بغداد - نجلاء الطائي
كشفت وكالة الأسوشيتدبرس الإخباريَّة الأميركيّة في تقرير لها أنَّ وكالة الاستخبارات الأميركيّة الـCIA فضلًا عن وكالات تجسُّسيَّة أخرى تعمل جاهدة لجمع ما يكفي من معلومات استخباريَّة مهمَّة تساعد في تنفيذ أيّ إجراء عسكريّ محتمل أو عمليَّات سرِّيَّة موجَّهة ضدّ قادة تنظيم داعش الذين سيطروا على مساحات واسعة من الأرض داخل العراق ويستعدُّون الآن لتهديد بغداد.
وأضافت الوكالة الأميركيّة أنه يبدو أن الافتقار إلى معلومات استخباريَّة واضحة قد غيّرت من التركيز الحاليّ للرئيس باراك أوباما بعيدًا عن توجيه ضربات جوية في العراق لأن المسؤولين يقولون إنه لا توجد هناك أهداف واضحة إلا القليل.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين أميركيّين أنه لم تتخذ قرارات نهائية حتى الآن، مرجحين أن يصادق الرئيس أوباما في النهاية على شن ضربات جوية حال توفر معلومات دقيقة عن الأهداف المراد ضربها.
وكشف محللّو المخابرات الأميركيّة، بحسب الوكالة، أنهم يسعون الآن إلى اقتفاء تحركات العناصر القيادية من مسلّحي داعش في العراق وذلك من خلال تمحيص المعلومات الاستخباريَّة التي تم الحصول عليها من أجهزة المخابرات الأردنية والسعودية والتركية ومصادر استخباريَّة أخرى، فضلًا عن المعلومات الاستخباريَّة الأخرى التي تحصل عليها الـ CIA عبر عملائها، إضافة إلى معلومات الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع التجسسية وعمليّات المراقبة على شبكات الاتصال التي تتولاها وكالة الأمن الوطني الأميركيّة NSA.
وأكد الجنرال المتقاعد ريتشارد زاهنر والمسؤول السابق في وكالة الأمن الوطني الأميركيّة، حسبما نقلت الوكالة، أن من غير الواضح فيما إذا سيكون بإمكانية الـCIA أو وكالة الأمن الوطني تحديد موقع كبار قادة تنظيم داعش مثل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، الذي أطلق سراحه عام 2009 بعد قضائه أربع سنوات في معتقل تابع للقوات الأميركيّة جنوب العراق وأصبح الآن من الأهداف المحيّرة لتكنولوجيا المراقبة الأميركيّة.
وفي الوقت الذي تحشد فيه الولايات المتحدة جهودها لجمع المعلومات الاستخباريَّة فإنها تواجه قدرات محدودة للتجسس في منطقة الشرق الأوسط، حيث إن مغادرة القوات الأميركيّة للعراق عام 2011 واندلاع الحرب الأهلية في سورية غيَّرت مساحة واسعة من معالم المنطقة التي أصبحت بعيدة المنال عن تحركات الاستخبارات الأميركيّة.
ويناقش الرئيس أوباما، الأربعاء، مع كبار مسؤولي الكونغرس الإجراءات المحتملة التي ستتخذها إدارته لمعالجة الوضع في العراق، حيث تناقش إدارة أوباما احتمالية شن ضربات جوية منتقاة إما عبر الطائرات المسيّرة أو الطائرات المقاتلة؛ للحدّ من تحرك المجاميع المسلحة، وهناك خيارات أخرى قيد الدراسة منها نشر مجاميع صغيرة من قوات عمليّات الطوارئ الخاصة الأميركيّة للمساعدة في تدريب عناصر الجيش العراقي وتعزيز الجهد الاستخباري المتوفر لدى العراقيين.
أرسل تعليقك