أعرب عن أمله في حل المشاكل مع أربيل مبينا أن ما يثار عن مشاكل بينهما "مضخم" .
وكان رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، اتفقا بعد زيارة الأخير إلى بغداد، في 29 نيسان/إبريل 2013، على إقرار القوانين المهمة التي لها اثر فاعل في حل "المشاكل العالقة" بين الطرفين مثل قانون النفط والغاز، وإعطاء الجانب الأمني" أهمية خاصة في جميع أنحاء العراق، فيما اتفقا على مواصلة الاجتماعات لحل كافة القضايا.
يُذكر أن الأزمة المزمنة والمتفاقمة بين بغداد وأربيل، كانت تنذر باحتمالات مفتوحة لوح بها أكثر من قيادي كردستاني، على رأسهم رئيس الإقليم مسعود بارزاني، مراراً، كما أن الأجواء المشحونة الناجمة عن انتخابات مجالس المحافظات، التي جرت في (20نيسان/أبريل 2013)، تسببت في صعوبة التوصل إلى حلول للمشاكل العالقة سواء بين بغداد وأربيل وهي "شائكة" أم على الجبهات الأخرى، خشية تأثير تداعياتها على المشهد الانتخابي.
أرسل تعليقك