غزة ـ محمد حبيب
بدأ رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، اتصالات مع رؤساء دول غربية، في محاولة منه لحشد رأي دولي داعم، يضمن من خلاله تنفيذ عملية عسكرية واسعة في غزة، تمهيدًا لاجتياح القطاع.
وأبرزت مصادر إعلامية أنَّ "نتنياهو تحدث مع المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي هولاند، ورئيس الوزراء البريطاني، ورئيس الوزراء الكندي، ووزير الخارجية الأميركية جون كيري، وعدد من مسؤولي الإدارة الأميركية، ومسؤولين آخرين في العالم.
وأوضح نتنياهو، في معرض ردّه على لجنة الخارجية والأمن في الـ"كنيست"، أنَّ "الدول دعمت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بكل السبل، لوقف إطلاق الصواريخ"، مشيرًا إلى أنَّ "المستشارين القانونيين لا يفضلون قطع الكهرباء والماء عن غزة".
وأكَّد نتنياهو أنَّ "وقفًا لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس غير وارد في هذه المرحلة"، نافيًا "وجود اتصالات لوقف إطلاق النار مع مصر أو غيرها من الدول التي قد تقوم بدور الوساطة بين الطرفين".
وأشار إلى أنّه "أمر بزيادة وتيرة الهجمات على القطاع"، منوهَا إلى أنه "ليس بإمكان إسرائيل ممارسة أساليب بعض الدول في العالم على غرار روسيا في الشيشان"، لافتاً إلى أنَّ "مسالة العملية البرية بحاجة للمشاورات".
من جهته، زعم وزير الحرب موشيه يعلون بأنَّ "جيش الاحتلال حقق، منذ بدء عملية (الجرف الصامد)، إنجازات ملموسة، وأنه سيواصل ضرب حماس وغيرها من المنظمات، إلى أن تدرك حجم الثمن الذي تدفعه مقابل استمرار التصعيد والقصف الصاروخي للأراضي الإسرائيلية" .
وادّعى يعلون أنَّ "حركة حماس تلقت ضربات مؤلمة، وأن هذه الضربات لن تتوقف إلا بعد عودة الهدوء إلى جنوب البلاد" .
يأتي هذا فيم أفادت مصادر عربية، الخميس، بأنَّ اتصالات دولية وعربية تمّت بهدف التهدئة في قطاع غزة، في الأربع وعشرين ساعة الأخيرة، مشيرة إلى أنَّ "أبرز هذه المساعي الاتصالان الهاتفيان اللذان أجراهما أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني".
وبيّنت المصادر أنَّ "الاتصالات الدولية مع الدوحة جاءت بعد رفض السلطات المصرية القيام بوساطة بغية وقف إطلاق النار"، مؤكّدة أنَّ "السلطات الإسرائيلية طلبت من القاهرة لعب دور في التهدئة، جرياً على عادة القاهرة في أوضاع مشابهة، لكن رد فعل السلطات المصرية كان سلبياً".
وفسّرت المصادر الانسحاب المصري، بأنه "نابع من حسابات سياسية أساسها ترك إسرائيل توجه ضربة قاصمة إلى المقاومة في غزّة"، وعطفت المصادر هذا الموقف غير المعلن على "اتصالات مصرية إسرائيلية سبقت العدوان، كانت تدور في إطار تفاهم الطرفين على ضرورة إنهاء المقاومة في غزة".
وأوضحت أنَّ "إسرائيل راغبة في التهدئة نظراً لأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أدرك أنَّ الاستمرار في العدوان لفترة طويلة ليس في صالحه، وأن الضربات حققت الغرض الذي كان يطمح إليه، كما أن صمود غزة واستعداد فصائل المقاومة للردّ ومواصلة قصف أهداف إسرائيلية أحدث آثاراً نفسية كبيرة في الشارع الإسرائيلي".
وأضافت "أبدت حركة حماس موافقة مشروطة على التهدئة، وربطتها بضمانات دولية، على أساس إحياء اتفاق التهدئة 2012، الذي لم تلتزم به إسرائيل، وإطلاق سراح الأسرى الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، والمفرج عنهم ضمن وفاء الأحرار (صفقة شاليط)، ووقف الإجراءات والاستفزازات الإسرائيلية ضد حكومة التوافق الوطني".
وأردفت المصادر أنَّ "أوساط حركة حماس تتصرف على أساس أنها ليست في عجالة من أمرها، ومستعدة للتعاطي مع العدوان عسكرياً، وفي حال تواصل العدوان فإنها سوف تقدم مفاجآت جديدة".
أرسل تعليقك