المقاومة السورية تتراجَع للخَلْف بعدما كانت تُمطِرُ دمشق بقذائف الهاون
آخر تحديث GMT21:53:18
 العرب اليوم -

البلاد تشهد تحوُّلاتٍ قويةً لصالح الأسد والمعارضة تَفقِد الدعمَ الشعبيّ

المقاومة السورية تتراجَع للخَلْف بعدما كانت تُمطِرُ دمشق بقذائف الهاون

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المقاومة السورية تتراجَع للخَلْف بعدما كانت تُمطِرُ دمشق بقذائف الهاون

عناصر من المعارضة السورية المسلحة

دمشق ـ  جورج الشامي كانت قوات المقاومة السورية قبل فترة قصيرة تُمطر العاصمة دمشق بوابل من قذائف الهاون، وكان جنود الحكومة يتراجعون، وكانت التقارير الصحافية تشير إلى مزيد من الأراضي التي تَفلِت من قبضة بشار الأسد، كما تشير إلى المخاوف من أن الأسد قد يصل به اليأس إلى استخدام الأسلحة الكيميائية، أما اليوم فقد انعكست الأوضاع، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة اقتتال جماعات المقاومة في ما بينها بصورة وحشيّة على نحو أفقدها الكثير في ساحة المعارك.
وفي تلك الأثناء، فإن الولايات المتحدة والقوى الغربية التي كانت تدعو إلى تنحّي الأسد عن حكم البلاد تبدو الآن مُتردّدة في تزويد المقاومة السورية بالأسلحة التي باتت في مسيس الحاجة إليها.
وعلى الرغم من أن هناك قلة تتوقع أن يعود الأسد من جديد لفرض هيمنته ووحشيّته على أنحاء سورية كافة، إلا أن البعض من أعدى أعدائه يعترف بأن وضع الأسد الآن يزداد قوة عمّا كان عليه منذ أشهر عدّة، وأنه من المحتمل أن يكتسح حركة المقاومة التي تعيش حاليًا حالة من التشرذم.
ويقول الكاتب السوري حسان حسان "إن قوّة الأسد الآن لا تتمثل في كونه رئيسًا يسيطر على الدولة، وإنما في كونه جنرالَ حَربٍ وقائدًا عسكريًا"، مضيفًا أنه غير مؤهّل للعودة إلى السيطرة على البلاد من جديد.
وأدّت الحرب الأهلية في سورية إلى "بَلْقَنة" البلاد، حيث تسيطر كل جماعة على جزء من البلاد، فقوات الحكومة تسيطر على دمشق وعدد من المدن الكبرى، بينما تسيطر المعارضة على عدد من المناطق في شمال وشرق البلاد، ولكنها أبعد ما تكون عن التوحّد نتيجة التنافس في ما بين المليشيات المسلحة على الموارد، ومحاولة فرض قوانينها وشرائعها الخاصة بها على تلك المناطق.
ويعيش قرابة 60 في المائة من سكان سورية حاليًا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، بينما تسيطر المقاومة على 60 إلى 70 في المائة من أراضي البلاد، وهذا يعني أن المقاومة تكون أقوى في المناطق الأقل سكانًا، وبالتحديد في المناطق الريفية، كما يقول الخبير في الشأن السوري في معهد واشنطن أندرو تابلر.
ويَبقى الواقع أن قوات الأسد استعادت بعض المكاسب التي جنتها المقاومة، كما نجحت في تخفيف الضغط عن العاصمة، ووصل الأمر باعتراف بعض المقاتلين الذين كانوا يتوقّعون نهاية قريبة للأسد على طريقة ما حدث لزعماء آخرين في المنطقة بتلك الحقيقة، وذلك الواقع الجديد.
ويقول أحد قادة المقاومة في حمص رفض ذكر اسمه "إنه إذا ما استمرت الأوضاع على تلك الحال فإن الناس سوف تثور على المقاومة في ظل تقدم قوات الأسد".
وانتقد زملاءه في المقاومة، واتهمهم بوضع مصالحهم الشخصية على حساب توسيع النضال ضد الأسد، كما اتهمهم بالمتاجرة في السلاح والتربُّح من تلك التجارة.
وأضاف "إن عدم توحّد المقاومة قد أطال أمد الحرب، وزاد من مهمة المقاومة صعوبة".
وأكد أنه لا يستطيع أن يرد على المواطن السوريّ العاديّ لو سأله عما فعلَتْه المقاومة من أجله.
ويتلقى كلُّ طرف في النزاع دعمًا من جهات دولية، فحكومة الأسد تتلقّى دعمًا ماليًا وعسكريًا من روسيا وإيران و"حزب الله"، كما أن الهيكل القياديّ الذي يتمتع به جيشه وتوحّده خلف شخصيّة الأسد ساعد على تماسك قوات الحكومة السورية.
أما جماعات المقاومة فهي تتنافس على الدعم المُقدّم لها من السعودية وقطر وعدد آخر من المموّلين الذين يحملون أفكارًا أيديولوجية مختلفة ومصالح مختلفة، الأمر الذي انعكس على جماعات المعارضة، كما أن زيادة قوة "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" ساهم في زيادة حدّة الانشقاق، في الوقت الذي تشكو فيه المقاومة من عدم تلقّيها السلاح، على الرغم من قيام الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن توريد السلاح إلى المقاومة السورية.
وقال القائد في "الجيش السوري الحر" الجنرال سليم شاهين "إن الغرب لا يريد سقوط الحكومة، ولهذا فهو لا يمُدّ المقاومة بالسلاح". وأضاف أن "تردّد الغرب حتى الآن في توريد السلاح والخوف من سقوطه في أيدي المتطرفين تسبّبا في أضرار جسيمة للمقاومة ضد قوات الأسد، التي تحظى بدعم روسيا وإيران وحزب الله".
وشَهِدَت الأشهر الأخيرة فشل المقاومة في توفير الخدمات الأساسية للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، ولا تزال مدينة حلب أكبر مدن سورية تشهد انقسامًا وأضرارًا بالغة، حيث يُلقي الكثيرُ من السكان باللوم على المقاومة في الدمار الذي لحق بالمدينة".
وحرَم سقوطُ بلدة القصير في أيدي قوات الحكومة المقاومةَ من ممر إستراتيجي لنقل الأسلحة إليهم من لبنان، ومنذ ذلك الحين بدأت علامات الانشقاق تظهر في أوساط المقاومة، وتطوّر الأمر إلى الصدام المسلّح، وتحوّل العديد من أفراد المقاومة ضد "الجماعات الجهادية" التي سبق وأن رحّب بها في بداية الحرب الأهلية، وخلال الأسبوع الماضي قام "المُتطرّفون" بقتل اثنين من قادة المقاومة السورية في شمال سورية.
وتمنَح كلُّ الشواهد الأسدَ قدرًا أكبر من الثقة، وقبل شَهر كان الأسد قلقًا من هجمات المقاومة على ضواحي دمشق، أما اليوم وبعد معركة القصير وإبعاد المقاومة عن ضواحي العاصمة بات أكثر ثقة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقاومة السورية تتراجَع للخَلْف بعدما كانت تُمطِرُ دمشق بقذائف الهاون المقاومة السورية تتراجَع للخَلْف بعدما كانت تُمطِرُ دمشق بقذائف الهاون



GMT 18:01 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

إيران تستعد لشن هجوم بصواريخ باليستية على إسرائيل

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:52 1970 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل عشرات المدنيين بغارات للجيش السوداني في السودان
 العرب اليوم - مقتل عشرات المدنيين بغارات للجيش السوداني في السودان
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab