بغداد ـ سناء سعداوي
تم نشر تقارير في الفترة الأخيرة توضِّح الاقتتال الدَّاخلي بين مقاتلي تنظيم "داعش"، وذلك وسط محاولته من التَّعافي من القصف الجوِّي ضد معاقل الجماعة في سوريَّة والعراق، بحيث أكدت القوَّات الجويَّة الأردنيَّة أن التَّنظيم انهار بنسبة 20%، بعد تكثيف الغارات الجويَّة ضد المسلَّحين انتقامًا لمقتل الطيَّار معاذ الكساسبة، كما يعتقد أن "داعش" تعاني من ضائقة ماليَّة في الآونة الأخيرة، بسبب تضييق الطُّرق على الإمدادات ما بين الأراضي الأساسيَّة.
وقال الباحث والعضو المنتسب في المعهد العراقي للإصلاح الاقتصادي سجاد جياد: إن واحدة من أكبر القضايا التي سببت الاحتكاك بين أعضاء الجماعة هو قرار الإبقاء على الأطفال والنساء الأيزيديين كعبيد للجنس، بحيث إن العديد يستنكرون الإتجار بالنساء الذين تم إلقاء القبض عليهن عندما اقتحمت داعش الموصل. وأضاف "هذا يظهر أنه ليس جميع مؤيدي "داعش" يفهمون طبيعة المنظَّمة، وقد ظهرت روايات مروِّعة بشأن المتاجرة بالنِّساء وتعرِّضهن للضَّرب والاغتصاب، حتى إجبارهن للتَّبرع بالدَّم للمسلحين".
ونشرت مجلة "دابق" التَّابعة لـ "داعش" مقالا في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبرِّر سياستها ضد الأطفال والنساء، وأكدوا أنهم يطبقوا عليهم أحكام الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن "مؤيدي "داعش" أنكروا ما نشرته المجلة".
وقال جياد: يعتقد أن القوات الكردية بمساعدة الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة استعادت بلدة كوباني على الحدود السورية التركية، مما تسببت في الانتقادات الداخلية للمجموعة.
ويرى جياد أن "التوترات ترتفع بين داعش بسبب كثرة الاعتقالات والقتل بين صفوفه، فقد اعتقل أخيرا رجل دين على خلفية مقتل الطيار الأردني، كما أن الانقسامات الداخلية داخل الجماعة ستقود إلى سقوطها".
ومن ناحيته يقول أبو محمد حسام (ناشط سوري من مدينة الرقة): إن العلاقات بين "داعش" وأولئك القادمين من الخليج أصبحت متوترة على نحو متزايد.
أرسل تعليقك