نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن
واشنطن ـ يوسف مكي
أكد ، أن "الخيار العسكري لايزال مطروحًا أمام الرئيس أوباما لمنع إيران من إنتاج أسلحة نووية". وأضاف أن "تهديدات باراك أوباما في استخدم القوة العسكرية لمنع إيران من صنع القنبلة النووية ليس على سبيل الخداع والتضليل"، وقال إن "الولايات المتحدة تفضل حاليًا الحل
الدبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية، لكن ذلك لا يعني أنها تستبعد الخيار العسكري".
وأوضح بايدن في خطاب له أمام المؤتمر السنوي للجنة إيباك التي تدعم العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وهي أكبر جماعات الضغط المناصرة لإسرائيل داخل أميركا، أن "الرئيس الأميركي لا يلجأ ولا يمكنه أن يلجأ إلى التضليل والخداع في هذا الشأن".
يذكر أن إسرائيل تسعى للحصول على تأييد ودعم الولايات المتحدة في حال إذا ما قررت ضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وتسود الأوساط السياسية شكوكًا بشأن مدى التزام أوباما بالخيار العسكري ضد إيران في ظل عدم رغبة الإدارة الأميركية في التورط في حرب جديدة بعد خبراتها في كل من العراق وأفغانستان، ويرى بعض المراقبين أن "تهديد أوباما باستخدام القوة العسكرية، لا يهدف إلى الدخول في حرب جديدة، وإنما يهدف ببساطة إلى ممارسة الضغوط على إيران من أجل الخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات الدبلوماسية".
وقد حاول أنصار إسرائيل المؤيدون للخيار العسكري، خلال كلماتهم أمام المؤتمر السنوي، الرد على رفض أوباما إلى اللجوء إلى الخيار العسكري من خلال إصرارهم على أن التدخل العسكري لا يتطلب سوى شن غارات جوية ليلية على المنشآت النووية الإيرانية، وليس الدخول في صراع طويل الأمد.
وعلى عكس اندفاع الولايات المتحدة نحو الحرب على العراق، فإن الإدارة الأميركية تعقد العزم على طرق البدائل كافة، قبل اللجوء إلى الخيار العسكري، ويقول بايدن إنه "وقبل اللجوء إلى الخيار العسكري، فإنه ينبغي أن يدرك العالم أجمع، أن الولايات المتحدة قد استنفدت كل ما في وسعها للحيلولة من دون اللجوء إلى هذا الخيار المحتمل".
وكان أوباما في مقابلة أجراها العام الماضي قد أصر على أنه "لا يمارس التضليل والخداع، ومع ذلك فإن تصريحاته العامة تتناقض مع الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على إسرائيل وراء الكواليس، لمنعها من ضرب المنشآت النووية الإيرانية، ولاسيما أثناء فترة انتخابات الرئاسة الأميركية". ويرى البيت الأبيض أن "إيران تأتي على قائمة أولويات السياسة الخارجية الأميركية خلال فترة الرئاسة الثانية لأوباما".
وكانت مجموعة الخمسة "زائد واحد" قد أجرت أخيرًا محادثات غير حاسمة مع إيران، ومن المنتظر أن تجري معها مزيدًا من المحادثات في وقت لاحق، وفي مؤتمر صحافي في السعودية، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري الأحد إن "هذه المحادثات مع إيران، لن تمتد إلى ما لا نهاية".
ومن المعروف أن إيران تنفي سعيها إلى إنتاج أسلحة نووية، وتصر على أن برنامجها النووي للوفاء باحتياجاتها المحلية من الطاقة النووية.
وكان بايدن يتحدث في المؤتمر قبل زيارة أوباما لإسرائيل والمزمع القيام بها في وقت لاحق من آذار/ مارس الجاري، شريطة أن ينتهي نيتانياهو من تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وتشير صحيفة "الغارديان البريطانية" إلى أن "إيران وليست القضية الفلسطينية، هي الشغل الشاغل لإسرائيل في الوقت الراهن، وذلك على الرغم من تأكيد بايدن، تمسك البيت الأبيض بـ "حل الدولتين لحسم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وينظر الكثير من الإسرائيليين بعين الشك إلى أوباما، ويعتبرونه أكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين، لكنهم لا ينظرون تلك النظرة إلى بايدن المعروف بتأييده لإسرائيل. ويصر بايدن على "أنه هو وأوباما ملتزمان تمامًا بأمن إسرائيل وأن أمن إسرائيل يأتي على رأس اهتمامهما الشخصي".
وقال بايدن إن "الولايات المتحدة تعمل بجد من أجل الحفاظ على التفوق النوعي الإسرائيلي عسكريًا حتى في وقت الركود الاقتصادي".
ويعتزم أعضاء لجنة إيباك ممارسة ضغوطًا كبيرة في الكونغرس الأربعاء، وسيسعى هؤلاء أيضًا للتأكد من أن المساعدات الأميركية لإسرائيل، لن تتأثر بخفض مبلغ 85 مليار دولار من ميزانية الولايات المتحدة.
أرسل تعليقك