باريس ـ سعيد الغامدي
أكدت المملكة العربية السعودية أنّ التهديد الذي يمثله تنظيم " داعش " قد تجاوز في جغرافيته العراق والشام، وبات يُشكّل خطرًا يُهدد الجميع ويستدعي محاربته والتصدي له بروح جماعية تقي الدول مخاطره ونتائجه.
جاء ذلك في مداخلة قدّمها وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل ، خلال مؤتمر الأمن والسلام في العراق، والذي بدأ في وقت سابق الاثنين، في العاصمة الفرنسية باريس، وأعرب خلالها على الجهود في الإعداد لهذا المؤتمر الهام الذي يتوقف على نتائجه الشيء الكثير بالنسبة لحاضر ومستقبل العراق في ظلّ التحديات التي يواجهها.
وأكد وزير الخارجية: "يأتي اجتماع اليوم بعد تطورات سياسية وأمنية عاصفة شهدتها الساحة العراقية والتي تضع هذا البلد أمام مفترق طرق بين ماضٍ شهد حالة من الاضطراب السياسي والعنف الطائفي وأشكال التدخل الخارجي المصحوبة بتحديات هدّدت سيادته ووحدته الوطنية ويمثل حاضره فرصة لخروجه من هذا المأزق مع وجود حكومة جديدة نأمل أنّ يتوفر فيها التوازن السياسي الذي افتقدته الحكومة السابقة ورئيس للدولة يوفر ضمانة للدستور وراعيًا لأمن واستقرار الوطن كما في كلمة الرئيس فؤاد معصوم".
ودعا وزير الخارجية إلى مؤازرة العراق في مواجهة ما يُهدّد سلمه الأهلي وبتوفير ما يساعد الحكومة ورئيس الدولة الجديد على المُضي قدمًا في تطبيق أوجه الإصلاح السياسي المطلوب والعمل على تحقيق متطلبات الحكم الرشيد وتكريس العدالة وتحقيق المساواة بين مكونات الشعب العراقي في إطار من الضمانات المؤسسية كما ورد في كلمة معالي وزير الخارجية ابراهيم الجعفري .
وأشار إلى أنّ تحدي " داعش " الذي تواجهه الحكومة العراقية لا يعدو كونه شكلاً من أشكال الإرهاب العابر للحدود والقارات والذي فرضته جملة من المعطيات الفكرية والسياسية والأمنية التي تجتاح منطقتنا والتي وفرت لهذا التنظيم أرضية خصبة استغلها لتحقيق مآربه ومآرب من يستفيدون منه تحت غطاء الدين الإسلامي الذي هو براء منهم وأفكارهم وأفعالهم.
ومضى بحديثه: "إنّ التهديد الذي يمثله تنظيم " داعش " قد تجاوز في جغرافيته العراق والشام وبات يُشكل خطرًا يهددنا جميعًا ويستدعي منا محاربته والتصدي له بروح جماعية تقي دولنا مخاطره ونتائجه، وحيث أنّ هذا التنظيم قد وجد في أرض سوريا بحكم طبيعة نظام الأسد أرضًا خصبة للتدريب وتلقي العتاد والتحرك بحرية دونما عرقلة أو ضوابط فلابد لأي استراتيجية لضرب "داعش" من أنّ تشمل أماكن تواجده على الأرض السورية".
وأضاف الأمير سعود الفيصل : "أننا نرى بأهـمية توفير كل أشكال الدعم الضروري للمعارضة السورية المعتدلة المتمثلة في الائتلاف الوطني لتمكينها من التصدي المزدوج لتنظيم " داعش " ولنظام يعمل على تغذية هذا التنظيم والاستفادة منه لضرب المعارضة السورية المشروعة واستغلاله كذراع إضافي لإيقاع مزيدًا من المعاناة والعذاب على الشعب السوري المنكوب".
وأوضح وزير الخارجية أنّ مُحاربة التطرف مسألة لن تنتهي بمعركة واحدة أو خلال فترة قصيرة قائلا كل الدلائل تشير إلى أنّ هذه المواجهة سيطول أمدها ولن تكون خاتمتها بالانتصار على " داعش " مع حتمية هذا الأمر فكما أنّ التطرف لم يتوقف بالقضاء على بن لادن ودحر القاعدة فإنّ نهايته لن تكون محسومة بالقضاء على " داعش "، ومن هذا المنطلق فإننا نرى بضرورة أنّ يستمر هيكل التنظيم المُزمع إقامته لمحاربة " داعش " أنّ يستمر على الأقل عشر سنوات حتى نضمن بإذن الله زوال هذه الظاهرة البغيضة".
أرسل تعليقك