صورة المواطن المصري الذي تم سحله أمام قصر الاتحادية
القاهرة – أكرم علي
فاجأ المواطن المصري الذي تم سحله أمام قصر الاتحادية الجمعة الماضية حمادة صابر أعضاء النيابة بتعديل أقواله في المحضر السابق، واعترافه بأن أفراد الشرطة اعتدوا عليه، وأقر أمام فريق النيابة بأن الشرطة اعتدت عليه وجردته من ملابسه وتم سحله، وذلك بعد أن واجه أعضاء النيابة حمادة بالفيديو المصور التابع لقناة
"الحياة الفضائية"، و كانت قد طالبت القوى السياسية والمجتمع المدني بإقالة وزير الداخلية، الذي خرج بتصريح يعتذر فيه عن الحادث، ويحيله إلى النيابة العامة، ثم حدثت المفاجأة التي أذهلت الجميع، عندما نفى المسحول الواقعة، وأكد أنه هو من قام بالاعتداء على رجال الشرطة، و جاء ذلك بعد أن تابع الملايين الواقعة التي انفرد بها برنامج "الحياة اليوم"، وشاهدوا الشاب وسط عدد من رجال الشرطة يقومون بتعريته وسحله، وهي الواقعة التي نقلتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، وأثارت ردود فعل عالمية، فيما انتقل رئيس نيابة مصر الجديدة، أشرف الهلالي، إلى المواطن حمادة صابر، كي يتم مواجهته بالفيديو الذي يظهر فيه أثناء الاعتداء عليه.
هذا وأقر حمادة صابر في أقواله أثناء التحقيقات معه التي استمرت أكثر من 5 ساعات، والتي تم خلالها مواجهته بفيديو برنامج "الحياة اليوم"، والذي يظهر فيه أثناء سحله ونزع ملابسه من قبل قوات الأمن، ومواجهته أيضًا بفيديو يظهر فيه أثناء إجراء مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التليفزيونية، وينكر فيها اعتداء قوات الأمن عليه، في الوقت الذي تكذبه ابنته التي تعتبر شاهد عيان على الواقعة، حيث كانت بصحبته وقت وقوع الحادث، أقر باتهامه للشرطة بسحله.
و من جانبه قرر رئيس نيابة مصر الجديدة إبراهيم صالح، نقل حمادة صابر من مستشفى الشرطة في مدينة نصر، إلى أحد المستشفيات الحكومية لعدم الضغط عليه مجددًا بتغيير أقواله، كما أمر رئيس نيابة مصر الجديدة باستدعاء أسرة حمادة صابر للتحقيق في الواقعة الاثنين.
وكان المواطن حمادة صابر، الذي تعرض للسحل والاعتداء أمام قصر الاتحادية، قد نفى أمام النيابة السبت قيام أي من أفراد الشرطة بالاعتداء عليه أثناء مشاركته في تظاهرات الجمعة في محيط الاتحادية.
وكانت قد طالبت القوى السياسية والمجتمع المدني بإقالة وزير الداخلية، الذي خرج بتصريح يعتذر فيه عن الحادث، ويحيله إلى النيابة العامة، ثم حدثت المفاجأة التي أذهلت الجميع، عندما نفى المسحول الواقعة، وأكد أنه هو من قام بالاعتداء على رجال الشرطة، وأن المتظاهرين هم من قاموا بالاعتداء عليه، وأن رجال الشرطة تعاملوا معه باحترام شديد، وهو ما قامت بتكذيبه كل من زوجة وابنة المجني عليه، اللتين اتهمتا "الداخلية" بالضغط عليه وترهيبه ليغير أقواله، ليخرج بعدها المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية وينفي تعرض المجني عليه لترهيب رجال الأمن.
وإزاء هذه التصريحات المتناقضة، بدأ المصريون في التعبير عن غضبهم وسخريتهم مما حدث، وأصبح هذا الموضوع حديث الجميع من برامج "التوك شو" وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث استخدم رواده مواهبهم في السخرية اللاذعة، وتباينت الردود والتعليقات المضحكة، ومن بينها "مصر هي طبق الأصل حمادة، قالعة بمزاجها"، فيما يقول آخر "بعد واقعة الاتحادية وقصة حمادة لابد أن نردد كلمات المطرب الشعبي عبدالباسط حمودة (أنا مش عارفني، أنا تهت مني، أنا مش أنا).
وعلق الكاتب الصحافي محمود بكري قائلاً "اللي طلعوا علينا بمسرحية حمادة، ومهزلة إنكاره للسحل والتعذيب على يد الشرطة، هؤلاء تعاملوا معنا وكأننا قطيع من الأغبياء، لكنهم هم الأغبياء ولا يعلمون، وزير الداخلية الفاشي دق المسمار الأخير في إقالته ومحاكمته، والأيام بيننا أيها المبررون لجرائم وساديّة القتلة والوحوش"، فيما قالت إحدى الفتيات على صفحتها "بالورقة والقلم، خدتينى 100 قلم، أنا شوفت فيكي مرمطة، وعرفت مين اللي اتظلم"، في الوقت الذي علق فيه محمود سعد في برنامجه "آخر النهار" قائلاً "إذا كان المواطن قد اعتذر للشرطة فلماذا يتم نقله إلى مستشفى الشرطة؟".
أما الإعلامية منى الشاذلي فقالت في برنامجها، إنها اكتشفت أن "التليفون الذي تحدث منه للبرنامج على الهواء يخص ضابطًا في العلاقات العامة بوزارة الداخلية"، وبسخريته المعهودة قال مذيع "القاهرة اليوم" عمرو أديب "إن هناك خناقة كبيرة ستحدث بين حمادة وأهل منزله بعد عودته، لأنهم قاموا بتكذيبه"، وهنا تقول فتاة أخرى على "فيسبوك"، إن "مشروع النهضة فرق بين الأب وابنته!".
في غضون ذلك، انتقل رئيس نيابة مصر الجديدة، أشرف الهلالي، إلى المواطن حمادة صابر والذي تم سحله في تظاهرات قصر الاتحادية، كي يتم مواجهته بالفيديو الذي يظهر فيه أثناء اعتداء مجموعة من الداخلية عليه، فيما أكدت مصادر في مستشفى الشرطة لـ"العرب اليوم"، التي يمكث فيها حمادة، أن رئيس النيابة واجه حمادة بالفيديو، الذي أظهر تعدي عدد من جنود الأمن المركزي عليه، وقاموا بسحله إلى سيارة الشرطة.
و كانت قد واجهت النيابة كذلك بأقوال أفراد أسرته خلال العديد من المداخلات التليفزيونية، وتحديدًا أقوال نجلته راندا مع الإعلامي عمرو أديب التي أكدت كذب والدها على الهواء، بعدما نفى تعدي أي من أفراد الأمن عليه وسحله في تظاهرات قصر الاتحادية في "جمعة الخلاص"، وأكد أن المتظاهرين هم من اعتدوا عليه، والشرطة هي التي حمته.
أرسل تعليقك