بيروت ـ رياض شومان
رأى الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان أن "الربيع العربي اليوم يتلمس طريقه الى الديموقراطية، فيما نحن نعطل النصاب المطلوب لانتخاب رئيس جديد وننتخب الشغور، ونمدد للمجلس النيابي، ولا نبذل اي جهد لاقرار قانون انتخاب عصري، يعكس صورة التمثيل الصحيح، وينصف الشباب والمرأة والمغتربين".
وكشف عن ان "الجنوح الغرائزي الى تعديل الدستور، وقيامي سابقا بتقديم طعن بقانون تمديد ولاية المجلس النيابي، جعلاني، منذ سنتين ونيف، وفي مناسبات عدة، اعلن رفضي المطلق لاي شكل من اشكال التمديد"، مشدداً على أن "هذا الموقف الثابت، يعلمه تمام العلم الرئيس فرنسوا هولاند، من خلال محادثاتنا المتكررة، ويعلمه ايضا، سفراء الدول الخمس، وسفيرة الاتحاد الاوروبي. اما هدفي من المجاهرة بذلك، فكان ولا يزال، الزام نفسي بالمواقف وتحريرها، وتحرير الدستور كذلك، من عبودية التعديل المرتجل، لمصلحة اشخاص".
كلام سليمان جاء خلال رعايته حفل تخريج طلاب جامعة رفيق الحريري في بلدة المشرف جنوب بيروت، بدعوة من رئيسة مجلس أمناء الجامعة ورئيسة مؤسسة الحريري السيدة نازك الحريري، .
وفي كلمة للسيدة نازك الحريري قالت: "فخامة الرئيس، دافعتم عن لبنان كل لبنان في كل محفل من محافل العالم. ورفعتم، بكل شجاعة وأمانة، لواء الحقيقة والعدالة من أجل الوطن وشهدائه في كل محطة من محطاتكم الوطنية. وحرصتم أشد الحرص على لم الشمل اللبناني وإبقاء شعب لبنان وأرضه في منأى عن أي تجاذبات أو نزاعات أو صراعات. ويبقى الأمل بأن تصان المنجزات المهمة التي حققتم ويبنى عليها في المرحلة المقبلة، والدعوة للجميع في لبنان، قيادة وشعبا، بتحمل المسؤولية الوطنية الضخمة التي باتت ملقاة على عاتق كل لبناني ولبنانية بمنع انزلاق لبنان نحو هوة فراغ خطير لا تحمد عقباه في الرئاسة الأولى".
وتابعت: "لا بد لنا اليوم، من توجيه نداء عاجل، بلسان حال كل رجل وامرأة في لبنان، لكل شخص في موقع المسؤولية حتى نعود بلبنان الحبيب معا إلى سكة السلام والأمان والتقدم، ولكي يتمكن هؤلاء الخريجون والخريجات اليوم من بناء مستقبلهم ومستقبلنا جميعا بأحلامنا وبنهج المحبة والعطاء والعلم والمعرفة، كما أراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ركنا أساسا لهذا الصرح العلمي والثقافي، ومنارة يهتدي بها شباب لبنان وشاباته".
ثم القى الرئيس سليمان كلمة قال فيها: "ايها المتخرجون، اهنئكم، مرة اخرى، على حصاد وفير جنيتموه، سوف يملأ اهراءات الوطن من حنطة المعرفة، واجاجينه من ماء الحرية.
انتم عقول الامة، الى ابعد من الزمن الآتي. رهان لبنان عليكم، وعلى اترابكم في الجامعات الاخرى، ان تكونوا مرجعا في العلوم والثقافات، وحراسا للديموقراطية والحوار، والتحرر والقيم الانسانية، ومثالا للتآزر ونبذ الطائفية. رهان لبنان عليكم، ان تكونوا حصنا مقفلا في وجه الفساد والافساد. لا يطغينكم نفوذ، ولا يغرينكم مال. فلا جيلنا فشل في ممارسة الديموقراطية التي ورثها من رجال الاستقلال، ثروة لم تتيسر لاشقائه العرب".
وأضاف: "نحن لم ندرك لغاية الآن، ان اولادنا ليسوا لنا، بل هم ابناء الوطن. لم نجروء بعد، على تخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة، فنبقيهم مغتربين في الوطن حتى سن ال21، في حين ان شبابنا المغترب في بعض الدول، ينتخب اعتبارا من عمر 16 سنة، بصورة اختيارية، وفي سن ال18 بصورة الزامية.
لم نعترف ان المرأة نصف المجتمع، فلم نولها المناصب الوزارية، ولم نخصص لها مقاعد الزامية في المجالس التمثيلية البلدية والنيابية. وانقاذا لماء الوجه عينا 11 سيدة برتبة مدير عام في الاشهر الثلاثة الاخيرة من ولايتي. لا بل، جل ما نفعله هو التعطيل، والتخوين، وكيل بعضنا الاتهامات للبعض الآخر، على قاعدة نظرية التآمر، فيما قافلة المؤامرات على الوطن والدولة القوية والعادلة تسير. الرهان عليكم. فلتكن شبكات التواصل الاجتماعي التي بين ايديكم، وسيلة للتغيير نحو الافضل. الرهان عليكم. فلا تدعوه يفشل. نعم، انتم اولادنا، بل لستم لنا، انتم للوطن، للبنان، احلى الاوطان. فتعالوا نعيد له جماله، ورونقه، وريادته. عشتم، عاشت جامعتكم عاش لبنان."
واختتم الاحتفال بتكريم الرئيس ميشال سليمان وتسليمه درعا في المناسبة من الجامعة.
كما وزعت الجامعة جائزتي السيدة الحريري على الطالبتين المتفوقتين رشا ناظم محمود من كلية ادارة الأعمال وهالة مسعود ناصر الدين من كلية الهندسة.
أرسل تعليقك