أثار خطاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، الثلاثاء، عاصفة انتقادات داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه لم يرَ جديدًا في الخطاب وإنه لم يطرح حلولًا، بينما شن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هجومًا حادًا وأتهم نتنياهو بمحاولة خلق صراع والتأثير على سير المفاوضات النووية مع الغرب.
وكان نتنياهو حذر في الخطاب من أنّ الصفقة النووية المقترحة بين القوى العالمية وإيران لن توقف طهران عن سعيها للحصول على السلاح النووي، واعتبر أنّ إيران الآن باتت تهيمن على أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.
وحذر نتنياهو من خطر التعاون مع طهران لمواجهة تنظيم "داعش"، لافتًا: «لا توجد اختلافات في الآيديولوجيات بين النظام الثوري الإيراني، والجهاد وداعش، إنهم يختلفون فقط بشأن من سيحكم الإمبراطورية».
وشن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في خطاب ناري استحوذ على ٢٥ جولة تصفيق من أعضاء الكونغرس، حملة مفصلة على القيادة الإيرانية من مبنى «كابيتول هيل» في واشنطن، معتبرًا أنّ الاتفاق الذي يجرى التفاوض عليه بين إدارة الرئيس باراك أوباما وإيران هو «اتفاق سيئ جدًا، ونحن أفضل حالًا من دونه، لأنه لن يمنع الجمهورية الإسلامية من امتلاك سلاح ذري».
واعتبر مراقبون أنّ خطة نتانياهو تهدف إلى محاصرة الرئيس الأميركي ومنعه من التحرك بحرية في المفاوضات النووية مع إيران.
وسارع الرئيس باراك أوباما إلى الرد على نتانياهو، قائلًا إنه لم يشاهد الخطاب لكنه قرأ النص ولم يَر فيه جديدًا لأن رئيس الحكومة الإسرائيلية لم يقدم أي بدائل مجدية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
وأوضح نتانياهو في خطابه الحماسي، وهو الثالث له أمام الكونغرس، وتساوى بذلك مع الزعيم البريطاني السابق وينستون تشرشل، أنّ «النظام الإيراني يشكل تهديدًا كبيرًا على إسرائيل، لكن أيضًا للسلام في العالم بأسره»، مطالبًا أنّ تنفذ إيران ثلاثة شروط قبل رفع أي عقوبات عنها.
وجاءت الشروط أولها «وقف التوسع في الشرق الأوسط، إنهاء دعم التطرف والتهديدات لمحو إسرائيل».
وتابع أنّ «إيران تسيطر اليوم على أربع عواصم شرق أوسطية هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت».
وأضاف نتانياهو الذي صفق له أعضاء الكونغرس بحرارة رغم مقاطعة ٥٥ نائبًا ديمقراطيًا وحضور المتبقين إلى جانب قيادات عسكرية أميركية، أنّ الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه بين الجمهورية الإسلامية والقوى الكبرى سيترك إيران مع برنامج نووي واسع النطاق ولن يمنعها من امتلاك القنبلة الذرية.
وأردف أنه من الخطأ اعتبار «البديل هو الحرب، لأن البديل هو اتفاق أفضل يجعلنا قابلين للحياة بجانب إيران في المنطقة».
واعتبر نتانياهو تحديد عمر الاتفاق بعشرة أعوام، كما اقترح أوباما، ضمن البنود الضعيفة فيه، وأنّ عدم تفكيك هيكلية البرنامج النووي الإيراني إلى جانب التغاضي عن تصرفات إيران الإقليمية، سيؤدي إلى سباق تسلح في المنطقة.
ونسب أعمالاً متطرفة في المنطقة لإيران «من تفجير المارينز في بيروت إلى محاولة اغتيال السفير السعودي داخل واشنطن».
وحذر نتانياهو من الوقوع في فخ المصالحة مع إيران كونها تحارب «داعش»، واعتبر أنّ «المنافسة بينهما هي على عرش قيادة التنظيمات الإسلامية المسلحة في المنطقة» معتبرًا أنّ «عدو عدوي هو عدوي في هذه الحالة».
شدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بشأن الجدل الكبير الذي أثاره خطابه أمام الكونغرس بسبب عدم إبلاغ الرئاسة الأميركية به مسبقًا، أن كلمته ليست سياسية، ووجّه في مستهل كلمته تحية للرئيس أوباما.
واستطرد: «أعلم أنّ خطابي أثار الكثير من الجدل. وأنا آسف بشدة لأن البعض يعتبرون حضوري إلى هنا أمرًا سياسيًا».
وتابع: «لم تكن تلك نيتي. أريد أن أشكركم، ديمقراطيين وجمهوريين، لدعمكم المشترك لإسرائيل عامًا بعد عام وعقدًا بعد عقد»، لافتًا: «نحن نثمن الجهود التي بذلها الرئيس أوباما من أجل إسرائيل».
وقاطعت إدارة أوباما الخطاب مع وجود وزير الخارجية في سويسرا لإجراء محادثات مع نظيره الإيراني بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني قبل ٢٤ الشهر الجاري، وهروب نائب الرئيس جوزيف بايدن إلى أميركا اللاتينية، فيما كان الرئيس الأميركي يجري اتصالات بقيادات أوروبية في الوقت الذي كان يتحدث فيه نتانياهو.
ويأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّ يشجع خطابه نواب الكونغرس في التصويت على تشريع يجبر الإدارة على نيل تفويض من النواب قبل توقيع أي اتفاق مع إيران أو نسف هذه الاتفاق بالكامل.
وأكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية يرافق كيري في مونترو، أنّ الولايات المتحدة ستواصل «التصدي بحزم لأي محاولة من إيران لتوسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وإنّ تم التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي».
وأعرب أنّ واشنطن تعمل بشكل وثيق مع الدول الخليجية للمساعدة في بناء أمنها وقدراتها للدفاع عن مصالحها، مشيرًا إلى أنّ «الدول الخليجية تراقب المفاوضات بدقة بالغة، ولديها سبب مشروع لتفهم بشكل أفضل ما الذي نحاول تحقيقه»، مؤكدًا: «لن يغير ذلك أيًا من الجوانب الأخرى من مقاربتنا نحو ايران».
أرسل تعليقك