غزة ـ محمد حبيب
تبادلت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحكومة "حماس" في قطاع غزة، خلال الأيام الماضية، توزيع الصحف المحلية، في خطوة هي الأولى منذ الانقسام الحاصل في العام 2007، فيما لاقت هذه الخطوة ترحيبًا واسعًا من قبلِ المواطنين لتعَطُّشِهم لرؤية خطوات إزالة الانقسام.
وسمحت السلطة أخيرًا بطباعة وتوزيع صحف " فلسطين" و"الرسالة" و"الاستقلال" من غزة في محافظات الضفة ومدنها، في إطار الجهود المبذولة لإتمام المصالحة الداخلية.
وسمحت حكومة "حماس" في غزة بتوزيع صحف "القدس" و"الأيام" و"الحياة الجديدة" في القطاع، منذ الأربعاء الماضي، كبادرة حسن نية ليتم تنفيذ مثيلها في الضفة.
ويُعَد السماح بتوزيع الصحف في كل من الضفة وقطاع غزة بعد سبع سنوات من الحظر أبرز مطالب لجنة الحريات العامة التي انبثقت من لجان المصالحة الفلسطينية.
وتلقَّى الفلسطينيون هذا الأمر ببالغ التفاؤل، الأمر الذي أعتبره محللون تعطشًا من قِبل الشارع الفلسطيني لرؤية الانقسام يزول على الأرض ولو بأمور بسيطة.
وأكّد المدير الإداري والمالي في صحيفة "فلسطين" هيثم السك أن الإجراءات الفنية والإدراية اكتملت لطباعة الصحيفة بشكل يومي ومنتظم في مدينة القدس، وغالبيّة محافظات الضفة وأهمها: رام الله والخليل، ونابلس وطولكرم، وأريحا وجنين، وقلقيلية، والبيرة، وبيتونيا.
وأوضح السك أنه جرى توزيع الصحيفة في مدينة القدس وغالبية المحافظات.
وأشار المدير العام لصحيفة فلسطين إياد القرا إلى أن "السماح بطباعة وتوزيع الصحف وبينها صحيفة فلسطين هو خطوة إيجابية ومهمة في اتجاه التقدم إلى الأمام في ملف المصالحة، والانتقال من الإعلانات والتصريحات إلى الممارسة الواقعية لبناء الثقة بين الطرفين، بعد ثماني سنوات من الشد والجذب".
وأوضح القرا: "اليوم من خلال تجربة الأيام الماضية ومتابعة توزيع وطباعة صحيفة فلسطين في الضفة الغربية، لمست حرصًا من الأطراف كافة سواء حركة حماس أو لجنة الحريات أو حركة فتح على أن تكون الأجواء إيجابية وعدم توتيرها وأن لكل مشكلة حلاً ومبدأ حسن النوايا هو المأمول والسائد، واستمراره قائم على قاعدة تحييد الخلاف والبناء على الوفاق".
وجاءت هذه الخطوة بعد سماح حكومة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المقالة في غزة بتوزيع صحف "الأيام" و"القدس" و"الحياة الجديدة" الصادرة في الضفة الغربية في قطاع غزة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتبادل فيها قطاع غزة والضفة الغربية توزيع الصحف المحلية الصادرة في كلتا المنطقتين، منذ بدء الانقسام الفلسطيني الداخلي منتصف العام 2007.
وجاءت الخطوة ترجمة لاتفاق تنفيذ المصالحة الذي أُعلن بين وفد من منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) وحركة "حماس" في 23 نيسان/ أبريل الماضي، وينص على تشكيل حكومة توافق، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
وتتولَّى لجنة الحريّات المشكلة من مختلف الفصائل الفلسطينية العمل على حل كل القضايا المتعلقة بالحريات بين الطرفين.
وأكّد رئيس اللجنة مصطفى البرغوثي أن قضية تبادل الصحف لم تكن القضية الأولى التي قامت اللجنة بحلها، وأوضح أن اللجنة أصرّت على حل قضية الصحف كونها أكثر الأشياء التي من الممكن للمواطن أن يلمسها.
وأشار البرغوثي في تصريح صحافي إلى أن اللجنة أنهت النظر في ملفات عالقة مثل قضية منع إصدار جوازات سفر.
وناقشت لجنة الحريات أيضًا قضية المعتقلين السياسيين لدى الجانبين، وسط استمرار تبادل الاتهامات بأن كل طرف لم يُطلق المعتقلين لديه، وأكّد البرغوثي التقدم في هذا الملف، وتعهد بأن تواصل اللجنة عملها لحل كل الإشكاليات المتعلقة بهذا الأمر.
من جهته، أكّد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة المهندس إيهاب الغصين أن رئيس الوزراء في غزة أصدر تعليماته بإعادة السماح بتوزيع الصحف في قطاع غزة، كمبادرة جديدة من الحكومة في إطار دعم المصالحة الفلسطينية، واستجابة للجنة الحريات، مشيرًا إلى أهمية أن يكون هناك "خطوات حقيقية من قِبل الإخوة في الضفة الغربية، لإنهاء ملف المؤسسات الإعلامية والصحف بشكل كامل".
وأوضح: "نتمنى أن نتجاوز أمور الانقسام الإعلامي، لأن هناك قناعة من قِبلنا بأن إدخال الصحف والعمل الاعلامي وعمل المؤسسات الإعلامية هي ليست منة من أحد، بل هي واجب يتم عمله لخدمة المواطنين".
وأعلن أن حكومته "لا تراجع أية انتقادات لعملها، لكنها تنتقد عدم المهنية والسب والتجريح، لذلك المطلوب من الصحف والوسائل الإعلامية، المهنية والمصداقية والموضوعية".
أرسل تعليقك