بغداد - نجلاء الطائي
استغل تنظيم "داعش" النفط المتوفر في المناطق التي سيطروا عليها في العراق، وقاموا ببيعه والاستنفاع بالعائد المادي في الإنفاق على العمليات المسلحة وهو أمر سيزيد من حدة التوتر في المنطقة عموما، كما يمكن لذلك أن يساهم في خفض أسعار النفط على المدى القريب، حيث من المحتمل أن تسيطر على حقول النفط في الأماكن التي تنوي السيطرة عليها.
ونجح أعضاء التنظيم في السيطرة على حقلي "العمر" و"التنك" النفطيين السوريين المهمين، فضلا عن حقل "الدجيل" النفطي العراقي الذي سقط في أيدي "داعش" نهاية حزيران/ يونيو الماضي إلى الحقول الأخرى التي باتت تحت سيطرته"، يكون التنظيم بسط نفوذه على مناطق نفطية كبيرة على جانبي الحدود السورية العراقية، ووفقا لمصادر إعلامية بدأ "الجهاديون" في بيع النفط العراقي من مناطق نفوذهم منذ الخميس الماضي.
واتهم وزير الخارجية الفرنسي لاورنت فابيوس، التنظيم ببيع النفط لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وما يهم التنظيم من ذلك وبالدرجة الأولى هو الحصول على واردات مالية.
وأكّد عمدة مدينة طوزخورماتو العراقية، أن مقاتلي "داعش" يبيعون النفط لكل من يريد شراءه، لأنهم يحتاجون المال لشراء السلاح والذخيرة.
ويمكن لبيع النفط من قبل "داعش" أن يساهم في ترسيخ وتعميق حالة الفوضى في المنطقة المبتلية أساسا بحرب ذات أوجه متعددة، فنظام الأسد يمكن له بشراء هذا النفط أن يزود دباباته بالوقود الضروري لمواجهة المنتفضين ضد نظامه. وواردات النفط ستساعد التنظيم المتطرف على تمويل "غزواته" المقبلة في العراق وسورية.
ويشكل الأمر خطرا كبيرا بالنسبة إلى لنظام السوري، لأنه يستخدم "الجهاديين" في حملته ضد المنتفضين العلمانيين في بلاده كشركاء تجاريين مؤقتين.
أرسل تعليقك