القاهرة ـ أكرم علي
استضافت القاهرة الثلاثاء والأربعاء الماضيين أعمال الدورة الثانية عشر من منتدى التعاون العربي الصيني على مستوى كبار المسؤولين؛ لتدشين آلية جديدة تسهم في توطيد علاقات التعاون العربي الصيني، بغية تنسيق المواقف السياسية وتبادل التأييد حيال القضايا الإقليمية والدولية محل اهتمام الجانبين.
إذ شارك من الجانب الصيني وفد رفيع المستوى ضمّ مسؤولين من وزارة الخارجية الصينية وعدد من الوزارات الصينية المعنية برئاسة المدير العام لإدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الصينية.
بينما ترأس الجانب العربي مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية في جمهورية مصر العربية، السفير ياسر مراد، بمشاركة كبار المسؤولين من الدول الأعضاء كافة في جامعة الدول العربية.
وصرَّح مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير طارق عادل، والذي ترأس الوفد المصري المشارك في أعمال المنتدى، بأن آلية منتدى التعاون العربي الصيني تحظى باهتمام بالغ من الجانبين العربي والصيني، بالنظر إلى إسهامها في الارتقاء بمستوى التعاون بين الجانبين في كافة المجالات، فقد حققت هذه الآلية منذ تدشينها العام 2004 طفرة نوعية في مجمل العلاقات العربية الصينية.
وأشار السفير عادل إلى أن هذه الدورة تكتسب أهمية خاصة؛ حيث شهدت تدشين آلية جديدة تسهم في توطيد العلاقات بين الجانبين بغية تنسيق المواقف السياسية وتبادل التأييد حيال القضايا الإقليمية والدولية محل اهتمام الجانبين، فقد تم تخصيص اليوم بأكمله للدورة الأولى للحوار السياسي الاستراتيجي العربي الصيني والتي جرى خلال أعمالها مشاورات سياسية معمقة حول أبرز القضايا السياسية الإقليمية مثل القضية الفلسطينية والشأن السوري والوضع في اليمن وليبيا ومكافحة التطرف في منطقة الشرق الأوسط، علاوة على القضايا الدولية المهمة مثل إصلاح الأمم المتحدة، وبالأخص فيما يتعلق بإصلاح وتوسيع مجلس الأمن الدولي.
وأضاف مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية أنه قد تم خلال اليوم الثاني استعراض وتقييم ما تم إنجازه في إطار المنتدى منذ الدورة الأخيرة التي انعقدت على المستوى الوزاري العام الماضي في بكين، حيث أعرب الجانبان عن سعادتهما بما تم تحقيقه من البرامج والأنشطة والفعاليات المتضمنة في البرنامج التنفيذي للمنتدى بين العامين 2014-2016.
أشار السفير طارق إلى ارتياح الجانب المصري لما وصلت إليه العلاقات الصينية العربية بشكل عام في إطار المنتدى، وكذا بمستوى العلاقات الصينية مع مصر بشكل خاص، فقد تحققت نقلة نوعية كبيرة في العلاقات الثنائية أثناء الزيارة المهمة الأخيرة التي أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الصين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تمثلت في توقيع الرئيسين المصري والصيني على بيان مشترك لإقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، كما تم خلال الزيارة توقيع 6 اتفاقات تعاون في مجالات مختلفة، هذا بخلاف الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين الجانبين؛ وعلى رأسها زيارة وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي للصين أخيرًا، ومشاركة وزير التجارة الصيني في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري في شرم الشيخ.
وقد صدر عن أعمال الدورة الثانية عشر من منتدى التعاون العربي الصيني على مستوى كبار المسؤولين توصيات تناولت مجمل المواقف السياسية التي تم الاتفاق حولها بين الجانبين العربي والصيني، وكذا تقييم منجزات المنتدى في إطار البرنامج التنفيذي لمواصلة العمل بغية أن ترى جميع البرامج والأنشطة المتضمنة فيه النور قبل نهاية العام المقبل، ليخطو الجانبان خطوة جديدة على مسيرة العمل المشترك بينهما.
أرسل تعليقك