كشفت مصادر سياسية عراقية، اليوم الأحد، عن وجود اتفاق بين الجانبين العراقي والأميركي على تسليم الأخير ثلاث طائرات إف 16 لبغداد، من أصل 36 طائرة تعاقدت عليها، على أن تقلع وتهبط من قواعد في الأردن وليس من العراق، نظرًا لعدم تهيئة قواعد مناسبة لهذه الطائرات المتطورة.
ويرتبط العراق مع الولايات المتحدة الأميركية باتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة في 2008 والتي رسمت ملامح العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية بين الطرفين.
ومهدت الاتفاقية لخروج القوات الأميركية من العراق في أواخر 2009 بعد الإطاحة بالنظام السابق، كما تحتوي على عقود تسليح الجيش العراقي، إلا إنَّ حكومة بغداد، تشكو من تأخر واشنطن في تنفيذ التزاماتها المتعلقة بعقود التسليح ولا سيما ما يتعلق منها بالأسلحة الثقيلة وطائرات حربية مقاتلة.
وفي هذه الأثناء، دعا وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، اليوم الأحد، الولايات المتحدة الأميركية إلى الالتزام باتفاقات مبرمة بين الجانبين بما يسهم في تعزيز العلاقات بين الجانبين.
وجاء حديث الجعفري، خلال استقباله اليوم الأحد السفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز، بحسب بيان للخارجية العراقية ورد إلى "العرب اليوم".
وذكر البيان أن اللقاء بحث "مستجدات الملف الأمني والسياسي وتطورات الحرب ضد تنظيم "داعش" المتطرف، فضلًا عن أوضاع العائلات النازحة وسير العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة".
وأكد الجعفري "ضرورة وقوف بلدان العالم كافة إلى جانب الشعب العراقي الذي يقاتل بالأصالة عن نفسه دفاعًا عن سيادته وكرامته وسلامة أراضيه، وبالنيابة عن شعوب العالم"، داعيًا الجميع إلى "تقديم المساعدات العسكرية والإنسانية والخدمية وأن تكون على مستوى التحديات التي يمر بها العراق".
كما شدد وزير خارجية العراق على "ضرورة الالتزام بالاتفاقات الموقعة بين العراق وأميركا بما يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين".
وانتقد النائب عن التحالف الوطني عبود وحيد العيساوي، الأحد، تحديد الأراضي الأردنية كقاعدة جوية لانطلاق طائرات إف 16 العراقية، وفيما بين أن هذا جزء من "تعقيدات" أميركية لتأخير تسليمها للعراق والحد من فاعليتها، دعا الحكومة إلى عدم "الرضوخ" لهذه المطالب.
وأضاف العيساوي، في بيان ورد إلى "العرب اليوم" أن "هناك معلومات يتم تداولها عن قرب تسليم ثلاث طائرات إف 16 إلى العراق من أصل 36 طائرة تم التعاقد عليها، على أن تقلع وتهبط من قواعد في الأردن"، معربًا عن استغرابه "من هذا الأمر، لأن قاعدة الإمام علي (ع) الجوية في ذي قار تم الإعلان عنها منذ العام الماضي عن جاهزيتها لاستقبال هذه الطائرات".
وأردف العيساوي أن "التحجج بعدم وجود مدرج مناسب لهبوط وإقلاع طائرات إف 16 ليس عذرًا مناسبًا ولا حقيقيًا"، داعيًا الحكومة إلى "الرضوخ لهذه التعقيدات الأميركية، باعتبارها حجج واهية".
وتابع العيساوي أن "تواجد الطيران الحربي المتطور عامل حاسم في القضاء على المجاميع المتطرفة في الحرب التي تخوضها القوات الأمنية مسنودة بالحشد الشعبي وأبناء العشائر لتطهير أرض العراق من مجرمي "داعش"، لكن السفير الأميركي أكد خلال لقائه بوزير الخارجية العراقي "دعم بلاده للحكومة العراقية في حربها ضد عناصر "داعش" المتطرفة"، مشيرًا إلى "التنسيق المستمر بين التحالف الدولي والقوات العراقية، وتوفير المستلزمات الضرورية لمساعدة العراق".
ويتلقى 35 طيارًا عراقيًا بالإضافة إلى 100 فني صيانة تدريباتهم الأولية في الأردن ثم يواصلون تدريباتهم الاحترافية في الولايات المتحدة، وسدد العراق 30% من قيمة العقد الكلي لـمقاتلات إف 16.
وأوضح عضو اللجنة المالية البرلمانية النائب هيثم الجبوري، في حديث صحافي أن "الأموال التي دفعها العراق إلى الحكومة الأميركية ضمن صفقة تسليح الجيش العراقي بطائرات إف 16 وصلت إلى ما يقارب 30% أي أكثر من مليار دولار"، مبينًا أن "قيمة العقد الكلي تصل إلى 3 مليارات دولار أميركي، إذ تبلغ قيمة الطائرة الواحدة طراز إف16 بين 95 - 100 مليون دولار".
وأضاف الجبوري، أن "هذا العقد، الذي أبرم منذ سنوات بين بغداد وواشنطن، يقضي بتسليح العراق 36 مقاتلة طراز إف 16 مع ذخيرتها بشكل كامل"، منوهًا إلى أن "من ضمن شروط العقد تدريب الحكومة الأميركية طيارين عراقيين على قيادة المقاتلات"، موضحًا أن "عدد المتدربين العراقيين وصل إلى 35 بعضهم يتلقى تدريباته في الولايات المتحدة الأميركية وقسم آخر في الأردن"، مشيرًا إلى "وجود تأخر في تدريب الطيارين وتسليم الطائرات من قبل الجانب الأميركي".
وأشار الجبوري إلى أن "الإدارة الأميركية تتحجج بعدم وجود قواعد عراقية عسكرية جاهزة لاستقبال هذه الطائرات"، مضيفًا أن "الجانب الأميركي يعتقد أن قاعدة الإمام علي غير صالحة لهبوط إف 16 وكذا الحال ينطبق حتى على قاعدة بلد الجوية".
وتابع الجبوري، أن "الخبراء الأميركيين يرون أن قاعدة الصويرة العسكرية صالحة لتكون قاعدة لـإف 16 وبالتالي هناك نوايا لإحالتها إلى شركة صينية من قبل الحكومة العراقية لإعادة تأهيلها".
وكشف النائب عن ائتلاف دولة القانون عن "وجود اتفاق بين الجانبين العراقي والأميركي على تسليم ثلاث طائرات إف 16 على أن تقلع وتهبط من قواعد في الأردن وليس من العراق".
وذكر الجبوري، أن "العقد ينص على أن تكون فترة الصيانة من قبل الجانب الأميركي على هذه الطائرة فترة وجيزة ثم يتسلم المهمة فنيون عراقيون"، لافتًا إلى أن "الجانب الأميركي سلّم العراق 3 مقاتلات على الأراضي الأميركية تحطمت واحدة منها والمتبقي اثنان فقط".
أرسل تعليقك