الأمين العام السابق لـ"الأفلان" عبدالعزيز بلخادم وعضو اللجنة المركزية عبدالقادر حجار
الجزائر ـ حسين بوصالح
تقيّم حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني في اجتماعها مع منسقي الحركة في الجزائر العاصمة، أشغال الدورة الأخيرة للجنة المركزية التي أفضت إلى سحب الثقة من خصمهم عبد العزيز بلخادم، وتدرس عناوين المرحلة المقبلة وتقديم مرشحها، في وقت تداولت الاوساط بقوة اسم عبد القادر حجار،
رجل التوافق لدى جماعة بلخادم ، ما اوحى بان الأمين العام السابق قرر عدم الترشح لمنصب الأمين العام.
وإن كان اسم عبد الرزاق بوحارة هو الأكثر تداولا بين أعضاء الحركة التقويمية، ما يوحي بانه بات مرشحهم، فإن خصومهم من الموالين لبلخادم أيقنوا أن تقديم اسم كبير بحجم سفير الجزائر لدى تونس عبد القادر حجار المحسوب على لجنة "العقلاء" التي سعت لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة قبل انعقاد دورة اللجنة المركزية، هو الرجل الذي يعوّل عليه أنصار بلخادم للوقوف في طريق التقويمية التي تريد الاستحواذ على الحزب –حسب وجهة نظرهم-
من جهتها، ترفض الحركة التقويمية حلّ نفسها بعد الإطاحة ببلخادم، مؤكدة استمرارها حتى تحقيق الأهداف التي حددتها، وأهمها القضاء على منظومة الفساد التي أرساها الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، والقضاء على الانحراف السياسي والأخلاقي –حسب تصريحات الناطق باسم التقويمية محمد الصغير قارة- الذي أكد أن "التقويمية ستزول تلقائيا بمجرد زوال مسببات وجودها".
وأضاف نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني سابقا في حديث ل"لعرب اليوم"، أن الحركة أنشئت لإعادة ترتيب بيت الحزب العتيد وليس لتنحية بلخادم من منصبه، وفي رده عمن هو الرجل الذي تراه التقويمية أهلا لقيادة "الأفلان" خلال المرحلة ، اوضح قارة ، أن القيادي عبد الرزاق بوحارة، الذي نعتقد أنه تتوفر فيه الشروط التي نطرحها لدعم أي مرشح لمنصب الأمين العام، وهي أن يكون نظيفا وبعيدا من المال الفاسد، له استعداد لمحاربة المال الفاسد، والعمل على إرجاع الحزب إلى مناضليه الحقيقيين.
من جهة أخرى، يسعى أنصار بلخادم إلى إقناع السفير عبد القادر حجار الذي يحظى باحترام المتخاصمين، للدخول في سباق الأمانة العامة خلال الدورة الطارئة التي ستنعقد خلال أيام، وكشف مصدر مقرب من بلخادم أن هذا الأخير قرر عدم الترشح تجنبا لعودة الفتنة داخل الحزب العتيد، وهي إشارات واضحة أن جهات فوقية أكدت على ابتعاد بلخادم عن الصراع حتى تتقارب وجهات النظر بين الطرفين.
ويعتبر عبد القادر حجار من بين "جماعة العقلاء" الذين قادوا جهود الوساطة بين الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، وبين خصومه من وزراء المكتب السياسي والحركة التقويمية، إلى جانب كل من عبد الرزاق بوحارة ومحمد بوخالفة وعفان قزان جيلالي وأحمد السبع، وهو ما يؤهله لإمكان خلق تكافؤ في موازين القوى بين الراغبين في الدفع ببوحارة، وبين الباحثين عن اسم آخر بديلا له.
من جهته، أكد القيادي في جبهة التحرير الوطني الوزير عمار تو ، أنه لا يمكلك أي نية أو طموح لقيادة "الأفلان"، وقال الوزير على هامش زيارة تفقدية إلى عنابة في الشرق الجزائري، "حزب جبهة التحرير الوطني ليس كباقي الأحزاب، وعندما يتحرك يصنع المفاجآت"، في إشارة الى أن جديد الحزب سيكون وجها جديدا يحظى بثقة النظام الجزائري وتوافق الخصوم.
واستبعد عمار تو أحد الوزراء المنقلبين على بلخادم، إمكان ترشحه لمنصب الأمين العام، و رجّح أن يفصل في أمره بالتوافق بين الطرفين، في إشارة منه إلى أن خليفة بلخادم في مقدم الحزب العتيد يجب أن يحوز الرضا من جانب طرفي الصراع سواء من حركة تقويم وتأصيل الجبهة أو من الموالين لبلخادم، واكتفى تو بالتعليق على سحب الثقة من بلخادم بقوله "اذكروا موتاكم بخير" ما يؤكد أن عهد بلخادم انتهى سياسيا داخل "الأفلان".
أرسل تعليقك